وردة الحريري البيضاء، سوق الطيِّب، البيت الأخضر، إكتشف لبنان، باقة الحرية وقبعة الأزهار... عناوين وأسماء لافتة في معرض الحدائق الذي أقيم في ميدان سباق الخيل في بيروت بين 17 و21 أيار (مايو).

تجاورت في المعرض منصات الشركات التجارية والسياحية ومنظمات العمل الأهلي. ففي قطاع فن الحدائق أقيمت تشكيلات المشاتل وتصميم الجنائن وأعمال البستنة. وضم قطاع "فن العيش في الحدائق" مفروشات وأكسسوارات تتلاءم مع التصاميم المختلفة. وانتشرت منصات الحرفيات والاشغال اليدوية.

سوق الطيِّب قدم منتجات زراعية عضوية ومأكولات ومشروبات و"مؤونة" مصنوعة من المزروعات الخالية من المبيدات والأسمدة الكيميائية. وقد استقطب هذا الجناح أعداداً كبيرة من الزوار الذين قلما غادروه الا محمَّلين بالخضار الطازجة والمنتجات "البلدية".

وضمن الحضور الدولي جناح هولندي كبير، اضافة الى مشاركة رئيسية لبلدية ايل دو فرانس المتعاونة مع بلدية بيروت. وبرز لديها مشروع "البيت الأخضر" الذي سيقام وسط حرج بيروت ليشكل مركزاً للتوعية البيئية وتعزيز التعلق بـ"رئة بيروت" ويكون مركزاً للسياحة البيئية في وسط العاصمة، كما ذكرت الدكتورة نهى باز مسؤولة المشروع.

تخللت المعرض نشاطات متعددة. فأطلقت وردة تحمل اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أنتجها في فرنسا الاختصاصي العالمي أرنولد ديلبار بناء على طلب الجمعية اللبنانية لتعزيز الرعاية الثقافية. وستوزع الوردة في جميع أنحاء العالم تحت اسم "وردة الحريري". وأقيمت مسابقة لأفضل تنسيق أزهار تحت شعاري "باقة الحرية" و"قبعة الأزهار". وشاركت وكالات سياحة ومنظمات بيئية وتراثية تعمل على التعريف بالمناطق اللبنانية غير المشهورة سياحياً، لابراز خصائصها الطبيعية وتراثها العريق.

وخصص جناح للأطفال قدم ألعاباً ترفيهية موجهة لتعزيز المفاهيم البيئية وحب الطبيعة.

تقول السيدة ميريم شومان التي نظمت المعرض بالتعاون مع شركة "هوسبيتالتي سرفيسس": "جاء نحو 26 ألف زائر، بزيادة 4000 عن العام الماضي، وبينهم وفدان كبيران من الأردن وقبرص ضما خبراء حدائق استعداداً للمشاركة في معرض 2006، إضافة إلى وفد جمعية الحدائق المتوسطية من اليونان". وحول المعرض المقبل أكدت شومان أن معظم عارضي هذه السنة حجزوا منذ الآن، و"سوف نتوجه أكثر نحو ما يتعلق بالبيئة والمحافظة عليها". وتنهي شومان: "كانت إقامة المعرض مغامرة بعدما تأجلت المعارض الأخرى في أعقاب استشهاد الرئيس رفيق الحريري. لكننا أصررنا على المضي في إقامته بفضل توفر كثير من أسباب النجاح، من إقبال العارضين إلى الاجراءات الامنية الوافية والدعم الاعلامي اللازم".

وقد ظهر هذا الدعم في "قرية الصحافة" التي طالعت زوار المعرض عند مدخله. أما انطباعاتهم فكنت تقرأها في عيونهم وأساريرهم المنفرجة. وقد عبر معظمهم عن أن المعرض كان أكثر مما توقعوا، وأنه نقلهم في لحظات من أجواء المدينة والازدحام والتلوث الى واحة خضراء تنفسوا فيها بحرية.