Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
باتر محمد علي وردم "البيئة الآن" و"أخبار البيئة"  
أيلول (سبتمبر) 2005 / عدد 90
 هناك الكثير من المزايا الإبداعية التي تتمتع بها ثورة الاتصالات المعرفية العالمية. ولكن معظم الدول في العالم العربي لا ترى في ثورة الاتصالات، وبالتحديد الإنترنت، أكثر من وسيلة للربح الاقتصادي، من خلال تشجيع استهلاك الأجهزة الإلكترونية ووصلات التشبيك بين المؤسسات وبرامج الكومبيوتر المختلفة. هذا في حال كانت هذه الحكومات وصلت إلى مستوى من الحداثة والتطور بحيث تسمح بانتشار الإنترنت بدلاً من قمع مستخدميها.
وعلى رغم الانتشار السريع لمصطلح "مجتمع المعرفة" في العالم العربي، إلا أن الفائدة الرئيسية للإنترنت في تطوير المعرفة ونشرها واستثمارها ما زالت ضئيلة الاستخدام. وهذه ظاهرة تتساوى بين جميع القضايا والعلوم ومحاور العمل العام. لقد قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعريفاً لمجتمع المعرفة في "تقرير التنمية الإنسانية العربية" الثاني الصادر عام 2003 كما يأتي: "مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يقوم أساساً على نشر المعرفة وإنتاجها، وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، وصولاً للارتقاء بالحالة الإنسانية باطراد، أي إقامة التنمية الإنسانية". ومن الواضح أن هذا التعريف يجعل نجاح العرب الإجمالي في استثمار وسائل الاتصالات لإنتاج مجتمع المعرفة قليلاً جداً، مقارنة بزيادة أرباح شركات الاتصال وحسابات خبراء البرمجة.
لكن الميزة الأهم لشبكة الإنترنت هي قدرتها على توفير مساحة كافية أمام الأفراد الجادين والمبدعين لتحقيق إنجازات قد تعجز بعض المؤسسات الممولة بضخامة من تحقيقها. وفي مجال التوعية والتعليم والتثقيف البيئي، وهي الأسباب التي تجعل منك قارئاً لهذه المجلة وهذا المقال، هناك رائدان في مصر وسورية يبذلان جهوداً مضنية في مجال تحقيق ثلثي أهداف مجتمع المعرفة البيئية، أي إنتاج المعرفة ونشرها على شبكة الإنترنت، تاركين التوظيف الايجابي لهذه المعرفة كمسؤولية مباشرة للمؤسسات البيئية العربية التي تعمل بموازنات ضخمة في أحيان كثيرة، وخاصة المؤسسات الحكومية.
هذا المقال يمثل رحلة في جهود الدكتور خالد غانم رئيس تحرير موقع "البيئة الآن" في مصر، والمهندس عبد الهادي النجار رئيس تحرير موقع "أخبار البيئة" في سورية، كنماذج حية حول النتائج التي يمكن أن يحققها فرد يملك العزيمة والإبداع والرغبة في إحداث فارق على أرض الواقع.
"البيئة الآن": موسوعة تفاعلية وإخبارية
ما ان يدخل المتصفح إلى الصفحة الرئيسية لموقع "البيئة الآن"http://www.elbeaelaan.com/index.htmحتى يدرك أنه داخل موقع يقدم له خدمة معلوماتية على أعلى المستويات. الموقع يتميز بالتحديث اليومي، وهذا ما يجعله من المواقع البيئية العربية النادرة التي توثّق الحدث الإخباري. ولكن هناك ما هو أكثر من مجرد نشر الأخبار.
تتضمن الصفحة الرئيسية للموقع 24 مفتاحاً للمعلومات (icons) أو محاور للمضمون، إضافة إلى سلسلة الأخبار التي تعرض في الصفحة الأولى. وتتم صياغة الأخبار للموقع من خلال مجموعة من المحررين، وهذا ما يكسبها ميزة ملكية الموقع حتى لو كانت مستمدة من مواقع أخرى. وهي تتميز بالقصر والطرح المباشر وتقديم المعلومات.
