تنوّعت المواضيع التي ناقشتها المجلات العلمية لشهر يونيو (حزيران) 2022، فخصصت "نيو ساينتست" ملف عددها الأخير للطاقة النووية ومساهمتها في خفض الانبعاثات، في حين أبدت "ساينتفك أميركان" مخاوفها من التهديدات المتزايدة باستخدام الأسلحة النووية. كما استعرضت المجلات مستقبل الغذاء العالمي، لا سيما تحت وطأة الحرب في أوكرانيا. وناقشت التغيُّرات التي تطرأ على الأنواع الحيّة وتؤثر في انتشارها بسبب الاحترار العالمي.
"ناشيونال جيوغرافيك"
عرضت ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) المخاطر التي تهدد أسماك المياه العذبة حول العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة. وأشارت المجلة إلى أن انقراض هذه الأسماك يحصل بوتيرة أسرع مرتين مقارنةً بأنواع الفقاريات الأخرى. وفي أميركا الشمالية، هناك نحو 40 في المائة من أسماك الأنهار والبرك والبحيرات عرضةً للخطر، حيث ازداد عدد الأنواع المهددة بمقدار الضعف خلال 20 سنة فقط. وهناك عوامل مختلفة تهدد أسماك المياه العذبة، أهمها احترار المياه وانخفاض منسوبها، والفيضانات وحرائق الغابات، والأنواع الغازية، وتغيُّر استخدامات الأراضي.
"نيو ساينتست"
خصّصت نيو ساينتست (New Scientist) ملف عددها الأخير للطاقة النووية، وناقشت ما إذا كانت خياراً ضرورياً لتحقيق الأهداف المناخية. وفي خطوة أثارت الجدل، تبنّت مسودة تشريع أوروبي في وقت سابق من هذه االسنة الطاقة النووية كمصدر "أخضر" للكهرباء، مما يجعل المشاريع النووية مؤهلة للحصول على تسهيلات مالية في إطار سياسة الاتحاد الأوروبي لخفض الانبعاثات. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، لم يتغيّر عدد المفاعلات النشطة عالمياً وبدا أنها تتجه للانحسار، بينما ستبدأ فرنسا وفنلندا هذه االسنة بإنتاج الكهرباء في مفاعلات أكثر تقدماً، كما تتجه الصين إلى بناء 150 مفاعلاً خلال 15 سنة بكلفة 440 مليار دولار. وتصرّ وكالة الطاقة الدولية على وجوب اعتبار الطاقة النووية جزءاً من حل أزمة المناخ العالمي.
"ساينس"
ناقشت ساينس (Science) التأثير العكسي لاتساع نطاق الغابات على تغيُّر المناخ. ويؤدي ارتفاع الحرارة عالمياً إلى توفير الظروف الملائمة لنمو الأشجار وانتشارها إلى مناطق كانت حتى وقت قريب متجمدة. ففي النروج، تغزو غابات البتولا والصنوبر المناطق الباردة، متخطيةً التندرا ومتجهةً نحو القطب، وفي ألاسكا تستحوذ أشجار التنوب على أراضي الطحالب والأشنيات. ولا تقتصر مكاسب الغابات على أقصى الشمال، فعند خطوط العرض الأدنى تزداد أعداد الأشجار بفضل ارتفاع تراكيز ثاني أكسيد الكربون، مما يحسّن كفاءة النباتات في استخدام المياه. وغالباً ما يكون للغابات تأثير تبريدي، ولكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الغابات في بعض الأماكن قد يكون لها أثر عكسي في امتصاص الحرارة، بسبب لونها الداكن، كما هي الحال في مناطق الدائرة القطبية، حيث كانت الثلوج تعكس أشعة الشمس.
"ساينتفك أميركان"
"عالم واحد ولا شيء غيره" كان عنوان مقال الرأي من هيئة التحرير في ساينتفك أميركان (Scientific American)، الذي تناول تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام النووي من القوى الغربية التي تفكّر في التدخل بالحرب في أوكرانيا. وكان باحثون في برنامج جامعة برينستون للعلوم والأمن العالمي خلصوا، في تحليل أجروه سنة 2019، إلى أن نشوب حرب نووية حرارية قد تقتل أو تصيب أكثر من 90 مليون شخص في غضون ساعات قليلة. ولا تزال الولايات المتحدة وروسيا ترتبطان حتى عام 2026 بمعاهدة "نيو ستارت"، التي تقيّد استخدام ترسانتهما النووية، وقد أصبح من الصعب التفاوض حولها بسبب انعدام الثقة بين الخصمين اللدودين.
