Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
عماد فرحات الرياضة المستدامة تدعم البيئة  
كانون الثاني (يناير) 2004 / عدد 70
 للتلوث في المجال الرياضي وجهان متقابلان. فتلوث الهواء والماء والتربة يضر بالرياضيين أثناء مزاولتهم الألعاب الرياضية، كما أن الملوثات الناتجة عن هذه الألعاب تضر بالبيئة.
من أجل حماية صحة الرياضيين وأدائهم، يجدر في المقام الأول أن يكون الهواء والماء داخل المرافق الرياضية وخارجها سليمين ونظيفين قدر الامكان. وهذا يستوجب اختيار المواقع والأوقات التي يكون فيها تلوثهما في حده الأدنى، والعمل مع السلطات المحلية لاتخاذ الخطوات اللازمة للتقليل من هذا التلوث. ويمكن الحد من إفساد الهواء الداخلي بفعل ملوثات ومهيجات مثل المذيبات، والفورمالديهايد الناتج عن الغراء، ودخان السجائر وغيرها. ويجب أن يكون الماء داخل المرافق الرياضية، ومنها أحواض السباحة، سليماً من الأمراض المعدية وغير محمل بكميات كبيرة من المواد الكيميائية تعرض صحة الرياضيين للخطر.
يمكن التقليل من مساهمة الأحداث الرياضية في تلويث الهواء عن طريق التحكم بانبعاث الملوثات، مثل المبيدات والدخان المنبعث من محطات التكييف والتدفئة ومن السيارات والمولدات. كما يمكن التقليل من مساهمة المرافق الرياضية في تلويث المياه عن طريق التحكم، مثلاً، بتصريف مياهها العادمة، والحد من انجراف التربة الى الأنهار والبحيرات، ومنع المبيدات والأسمدة الكيميائية من الارتشاح الى التربة ومجاري المياه. والادارة المتكاملة للآفات في حقول الغولف وغيرها من الملاعب الطبيعية تقلل الحاجة الى المبيدات وتساهم في حماية نوعية المياه السطحية والجوفية ورفع الأذى عن الأنواع النباتية والحيوانية. واجراءات الاقتصاد في استهلاك الماء تقلل من كلفة شرائه وتصريفه وتخفف الضغط على المصادر المحلية.
الأحداث الرياضية، والمرافق التي تقام لاستضافتها، تستهلك أحياناً مساحات واسعة من الاراضي والمسطحات المائية. فاذا أقيم مرفق رياضي جديد في موئل للحياة البرية، أو على مساحة خضراء في احدى المدن، أو في محمية طبيعية، أو على أرض زراعية، فسيكون له أثر بيئي سلبي. كذلك، المباريات والمرافق التي تقام في المياه يمكن ان تساهم في انجراف التربة وتدمير الموائل وتشويه مواقع التعشيش والتناسل. وتستهلك أنواع من الرياضة كميات كبيرة من الماء، كما في حقول الغولف وبرك السباحة وحلبات التزحلق على الجليد ومنحدرات التزلج على الثلج الاصطناعي، مما يساهم في شح المياه. لكن من خلال التخطيط الجيد واتخاذ الخيارات الملائمة، يمكن أن تساهم الدورات الرياضية في اعادة تأهيل أراض وأجسام مائية لولاها لبقيت ملوثة أو مهجورة. فهناك كثير من المواقع الصناعية ومطامر النفايات المقفلة التي تم تحويلها الى ملاعب وميادين لأحداث رياضية كبرى.
النفايات والكهرباء والنقل
تولد الدورات الرياضية الكبرى كميات ضخمة من النفايات، تنتج عن الرياضيين والمتفرجين الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات، وكذلك عن اللوازم والمواد المستخدمة. وتتولد النفايات أيضاً أثناء انشاء مرافق رياضية دائمة أو اقامة منشآت موقتة وازالتها. ومن خلال اتباع خطة شاملة لادارة النفايات، تشمل التقليل واعادة الاستعمال والتدوير وتسميد المواد العضوية، يمكن خفض هذه النفايات والنفقات المرتبطة بها الى النصف. ومع إدارة حكيمة للمواد، يمكن خفض الحاجة الى بعضها واستخدام بدائل أطول عمراً ومتعددة الاستعمال.