ويهتم الموقع بثلاثة محاور رئيسية وضعت مفاتيح خاصة بها في أعلى الصفحة الرئيسية، وهي الملف والمقالات والتحقيقات. ويضم الموقع عدداً كبيراً من الملفات التي تتميز بالشمولية والتحديث، من أحدثها ملف مثير حول وادي الحيتان في مصر والذي دخل مؤخراً قائمة التراث الطبيعي لليونسكو.
أما التحقيقات، فهي في الواقع مواد إعلامية قصيرة تمتلك ميزة التحليل وربط الأسباب بالمسببات. لكنها ليست طويلة أو مبنية على بحث متواصل ومقابلات ميدانية لكي تكتسب صفة التحقيقات، وربما يكون من الافضل لمحرري الموقع تغيير تسميتها إلى ما هو أكثر تواضعاً وتوازناً مع القيمة العالية لهذا الموقع.
وتضم صفحة المقالات مجموعة متميزة من المقالات لكتاب وإعلاميين بيئيين عرب مساهمين مع الموقع، أو مقالات مترجمة عن الصحافة الدولية. وهي من أكثر الصفحات فائدة للقارئ، نظراً الى المضمون الراقي من المعلومات.
ومن أبرز صفحات الموقع "أخبار ومتابعات" التي تضم مجموعة من الأخبار الحديثة التي تتم متابعتها وتحليلها من قبل محرري الموقع. وبعض هذه الأخبار يكون مبنياً على وكالات أنباء أو مواقع أخرى، فيتابعه الموقع لتقديم مزيد من الفائدة.
وهناك بعض الصفحات ذات الطبيعة الاستثنائية، ولكنها بحاجة إلى جهد إضافي لتقوية المضمون والمحتوى، ومنها صفحة "أفكار ومشروعات" و"بيئة كليب" و"حوارات". ومن المثير للاهتمام أن صفحة الحوارات تتضمن، في ما تتضمنه، حواراً مع عبد الهادي النجار رئيس تحرير موقع "أخبار البيئة" السوري. وهي ممارسة حميدة أن يسلط موقع ما الضوء على موقع آخر ولا يعتبره منافساً له، وهذه من شيم الأخلاق الرفيعة.
وفي الموقع بوابات كثيرة، مثل السياحة والتنوع الحيوي والبيئة والمرأة والغذاء، تشكل مداخل معرفية هامة للباحثين عن الثقافة البيئية الرصينة والمعلومات الحديثة.
"أخبار البيئة": ميزات تفاعلية
اعتمد المهندس عبد الهادي النجار مؤسس موقع "أخبار البيئة" (http://www.4eco.com) على تقنية المدونات (blogs)، التي طورتها شركة "غوغل" لتسهيل إنشاء المواقع الخاصة. ومن ثم تحولت الفكرة إلى موقع غير مجاني الاستضافة، بسبب الزيادة في اهتمام المتصفين بهذا الموقع، الذي أطلقه النجار في 5 حزيران 2004 بمناسبة يوم البيئة العالمي.
كان الدافع الرئيسي للنجار إثبات أن العمل الإعلامي البيئي العربي يمكن أن يتضمن تجربة ناجحة يقوم بها شخص واحد عبر الإنترنت، كنموذج ايجابي للكثير من المؤسسات البيئية والإعلامية التي تتقاعس عن تقديم خدمات مفيدة للقراء، بحجة نقص التمويل أو نقص الكوادر والبنى التحتية. وبالفعل، فإن الموقع يشكل حالياً وبعد أكثر من سنة على إطلاقه شهادة إنجاز كبيرة لهذا الجهد الفردي الطموح، الذي كافأته مؤسسة فورد مؤخراً بواحدة من منحها البيئية على سبيل الدعم والتقدير.
