عماد فرحات
دعاها سكانها الأصليون "ألاشكا" أي الأرض العظيمة. انها بلاد التناقضات، حيث الادغال والسهول والاودية الصالحة للزراعة تجاور الجبال الشاهقة وأنهار الجليد الدهرية.
ألاسكا هي أكبر الولايات الأميركية وأقلها سكاناً، اذ تبلغ مساحتها مليوناً ونصف مليون كيلومتر مربع ويقطن فيها نحو 620 ألف نسمة. تحدها كندا من الشرق، ويفصلها بحر بيرنغ عن روسيا. عاصمتها مدينة جونو.
كان فيتوس بيرنغ، وهو مستكشف دنماركي عمل لروسيا، أول اوروبي وطئت قدماه أرض ألاسكا عام 1741. وعين أول حاكم روسي لها عام 1799. وفي العام 1867، اشتراها وزير الخارجية الأميركي وليم سيوارد لبلاده لقاء 7,2 مليون دولار، في صفقة دعيت "حماقة سيوارد". وفي العام 1896 اكتشف الذهب في ألاسكا، وبدأت "حمى الذهب" التي ساهمت في نهضة أميركا. وفي 1959 أصبحت ألاسكا الولاية الأميركية التاسعة والأربعين. وأهم مواردها الطبيعية حالياً النفط والغاز الطبيعي.
مناخ ألاسكا قاس في الداخل ومعتدل على الساحل الجنوبي حيث يتجمع السكان، ونصفهم في مدينة انكوراج. ويعيش شعب الاسكيمو الاصلي على ساحل بحر بيرنغ في أقصى الشمال، حيث بنوا بيوتهم الثلجية في قفار قاحلة وسط مناخ بالغ القسوة. وهم يستخدمون عربات الجليد التي تجرها الكلاب لعبور ذلك البحر المتجمد.
نهارات ألاسكا الصيفية ولياليها الشتائية طويلة. في مدينة بارو على بعد 1350 كيلومتراً من القطب الشمالي يسود أطول وأدفأ نهار. فعندما تشرق الشمس في 10 أيار (مايو) لا تغرب الا بعد ثلاثة أشهر تقريباً. وبعد غروب 18 تشرين الثاني (نوفمبر) لا يرى سكان بارو الشمس مرة أخرى لمدة شهرين.
في الشمال منطقة قطبية جرداء تفصلها جبال بروكس عن منخفض داخلي واسع يرويه نهر يوكون. وفي الجنوب سلسلة جبال ألاسكا حيث أعلى قمم أميركا الشمالية، وأعلاها ماكنلي الذي يبلغ ارتفاعه 6096 متراً. والى الغرب تمتد شبه جزيرة ألاسكا، وفيها براكين عديدة لا يزال بعضها ناشطاً.
تغطي الغابات نحو ثلث مساحة ألاسكا، التي تحوي أكبر غابتين وطنيتين في الولايات المتحدة، هما شوغاش على الساحل الجنوبي الأوسط وتونغاس على الساحل الجنوبي الشرقي. الغابات الصنوبرية الوارفة على ساحل خليج ألاسكا وفي الشمال تغلب عليها أشجار الشوكران والبيسية والبتولا، مع غطاء سفلي من الطحالب والشجيرات. وفي جزء كبير من الغرب والشمال تمتد سهول التندرة الخالية من الأشجار والتي تراوح نباتاتها من الشجيرات الى الطحالب وقصب البردي. وتنمو في ألاسكا أنواع كثيرة من النباتات المزهرة، مثل عشبة النار والترمس البري وزهرة الولاية "لا تنسني".
ألاسكا غنية أيضاً بالتنوع الحيواني. فالمياه المحيطة بها تؤوي ثدييات مثل الحيتان والفقمة والفظ، وأحياء بحرية أخرى مثل سمك السلمون والهلبوت والسرطان والروبيان. وتروم في أرجائها أعداد كبيرة من الدببة القطبية والبنية والسوداء. وما زالت قطعان كبيرة من أيائل الرنة تهاجر عابرة سلسلة جبال بروكس، حيث تتعقبها زمر من الذئاب. ومن الثدييات البرية الأخرى الموظ وحيوانات فرائية مثل القندس والشِّرِة والمنك والقضاعة وفأر المسك. وهناك طيور واسعة الانتشار مثل الترمجان والبط والاوز. ويحوم البعوض في أسراب كبيرة صيفاً، وكذلك الذباب وأنواع أخرى من الحشرات القارصة.
معلومات عن ألاسكا
- ألاسكا أقرب الى روسيا منها الى أي ولاية أميركية، ولا يفصلها عن البر الروسي الا 82 كيلومتراً عبر مضيق بيرنغ.
- جونو هي الوحيدة بين عواصم الولايات الأميركية التي لا تصل اليها طريق برية ولا يمكن بلوغها الا جواً أو بحراً.
- في ألاسكا مناطق يسودها النهار 24 ساعة والليل 24 ساعة.
- فيها 3 ملايين بحيرة و29 بركاناً وأكثر من نصف الأنهار الجليدية في العالم.
- أدنى حرارة سجلت في منطقة تنانا وبلغت 61 درجة مئوية تحت الصفر.
- يصل ارتفاع المد البحري في تورناغين، قرب أنكوراج، الى 9 أمتار.
- شعار الولاية: شمالاً الى المستقبل. رموزها: زهرة لا تنسني، شجرة البيسية الدائمة الاخضرار، الحوت ذو الرأس المتقوس، سمكة ملك السلمون التي يزن نحو 45 كيلوغراماً، حشرة اليعسوب المبقَّع.
- معدنها: الذهب.
- حجرها الكريم: اليشب أو الجاد، وتحوي ألاسكا رسوبيات كبيرة منه، بينها جبل كبير مليء باليشب الأخضر القاتم في شبه جزيرة سيوارد.