Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
روما ـ «البيئة والتنمية» خطر عائم  
تشرين الثاني-كانون الأول/ نوفمبر-ديسمبر 2016 / عدد 224
 تنتقل الآفات النباتية من بلد إلى آخر في حاويات الشحن التي تنقلها السفن عبر محيطات العالم، فتتسبب في جائحات تقضي على المحاصيل. ويزداد الخطر مع ازدياد عولمة التجارة. هنا أحدث المعلومات في هذا الصدد من سكرتارية الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات
 في حين تثير التسربات النفطية الكثير من المخاوف والقلق، لا تحظى «التسربات البيولوجية» بمثل هذا الاهتمام العام، مع أنها تشكل تهديداً أكبر على المدى البعيد.
في بداية القرن العشرين، تسبب نوع غريب من الفطر في القضاء على بلايين أشجار الكستناء الأميركية، مما غيّر المشهد الطبيعي والنظام الإيكولوجي بشكل كبير. ولعل أخطر التسربات البيولوجية ذلك الذي حدث في منتصف القرن التاسع عشر عندما أبحرت كائنات دقيقة تشبه الفطر تدعى «فيتوفثورا إنفستنس» (ويعني الاسم اليوناني «مدمر النباتات») من القارة الأميركية إلى بلجيكا على سفينة شحن. وفي غضون أشهر وصلت إلى إيرلندا مسببة جائحة البطاطا التي استمرت سنوات وقضت على هذا المحصول الرئيسي وسببت « المجاعة الكبرى» بين 1845 و1849 التي أدت إلى  والموت والهجرة الجماعية.
والقائمة تطول. فهناك نوع من ضفدع القصب السام، الذي تفشى مؤخراً في أوستراليا، وصل مؤخراً في حاويات البضائع إلى مدغشقر الغنية بتنوعها البيولوجي. وبسبب قدرة الإناث على وضع 40 ألف بيضة سنوياً، أصبح الوضع كارثة حقيقية تهدد حيوانات الليمور والطيور المحلية وتشكل خطراً داهماً على مواطن الكثير من الحيوانات والنباتات.
وفي روما، تكثف السلطات البلدية حملتها السنوية لمكافحة بعوضة النمر، وهي من الأنواع الغازية التي وصلت على متن سفن إلى ألبانيا في السبعينات. وتنتشر هذه البعوضة التي تشتهر بلسعتها القوية في جميع أنحاء إيطاليا حالياً، وبكثافة، وسيساهم الاحتباس الحراري في جعل مساحات شاسعة من شمال أوروبا صالحة لاستيطانها.
لهذا السبب اجتمعت دول العالم قبل ستة عقود لوضع «الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات» من أجل العمل على وقف انتشار الآفات والأمراض التي تهدد النباتات عن طريق التجارة الدولية، ولحماية المزارعين والغابات والتنوع البيولوجي والبيئة والمستهلكين.
يقول كريغ فيدتشوك، منسّق أمانة الاتفاقية ومقرها في منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في روما: «خسارة المحاصيل وتكاليف المكافحة بسبب الآفات الغريبة أدت إلى ارتفاع باهظ في تكاليف إنتاج الغذاء والألياف والأعلاف. وتساهم ذبابة الفاكهة والخنافس والفطريات وغيرها من الآفات في تقليص إنتاج المحاصيل الزراعية العالمية بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المئة».
 
التجارة ناقل والحاويات وسيلة
ثمة طرق مختلفة تساعد الأنواع الغازية على الوصول إلى موطنها الجديد، إلا أن الشحن هو الطريقة الرئيسية. والشحن المقصود اليوم هو الحاويات البحرية. فعلى الصعيد العالمي، تبحر نحو 527 مليون حاوية بحرية سنوياً، منها أكثر من 133 مليون حاوية تخص الصين. والمشكلة لا تقتصر على البضائع المنقولة، وإنما تشمل أيضاً الحاويات الفولاذية نفسها التي يمكن أن تكون وسيطاً لانتشار الأنواع الغريبة القادرة على نشر الخراب البيئي والزراعي.