"بي بي سي ساينس فوكاس"
خصصت بي بي سي ساينس فوكاس (BBC Science Focus) مقال غلافها للّحوم المنتجة مخبرياً. وفيما كانت فكرة إنتاج اللحوم في المخابر ضرباً من الخيال حتى وقت قريب، دخلت شطائر وقطع الدجاج المستنبتة مخبرياً نطاق التسويق التجاري في سنغافورة قبل سنتين، وبدأت تسعى للحصول على موافقات الهيئات المسؤولة عن الغذاء في أكثر من بلد. وتستثمر قطر في الأبحاث الخاصة بهذه التكنولوجيا، وهي تبني مصنعاً لإنتاج اللحوم المزروعة. وفي حال استخدام الطاقة المتجددة خلال الإنتاج، تبدو هذه التكنولوجيا واعدةً في خفض الانبعاثات، نظراً لاقتصادها باستخدام الأراضي مقارنةً بطرق إنتاج اللحوم التقليدية في المراعي.
"ساينس نيوز"
تناولت ساينس نيوز (Science News) الأبحاث المخبرية التي يُجريها العلماء في مدينة تيرني الإيطالية لتعديل جينات البعوض لمنعها من التكاثر. ومع اجتياز هذه الأبحاث للتجارب بنجاح، حيث قضت على مجموعات أسيرة من البعوض خلال 8 إلى 12 جيلاً، يأمل الباحثون في أفريقيا في إطلاق هذه الحشرات المعدّلة إلى الطبيعة كسلاح لمواجهة الطفيلي المسبب للملاريا. وكانت الملاريا أصابت نحو 241 مليون شخص في عام 2020، وأودت بحياة 670 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، معظمهم في أفريقيا. وينطوي تعديل البعوض جينياً على 46 ضرراً نظرياً، تشمل على سبيل المثال تراجع أعداد الحشرات الحاملة لغبار الطلع، وفرصة إصابة الناس بردود فعل تحسسية نتيجة لدغة البعوض المعدّل، وتراجع جودة المياه بسبب موت يرقات البعوض.
"ذي إيكونومست"
خصصت ذي إيكونومست (The Economist) مقال غلافها لأزمة الغذاء المقبلة. وكانت الحرب في أوكرانيا ألحقت ضرراً كبيراً بالنظام الغذائي العالمي، الذي أضعفه فيروس كورونا وتغيُّر المناخ وصدمات الطاقة، وتسببت في إيقاف صادرات أوكرانيا من الحبوب والبذور الزيتية، كما حدَّت من الصادرات الروسية. ويوفّر البلدان معاً 12 في المائة من السعرات الحرارية للبشر. ومنذ بداية السنة، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 53 في المائة، وقفزت بنسبة 6 في المائة أخرى في 16 مايو (أيار) بعد إعلان الهند عن تعليق صادراتها بسبب موجة الحر. وتسببت زيادة كلفة المواد الغذائية في ارتفاع أعداد الذين لا يحصلون على كفايتهم من الطعام بمقدار 440 مليون شخص، ليصبح عددهم الإجمالي 1.6 مليار إنسان.
"سميثسونيان"
عرضت سميثسونيان (Smithsonian) المخاطر المتزايدة التي يتعرض لها عصفور المستنقعات المالحة على السواحل الشرقية للولايات المتحدة نتيجة تغيُّر المناخ. ويعاني هذه الطائر الصغير تراجعاً في موائلة على طول نطاق تكاثره بين ولايتي ماين وفيرجينيا، بسبب ارتفاع منسوب البحر، بالإضافة إلى زيادة العواصف وتلوث المياه وتغيُّر استخدامات الأراضي. وبينما كانت أعداد عصفور المستنقعات المالحة تبلغ 50 ألف طائر منذ عقد مضى، تناقصت سنوياً بنسبة 9 في المائة حيث من المتوقع انقراضه بحلول 2050.
|