Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
رأي
 
كلاوس توبفر كرامة الانسان والتقدم الاجتماعي  
حزيران (يونيو) 2005 / عدد 87
 قبل ستين عاماً وفي مدينة سان فرنسيسكو، أكد الأعضاء المؤسسون للأمم المتحدة عزمهم على حماية أجيال المستقبل من بلاء الحرب وتعزيز الكرامة الانسانية والتقدم الاجتماعي. واذا أردنا، كمجتمع عالمي، أن نفي بهذه التعهدات، فعلينا معالجة قضية التمدن السريع في العالم. كثير من المدن اليوم هي بؤر للتلوث والفقر والمرض واليأس، ولكن يمكن ألا تكون كذلك. بالتخطيط المتأني، يمكن أن تشكل مدننا معالم بارزة في التنمية المستدامة. هذه هي رسالتنا في يوم البيئة العالمي 2005. وشعاره "مدن خضراء: فلنخطط لمستقبل الأرض" هو تحذير وإعلان ايمان بقدرتنا على تحويل تمدد المراكز المدينية لمنفعة الجميع.
حيثما ننظر نجد مدناً تصرخ مطالبة بحلول. في العالم النامي، حيث النمو السكاني هو الأبرز، هناك أكثر من مليار شخص فرض عليهم العيش تحت مظلة الفقر والمرض، لأنهم حرموا من الماء النظيف والمرافق الصحية الأساسية والمأوى المناسب، وهذه غالباً من المسلمات بالنسبة الى سكان العالم المتقدم. ان تخفيف العبء عن الناس الأفقر في العالم يحصد فائدة مزدوجة، فهو يوفر لهم موطئ قدم على السلم المؤدية الى حياة أفضل، ويساعد في حماية البيئة التي نعتمد عليها جميعاً.
ان توفير مرافق صحية محسنة لأحياء البؤس في العالم سيحمي موارد المياه العذبة والبحر التي تصب فيه جميع الأنهار. وهي ستساعد أيضاً في انقاذ كثيرين من الـ6000 طفل الذين يموتون كل يوم نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها ولها علاقة بانعدام المياه المأمونة وسوء النظافة الصحية. واستبدال حطب الوقود بمصادر طاقة أكثر استدامة لا يحمي الغابات فقط وانما يخفف تلوث الهواء أيضاً. والأمراض التنفسية قاتل رئيسي، والمدن الكبرى المتعاظمة في العالم النامي تعاني من أسوأ نوعية هواء. ويمكن أيضاً التصدي لتلوث الهواء بالحد من انبعاثات عوادم السيارات والأبخرة السامة الناجمة عن حرق المواد البلاستيكية وغيرها من النفايات، عبر ترويج الأساليب المناسبة في جمع النفايات والتخلص منها.
برنامج الأمم المتحدة للبيئة يعمل في جميع هذه المجلات. وبرامجنا الخاصة بالطاقة والنقل المستدام تعالج النتائج البيئية المترتبة على انتاج الطاقة واستهلاكها، من تلوث الهواء المحلي الى الاحترار العالمي. ونحن نعمل على تشجيع حلول تكنولوجية سليمة بيئياً لاستهلاك المياه العذبة والتخلص من النفايات. وبرنامجنا الخاص بالمدن المستدامة، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، يساعد المدن على تخطيط وادارة بيئتها ومشاركة الدروس المكتسبة مع حكومات محلية ووطنية في أنحاء العالم.
التحديات الماثلة في تنامي التمدن مروِّعة، لكن تذليلها ليس مستحيلاً. فعلى سبيل المثال، البلدات والمدن، خصوصاً في العالم المتقدم، مسؤولة حالياً عن معظم انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ، وغالبيتها من السيارات والشاحنات ومحطات الطاقة. هذه الانبعاثات يمكن تخفيفها الى حد كبير باعتماد تكنولوجيات طاقة نظيفة مقرونة بتخطيط مديني ومستنير.
تصوَّروا مدينة تستخدم مبانيها الطاقة الشمسية لرفد توليد الكهرباء اللازمة لها، وتهدر أقل لأنها معزولة جيداً وتستخدم اضاءة مقتصدة بالطاقة، وحيث النقل الجماعي كفوء وفي متناول الجميع، والسيارات أقل تلويثاً لأنها تعمل على الكهرباء أو الهيدروجين. تلك المدينة هي جزء من الحل لا من المشكلة. انها مدينة المستقبل. وبدعم من الحكومات والمجتمعات المحلية وقطاعات الأعمال، يمكن أن تكون أيضاً مدينة الحاضر.
العالم لا تعوزه حلول ملهمة للمسائل التي تثيرها الألفية المدينية. وهناك أمثلة من أنحاء العالم، وليس فقط من الدول المتقدمة، عن مجتمعات وقطاعات أعمال وحكومات تعمل على اعادة تخطيط المدن. من ذلك تخصيص وسط المدينة الذي تخنقه زحمة السير للمشاة، وحماية المساحات الخضراء وتوسيعها، وتشجيع برامج اعادة التدوير، وتصميم المباني الصديقة للبيئة. هذه الأمثلة تشبه البذور، والتحدي هو رعاية هذه البذور وإكثارها ونشرها الى أقصى الأماكن.
البلدات والمدن هي مأوى الجنس البشري، ومستقبله. وإن جعل ذلك مستقبلاً للسلام والكرامة والرخاء الاقتصادي هو مسؤولية الجميع. لذا كان مناسباً الاحتفال بيوم البيئة العالمي 2005 في مسقط رأس المنظمة التي تم تأسيسها لتمثل مصالح الجميع، من الأقوى الى الأضعف. ونحن، شعوب الأمم المتحدة، نريد أن نتطلع الى المستقبل بأمل. وذلك الأمل يمكن في المدن الخضراء.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.