ويبدو حجم الجهد الذي يبذله النجار عالياً جداً عندما نأخذ في الاعتبار أن معدل المواد المضافة يومياً إلى الموقع هو 4 ـ 5. وما تتميز به تحديد ربط المادة المنشورة بمصدرها، وكذلك بالصفحة الخاصة بالموضوع المحدد لهذه المادة، من بين قائمة تتضمن 26 موضوعاً بيئياً تشمل المحاور البيئية المعروفة. ويقدم الموقع أيضاً خدمة التعليق على المادة المنشورة والتفاعل معها. ويقوم محرر الموقع بجهد حميد أيضاً في ترجمة بعض المواضيع والمقالات البيئية الهامة عن مصادر أجنبية معروفة، مع تحديد مصدرها.
وقد بدأ الموقع تطوير بوابات معرفية خاصة، مثل "عندما تهتز الأرض" المتعلقة بالزلازل وتأثيراتها على البيئة، ومن المنتظر تطوير بوابات أخرى.
ومع أن الجهد الرئيسي في تطوير مادة الموقع ينصبّ على النجار، فقد تمكن من استقطاب بعض الإعلاميين العرب المتميزين في الكتابة البيئية، من خلال مقالات أصلية أو مترجمة أو أخبار. وقد قام المهندس النجار بتوثيق جهود هؤلاء الكتاب والإعلاميين، وهذا ما يشكر عليه أيضاً في إعطاء التقدير العالي لزملاء لم يكن الموقع ليستمر من دون جهودهم، كما وصف النجار هذه الجهود بنفسه.
وفي المحصلة، فإن الموقع يتمتع بميزات تفاعلية تعطي المتصفح فرصة لعرض آرائه وتعليقاته. كما أن هناك نظاماً متميزاً للبحث واسترجاع المواد، يعتمد على الأرشيف الذي يحدد أوقات إضافة المواد وتحديثها يومياً. ويتم تصنيف المواد المنشورة حسب قائمة المواضيع.
في هذين الموقعين نموذج هام لكيفية استثمار القدرات الفردية والطموح والالتزام بالمبادئ البيئية، في تطوير آليات توعية وتثقيف بيئيين تعتمد على الحد الأدنى من الموارد المالية والبشرية والفنية، وتجسد مثالاً للعمل البيئي الإعلامي الذي يهدف إلى التوعية والمصلحة العامة أكثر من تحقيق المكاسب الشخصية.
ان الإرادة والالتزام يتجاوزان في كثير من الأحيان المعوقات المالية. ويقدم غانم والنجار نموذجاً أمام المؤسسات البيئية والإعلامية العربية، التي لا تتحرك غالباً إلا ضمن موازنات ضخمة تصرف على مستلزمات استهلاكية ورواتب، ولا تحقق جهداً واضحاً على أرض الواقع مثلما فعل شخصان اعتمدا على الذات وعلى الجهد الكبير والالتزام الواضح بقضايا التوعية البيئية، مما يجعلهما يستحقان الإعجاب والتهنئة وكذلك الدعم والمساندة.
في مقابلة أجراها موقع "البيئة الآن" مع نجيب صعب، ناشر ورئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية"، اعتبر صعب أن "الصحافة الالكترونية العربية متقدمة بأشواط على الصحافة العربية المكتوبة في معظم الدول". وذكر أنه فوجئ حين اكتشف موقع أخبار البيئة السوري، وقال في محاضرة له في دمشق ان "أفضل صفحة بيئية سورية هي تلك التي يصدرها على شبكة الانترنت مهندس سوري من غرفة في حمص لا نعرف أين تقع. فهذا الموقع الجادّ، الذي يفيض حياة وجرأة، تجاوز في دقته ومعلوماته ومهنيته معظم الأعمال البيئية الاعلامية المكتوبة في سورية وغيرها أيضاً". كما أبدى سروره باكتشاف موقع "البيئة الآن"، الذي "يرسل أيضاً نسمة حياة الى منبر البيئة العربية". واعتبر أن الخلفية العلمية لمطلعي المواقع الالكترونية المتطوعين قد تكون السبب في الحداثة والصفات العصرية والدقة، التي تتفوق فيها هذه المواقع على معظم الصحافة البيئية المكتوبة، عدا عن أن "الوسائل الالكترونية تتيح فسحة أكبر من الحرية، وما زالت لحسن الحظ خارج اطار مقص الرقيب".
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.