الأحداث والمرافق الرياضية تستهلك الطاقة، وبعضها بكميات كبيرة. فتشغيل أنظمة الانارة والصوت، وتدفئة المباني وتبريدها، وإنتاج الجليد والثلج الاصطناعيين، وتصفية وضخ مياه برك السباحة، هي من الأنشطة الأكثر استهلاكاً للطاقة. لكن في جميع هذه الحالات، تتوافر امكانات لخفض الاستهلاك والنفقات عن طريق استراتيجيات الاقتصاد والادارة. فيمكن خفض الطلب على الطاقة باعتماد تصاميم مدروسة للمباني، وادخال تحسينات عليها وعزلها، واستخدام تكنولوجيا انارة حديثة ونظم لادارة التدفئة والتبريد. ومن خلال خفض استهلاك الطاقة، تنخفض كميات الملوثات الهوائية الصادرة مثل ثاني أوكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى المسؤولة عن الاحتباس الحراري وتغير المناخ العالمي. فعلى سبيل المثال، أفادت دراسة حديثة أن الـ3600 ملعب للهوكي والتزحلق على الجليد الموجودة في كندا يمكنها توفير 430,000 ميغاواط ساعي، ما يعادل نحو 17 مليون دولار أميركي سنوياً، عن طريق ادخال تحسينات تشغيلية. وفي مثال ميداني عن الوفر في الانارة، رُكب في ملعب مدرسة في ولاية إيلينوي الأميركية نظام انارة جديد أعطى ضوءاً متفوقاً وكلف أقل من تشغيل النظام الأسبق بنسبة 68 في المئة، مما أتاح استرداد النفقات خلال أقل من سنتين.
وتتطلب الأحداث الرياضية نقل أعداد كبيرة من الأشخاص والتجهيزات بين المواقع. واذا أسيء تخطيط خدمات النقل وتنفيذها فانها تتسبب بحدوث ضوضاء وملوثات هوائية وازدحام وتأخيرات. وباعتماد خطة حكيمة لخدمات النقل، يستطيع الناس الانتقال بسهولة ويسر، مما يخفض الطلب على السيارات الخاصة ويحد من الازدحام ويقلل الحاجة الى طرق ومواقف جديدة.
ويمكن خفض كلفة بناء طرق ومواقف عن طريق اختيار المواقع المثلى للأحداث الرياضية ومرافقها. وأثناء التخطيط لنظام نقل يناسب حدثاً رياضياً كبيراً، يجب ان تؤخذ في الاعتبار مسائل مثل الاستفادة القصوى من وسائل النقل العامة والجماعية، والتقليل من استعمال السيارات الخاصة في محيط الحدث، واستعمال الوقود الأنظف، والتشجيع على استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة مثل الدراجات والمشي.
خيارات بيئية في تصميم المرافق
يتيح انشاء المرافق الرياضية فرصة لاتخاذ خيارات تخفض الأثر البيئي الناتج عن استهلاك الموارد وانتاج النفايات واستخدام الأرض واشكال التلوث المختلفة. والنقطة الحاسمة في الأداء البيئي الجيد تأتي من مرحلة التخطيط، حيث تتخذ القرارات المتعلقة بانشاء مرافق جديدة او اصلاح مرافق قائمة، وتصميم المرافق المطلوب الاستمرار في استخدامها بعد انتهاء الحدث الرياضي، وقدرتها على الصمود والتحمل.
وتتطلب المساكن المواكبة للمرافق الرياضية عدداً من التسهيلات والخدمات التشغيلية، وذلك يطرح أموراً إضافية في ما يتعلق باستهلاك الطاقة والمياه ونوعية الهواء والماء وادارة النفايات والنقل والمشتريات والتخلص من المواد الخطرة. ويجدر مراعاة الشروط البيئية لدى بناء المرافق والمساكن، وأن تؤخذ في الاعتبار ملاءمة المرفق للحدث الرياضي والاستعمالات اللاحقة. ويراعى في التصميم الاقتصاد في استهلاك الطاقة والماء والموارد الطبيعية الأخرى، سواء أثناء الانشاء أو التشغيل، واختيار المواد والنظم العالية الأداء التي تترك أقل أثر بيئي ممكن لدى انتاجها واستعمالها والتخلص منها.
ويترتب على الرياضيين أن يعتبروا حماية البيئة الطبيعية والحفاظ عليها مسؤولية أساسية، وأن يمارسوا الرياضة بطرق لا تضر بقيمها الأصيلة وبالنسيج الثقافي والاجتماعي للمجتمعات المضيفة، وأن يدركوا أن ممارسة "الألعاب الخضراء" هي مساهمة في تحقيق هدف الاستدامة البيئية. وجدير بهم أن يلتزموا مبادئ ايكولوجية لحماية الاراضي التي تستضيف المرافق والأنشطة الرياضية، وتعزيز العمل الجماعي والاحترام المتبادل والشعور بالتفوق النظيف الذي يميز الرياضة.
