Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
"البيئة والتنمية" هندسة تكسر القاعدة  
أيلول-تشرين الأول/ سبتمبر-أكتوبر 2015 / عدد 210
  
البناء المستدام هو الذي تُعتمد فيه ممارسات وعمليات مسؤولة بيئياً ومقتصدة بالموارد طوال دورة حياته، بدءاً من اختيار موقعه وتصميمه، مروراً بإنشائه وتشغيله وصيانته وتجديده، وصولاً إلى هدمه. وهذا يتطلب تعاوناً وثيقاً بين المصممين والمعماريين والمهندسين وصاحب المبنى في جميع مراحل المشروع. والهدف الرئيسي تقليص التأثير الشامل للبيئة المبنية على صحة الإنسان والبيئة الطبيعية، عن طريق الاستهلاك الكفوء للطاقة والمياه والموارد الأخرى، وتخفيض النفايات والتلوث والتدهور البيئي، وحماية صحة شاغلي المبنى وتحسين إنتاجية الموظفين.
في ما يأتي أربعة ابتكارات في هذا المجال لمنشآت في المنطقة العربية
 
تقع مدينة أريحا في وادي الأردن الحار، أسفل التل المطل عليها من القدس. وهي إحدى أقدم المدن على الأرض، لكن واحداً من بيوتها الجديدة يبدو كأنه أتى من الفضاء الخارجي.
عهد أحمد داود بمهمة بناء بيته إلى شركة «شمس أرض» التي أسسها مهندسون فلسطينيون شباب. فجعلوه مثل بيوت أريحا القديمة مبنياً بالطين، مع تطوير معاصر من تصميمهم. فقد بني بتراب مرصوص في أكياس تم تكديسها وتمليطها بالجص.
يحبّ داود الغرف المقببة والإيماءة إلى الماضي والميزات البيئية التي يراها في بيته. ويقول: «هو بيت صديق للبيئة، حتى لو هُدم فلن يبقى منه شيء كنفايات. في الصيف لا أحتاج إلى تكييف، وفي الشتاء لا أحتاج الى تدفئة».
يتفرد بيت داود وسط أشجار النخيل والبيوت الخرسانية المربعة الشكل في المدينة. وعلى رغم تاريخ أريحا العريق، لم يعد البناء بالطين رائجاً فيها، «بل إن بعض البنائين يعتقدون أنه لا يصلح»، كما تقول لينا صالح المهندسة المعمارية في الشركة الفلسطينية التي صممت عدة أبنية شيدت بالطين.
وتضيف دانا مسعد، وهي شريك آخر في «شمس أرض»، أن الشركة تسعى الى ترويج أساليب بناء «ترفع قدرات الفلسطينيين وتعزز نضالنا وتكون صديقة للبيئة».
لكن مسعد وصالح تعتبران أن الشركة لن تكون ناجحة حقاً إلا إذا بدأ مهندسون فلسطينيون آخرون ينافسونها في هذا المضمار.
 
واحة مسقوفة في أبوظبي
صمم المهندس البريطاني توماس هيذرويك حديقة عامة «كهفية» في أبوظبي، تظللها سقيفة مستوحاة من سطح الصحراء. وهي تجمع بين الحداثة والأجواء الطبيعية المحلية.
تحتل «حديقة الفيحاء» مساحة 125 ألف متر مربع، وتحتوي على ملاعب وحدائق ومقاه، وتنتشر فيها أنواع من النباتات والأزهار المتوطنة في الخليج، مع حديقة للخضار العضوية. كما ستضم مكتبة عامة ومسجداً وسينما مكشوفة وأماكن لإقامة حفلات موسيقية ومهرجانات ومناسبات اجتماعية.
تدعم مجموعة من الأعمدة التي ترتفع 20 متراً السقيفة المجزأة التي تظلل تحتها «واحة» محمية من شمس الصحراء حيث تنمو النباتات والأشجار وتقام أماكن ترفيهية.
يقول هيذرويك: «بتظليل النباتات جزئياً، تقلص السقيفة والأعمدة كمية المياه التي تفقد بالتبخر، ما يحسن كفاءة الطاقة والاستدامة في الحديقة». ويتوقع أن تفتتح الحديقة في أوائل سنة 2017.
 
مشربية تظلل برجين توأمين
تدرك شركات للهندسة المعمارية بشكل متزايد أن الزجاج ليس مناسباً للعمارة في الدول العربية الصحراوية. وهي بدأت تصميم نظم تظليل خارجية لحجب أشعة الشمس الحادة عن المباني.
صممت شركة REX النيويوركية برجين توأمين قليلي السماكة تظللهما حاجبات شبكية مزدوجة شبيهة بالمشربية، سوف تحتلهما وسيلتان إعلاميتان لم يعلن عنهما ولا عن موقعهما. لكن البرجين اللذين ستكون واجهاتهما من الحجر والزجاج مصممان لتكون بصمتهما البيئية منخفضة نسبياً.
تقام المكاتب فوق استوديوهات البث والأخبار، التي تقام بدورها فوق المرافق العامة لكل من الشركتين. أما الاستوديوهات الكبيرة التي لا يتسع لها البرجان الضيقان وتحتاج الى تعتيم فقد أقيمت تحت الأرض.
تظلل واجهتي البرجين حاجبات شمسية قابلة للانكماش يبلغ قطر وحداتها 14 متراً، وعندما تتداخل تشكل نمطاً شبيهاً بالمشربية، تلبية لرغبة الشركتين في انسجام المبنيين مع العمارة التقليدية. وتستجيب الحاجبات لحركة الشمس عبر السماء وتنفتح تلقائياً. وفي الليل تخلق أضواء LED الموجودة ضمن الحاجبات شاشة عملاقة تبث البرامج ويمكن رؤيتها من بعيد.
سوف يساعد تظليل الداخل في تخفيض أحمال المكيفات، كما أن مصابيح LED سوف تخفض استهلاك الطاقة.
 
منازل للكوارث
تعتبر الكوارث موقتة وغير متوقعة. بعضها يدوم لأسابيع كما في حال الفيضانات والأعاصير، وبعضها يدوم لسنوات كما في حال الزلازل والحروب. وغالباً ما تبنى للاجئين مخيمات تفتقر إلى الضروريات الأساسية مثل التدفئة والمياه الجارية والصرف الصحي والكهرباء.
استلهمت المعمارية والمصممة الأردنية الكندية عبير صيقلي تقنيات نسج السلال التقليدية ومرونة جلد الأفعى، لتطوير ملاجئ عملية وحسنة المظهر لمشردي الكوارث، تحاكي الأكواخ والخيم الموقتة للبدو الرحّل.
مشروع «نسج منزل»، الفائز بجائزة Lexus للتصاميم، يوفر مأوى قابلاً للنقل، ويتيح توليد الكهرباء وتسخين الماء شمسياً. يستخدم فيه قماش مقاوم للماء مشدود بين أنابيب بلاستيكية منحنية، مما يخلق «خيمة» مستقرة يمكنها تحمل الضغط والشد. كما أن هذا القماش المزدوج الطبقات مجوف مما يسمح بتمرير تمديدات الماء والكهرباء بين طبقاته. ويتيح التصميم المرن للخيمة فتح «نوافذ» حيث يتطلب الأمر، لخروج الهواء الساخن ودخول النسيم البارد، كما يمكن للخيم أن تغلق تماماً في حال الطقس البارد والممطر.
وتعتبر صيقلي أن تصميمها يتيح للاجئين الانطلاق في إعادة نسج حياتهم الجديدة معاً.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.