يستمر تغيُّر المناخ وحفظ التنوُّع البيولوجي في صدارة عناوين المقالات التي تطالعنا بها المجلات العلمية. فمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أجرت تحقيقاً حول التجارة بالأنواع الحيّة المهددة بالانقراض، ومجلة "ساينس" ناقشت تأثير ظاهرة "الليالي المشرقة" على الكائنات الحيّة والاحتباس الحراري، فيما عرضت "ساينتفك أميركان" تقنية جديدة لخفض الانبعاثات من صناعة الإسمنت. وفي مجلة "نيو ساينتست"، كان تلوُّث الهواء الداخلي الناتج عن مواقد الغاز هو القصة الأبرز مع مطلع شهر فبراير (شباط).
"ناشيونال جيوغرافيك"
التجارة بالأنواع الحيّة المهددة بالانقراض كان موضوع تحقيق أجرته ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) لاستكشاف المصاعب التي تحول دون ضبط المنتجات التي تخالف اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات البرية (اتفاقية سايتس). وتضمّن التحقيق إجراء اختبارات الحمض النووي على حذاء يُرجّح أنه مصنوع من جلد فيل آسيوي مهدد بالانقراض. وتتضمن اتفاقية سايتس عدداً من الثغرات التي تتيح للمتاجرين بالأنواع المهددة بالانقراض الإفلات من العقاب، كأن تكون المنتجات مصنّعة من حيوان قبل إدراجه على قائمة حظر الاتجار به. ولم يتمكن التحقيق من الوصول إلى نتيجة حاسمة حول أصل الجلد المستخدم لأن الدباغة كانت قد أتلفت الحمض النووي.
"نيو ساينتست"
هل حان الوقت لحظر مواقد الغاز؟ سؤال حاولت نيو ساينتست (New Scientist) تقديم إجابة عليه، لاسيما بعد الضجة التي أثارها الحديث عن مخاطرها الصحية في الولايات المتحدة. ويُعتبر غاز الطبخ الوقود المفضّل لتحضير الطعام حول العالم، ولكن استخدامه في المواقد يُنتج الينتروجين والجُسيمات المعلّقة التي يمكن أن تهيّج الرئتين وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. ويقترح بحث جديد أن حالةً واحدةً من بين كل ثماني حالات إصابة بالربو لدى الأطفال في الولايات المتحدة ترتبط باستخدام مواقد الغاز. ويتفق الباحثون على أنه إذا أتيحت الفرصة للناس فعليهم التحوّل إلى أجهزة الطبخ الكهربائية بدلاً من مواقد الغاز.
"ساينس"
ناقشت ساينس (Science) الاتساع المطرد لظاهرة "الليالي المشرقة" بسبب التلوُّث الضوئي بالإنارة الاصطناعية. ويكشف بحث جديد، استفاد من تحليل معطيات قدّمتها شبكة من العلماء الهواة حول العالم على مدار 12 عاماً، أن سطوع السماء ليلاً نتيجة استخدام الأضواء الكهربائية يزداد بمعدل خطير يصل إلى 10 في المائة سنوياً. ومن الصعب تمييز هذا النوع من التلوُّث عن طريق الأقمار الاصطناعية الحالية، لأن أجهزة الكشف الخاصة بها تتجاهل الضوء الأزرق المنبعث من الثنائيات الباعثة للضوء (LED)، التي تحلّ تدريجياً محل المصابيح القديمة. وتدفع الإضاءة الاصطناعية باتجاه تناقص التنوُّع البيولوجي كما تعزز الاحتباس الحراري.
"ساينتفك أميركان"
تساهم صناعة الإسمنت بنحو 9 في المائة من غازات الدفيئة التي تنتج عن الأنشطة البشرية سنوياً. وتعرض ساينتفك أميركان (Scientific American) تقنية جديدة يمكنها التقليل من انبعاثات الغازات الناتجة عن استخدام الإسمنت. وتُظهِر التجارب إمكانية تعديل الخلطة الإسمنتية بإضافة الغضار المشوي أو مخلّفات عمليات الحرق، مثل الرماد المتطاير وخبث الأفران، مما يقلل الحاجة إلى الإسمنت ويساهم في خفض انبعاثات تصنيعه. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الإسمنت والخرسانة بنسبة 12 إلى 23 في المائة فوق مستويات عام 2014 بحلول 2050.
"بي بي سي ساينس فوكاس"
أجرت بي بي سي ساينس فوكاس (BBC Science Focus) حواراً مع الدكتور أندرو تيري، مدير الحفظ والسياسات في جمعية عِلم الحيوان في لندن، حول حالة التنوُّع البيولوجي العالمي وكيفية حماية الحيوانات والنباتات. ويقترح الدكتور تيري إعادة ترتيب الأولويات من خلال النظر في طريقة إشراك المجتمعات في إدارة المناطق التي تحتاج إلى الحماية. ويشير إلى أن تقديم الدعم للأراضي المأهولة يساعد في الحفاظ على الطبيعة، ويعرض مثالاً على ذلك خطط الدعم الحكومي الموجّه للمزارع في المملكة المتحدة، حيث جرى تعديلها لتلحظ، إلى جانب إنتاج الغذاء، العناية بالطبيعة أيضاً.
"ساينس نيوز"
إصلاح المناخ كان عنوان غلاف العدد الأخير من ساينس نيوز (Science News). وتناقش المجلة خريطة الطريق لقطاع الطاقة العالمي، التي أعدّتها وكالة الطاقة الدولية، من أجل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من نحو 34 مليار طن في السنة حالياً إلى الصفر بحلول 2050. وتشمل هذه الخريطة قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والبناء وغيرها. ومن الخيارات المفضّلة في هذا الشأن إنتاج المزيد من الكهرباء النظيفة، وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة مع التحوّل إلى الكهرباء، وصنع وقود نظيف، وكبح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري غير الكربونية مثل الميثان وغيره.
"ناشيونال وايلدلايف"
عرضت ناشيونال وايلدلايف (National Wildlife) تجربة إقليم نيو إنغلاند في إزالة السدود وتأهيل الممرات المائية. وتطلّبت الثورة الصناعية في هذا الإقليم، الذي يضم 6 ولايات في شمال شرق الولايات المتحدة، بناء أكثر من 14 ألف سد، 3000 منها في ولاية ماساتشوستس وحدها. وأدّى تلوُّث المياه وكثرة السدود إلى القضاء على أسماك الرنجة في أنهار الولاية. ومع تراجع الحاجة للسدود، قامت ولاية ماساتشوستس بهدم أكثر من 60 سداً حتى الآن، مما ساعد في إعادة الأسماك إلى الأنهار وزيادة الأنواع النباتية على محيطها.
"هاو إت ووركس"
ناقشت هاو إت ووركس (How It Works) النمو السكاني العالمي والعوامل التي ساهمت في مضاعفة عدد البشر ثماني مرات خلال 200 سنة فقط. وكان تعداد سكان العالم قفز فوق 8 مليارات إنسان مع نهاية العام الماضي، ومن المتوقع هذه السنة أن تحتل الهند مقعد الصين كأكثر الدول سكاناً. ويمكن النظر إلى الزيادة الكبيرة في تعداد البشر خلال العقود الماضية على أنه انتصار للطب الحديث والتقدم التكنولوجي، لاسيما في قطاع الإنتاج الزراعي. وفي المقابل، تترك هذه الزيادة أثرها السلبي على البيئة والصحة العامة، حيث تؤثر على أعداد الأنواع الحيّة وتغيّر استخدام الأراضي وتزيد من انبعاثات غازات الدفيئة.
|