استطلاع دولي حول أثر التغيرات البيئية على الرياضيين
 
الضباب الدخاني وسطوع ضوء الشمس وتردي ظروف التزلج هي من التغيرات البيئية التي تقلق الرياضيين، كما أفاد استطلاع دولي حديث أجراه "التحالف الرياضي العالمي" بدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة وذكر ثلث الرياضيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم اجبروا على تغيير الطريقة التي يمارسون بها أنشطتهم نتيجة مخاوف بيئية. فالكثيرون يلجأون الى استعمال مراهم واقية وقمصان طويلة الأكمام للحماية من ازدياد خطر الاصابة بحروق الشمس وسرطان الجلد نتيجة ترقق طبقة الأوزون. ويقاطع آخرون الملاعب الرياضية داخل المدن ويتوجهون الى الأرياف حيث الهواء أنظف، لاجتناب أثر الضباب الدخاني وأنواع أخرى من التلوث. وتحتل المخاوف من المواد الكيميائية في الطعام وتأثيراتها الصحية مرتبة عالية في قائمة الاهتمامات، وقال عدد كبير من الذين شملهم الاستطلاع انهم يتحولون الى الأطعمة العضوية الطبيعية كلما أمكنهم ذلك.
وقد تمت مناقشة نتائج الاستطلاع في "المنتدى العالمي للرياضة والبيئة" الذي انعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 في طوكيو، اليابان. وفي المناسبة، قال كلاوس توبفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "ثمة رابط لا ينفصم يجمع بين الرياضة والبيئة. ان تلوث الهواء والأرض ومجاري المياه يؤثر على متعة وأداء الرياضيين الهواة والمحترفين على حد سواء. الضباب الدخاني، الناتج من حركة السير ومصادر تلوث أخرى، يجعل التنفس أصعب، مما يضر خصوصاً بمصابي الربو. والمواد الكيميائية التي تستعمل في الملاعب وحولها قد تنطوي على أخطار. وتلوث الشواطئ والمياه العذبة يمكن أن يمرض ممارسي الرياضات المائية".
شمل الاستطلاع 4000 شخص راوحت أعمارهم بين 10 سنوات و29 سنة، من رياضيين محترفين وهواة ومدربين ومصنعي التجهيزات الرياضية وموظفي المرافق الرياضية في بلدان مختلفة. ثلاثون في المئة قالوا انهم يدركون الصلات بين الرياضة والبيئة، وقال الربع ان البيئات التي يلعبون ويعملون فيها "غير مقبولة". وأفاد الربع أنهم لاحظوا ان النشاطات الرياضية التي يمارسونها تتأثر بملوثات بيئية، وذكروا الضباب الدخاني الفوتوكيميائي، وهو التلوث الناتج عن الأدخنة في أيام الصيف الحارة، كأحد المشاكل الرئيسية. وأشار آخرون الى تردي نوعية الثلج وقصر موسم التزلج. ولفت البعض الى تزايد حروق الشمس.
وافاد نحو 30 في المئة أنهم غيروا عاداتهم الرياضية استجابة لتغيرات في البيئة. الغالبية أبدت رغبة في رؤية البيئة الرياضية وقد "اخضوضرت". وقال 85 في المئة انهم يفضلون أن تكون المرافق والملاعب والمنحدرات الرياضية "طبيعية". واحتوى الاستطلاع على أسئلة حول إمكانات جعل التجهيزات والمعدات الرياضية أكثر مراعاة للبيئة. فأجاب 69 في المئة انهم يريدون تجهيزات تدوم مدة أطول، وهم على استعداد ليدفعوا أكثر مقابل الحصول عليها. ومن الاقتراحات الأخرى صنع تجهيزات ومعدات رياضية تتحلل بشكل طبيعي أو تحتوي على مواد يمكن فرزها واعادة تدويرها بسهولة عند انتهاء صلاحيتها.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
اسماعيل البلوشي أسماك لا تؤكل
كاظم المقدادي التلوث الإشعاعي وضحاياه في العراق
''البيئة والتنمية'' (غلاند، سويسرا) الثلاثون القذرة
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.