فعلى سبيل المثال، أظهر تحليل أجري على 117 ألف حاوية بحرية فارغة وصلت إلى نيوزيلندا على مدى السنوات الخمس الماضية أن واحدة من كل 10 حاويات كانت ملوثة من الخارج، وواحدة من كل 20 حاوية كانت ملوثة  من الداخل. ومن الآفات التي وجـدت فيها العثـة الغجرية والحلزون الأفريقي العملاق والنمـل الأرجنتيني والبقة البنية المرقطة، التي يهدد كل منها المحاصيل والغابات والبيئات الحضرية. كما يمكـن أن تحتوي مخلفات التربة على بذور نباتات غازية وديدان وطفيليـات ومسببات للأمراض النباتية.
وفي لقاء مع هيئة تدابير الصحة النباتية لدى منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، قال إيكهارد بروكرهوف من معهد بحوث الغابات في نيوزيلندا والباحث الرئيسي في الدراسة: «تشير سجلات التفتيش في الولايات المتحدة وأوستراليا والصين ونيوزيلندا إلى أن آلاف الأنواع من الكائنات الحية يتم نقلها من دون قصد في الحاويات البحرية».
الضرر الذي تحدثه هذه الآفات الغازية يتجاوز قضايا الزراعة وصحة الانسان، إذ يمكن أن تسبب انسداد الممرات المائية وإغلاق محطات توليد الكهرباء وغير ذلك. ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن الغزو البيولوجي يوقع خسائر في نشاط الاقتصاد العالمي تصل إلى نحو 5 في المئة، أي ما يعادل قيمة الخسائر التي تسببها الكوارث الطبيعية خلال عقد من الزمن. ويقـول بروكرهوف إن هذه النسبة يمكن أن تتضاعف إذا أخذنا في الاعتبار الآثار الأخرى التي يصعب قياسها.
 
تفتيش الحاويات
يتم اليوم نقل نحو 90 في المئة من شحنات التجارة العالمية عن طريق البحر. ولوجود مجموعة واسعة من الاختلافات في اللوجستيات، أصبح الاتفاق على طرق موحدة للتفتيش أمراً صعب المنال. فخلال العام الماضي، دخلت 12 مليون حاوية تقريباً إلى الولايات المتحدة وحدها مستخدمة ما لا يقل عن 77 ميناء.
إضافة إلى ذلك، فإن العديد من البضائع تنتقل بسرعة داخلياً لكي تتمكن من دخول سلسلة التوريد في الوقت المناسب. وبهذه الطريقة تمكنت حشرة «البق النتن» البنية المرقطة، التي تسارع بالتهام الفواكه والمحاصيل ذات القيمة العالية، من الانطلاق في جولتها الأوروبية قبل بضع سنوات في زوريخ. وتفضل هذه الحشرة النشطة البقاء في الزوايا الفولاذية والمظلمة خلال انتقالها لمسافات طويلة، وما إن تستقر في منطقة معينة حتى تستعد للسبات الشتوي داخل المنازل.
وقد فرضت نيوزيلندا، التي تعتمد بشكل كبير على الصادرات الزراعية، نظاماً متطوراً للأمن البيولوجي ونظافة الحاويات في سعيها للحؤول دون دخول الأنواع الغازية من الآفات إلى البلاد. وتعتمد نيوزيلندا في تطبيق هذا النظام على شراكتها مع قطاع النقل البحري وعلى عمليات التفتيش في مجموعة من موانئ المحيط الهادئ، وتقدم حافزاً اقتصادياً مادياً تقلل بموجبه عمليات تفتيش الحاويات الملتزمة بهذا النظام عند وصولها إلى الميناء. وكانت معدلات تلوث الحاويات أعلى من 50 في المئة قبل تطبيق هذا النظام منذ نحو عشر سنوات، فانخفضت بنسبة 90 في المئة.
تبنت «هيئة تدابير الصحة النباتية» عام 2015 توصية تشجع المنظمات والهيئات الوطنية لحماية النبات على معرفة المخاطر التي تشكلها الحاويات البحرية وتعميمها، ودعم تنفيذ النصوص ذات العلاقة في «ميثاق الأمم المتحدة لممارسة تعبئة وحدات نقل البضائع»، وهو دليل غير ملزم لقطاع الشحن. هذا يساعد المعنيين على تطبيق نظام يعالج تلك القضايا من دون أن يوقف حركة التجارة.
ثمة توافق واسع على أن المخاطر كبيرة وتتطلب معالجة ملحة. ويتم حالياً اتخاذ خطوات طوعية في اتباع الممارسات الفضلى، واعتماداً على نجاح هذه الجهود، ستبحث الهيئة إمكانية وضع معيار دولي في المستقبل.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.