يمول البنك المشاريع الاقتصادية والاجتماعية ورفع القدرات ومكافحة الفقر، بما في ذلك مشاريع الزراعة والصحة والتعليم والمياه والكهرباء والنقل والإصحاح البيئي
البنك الاسلامي للتنمية مؤسسة مالية دولية أنشئت تطبيقاً لبيان العزم الصادر عن مؤتمر وزراء مالية الدول الإسلامية، الذي عقد في مدينة جدة في كانون الأول (ديسمبر) 1973. وعقد الاجتماع الافتتاحي لمجلس المحافظين في تموز (يوليو) 1975، وبدأ أنشطته رسمياً في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1975.
يتطلع البنك الإسلامي للتنمية إلى أن يكون، بحلول سنة 2020، بنكاً إنمائياً عالمي الطراز، إسلامي المبادئ، ساهم إلى حد كبير في تغيير وجه التنمية البشرية الشاملة في العالم الإسلامي. وتتمثل رسالته في النهوض بالتنمية البشرية الشاملة، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية، وهي: التخفيف من وطأة الفقر، وتحسين الأوضاع الصحية، ودعم التعليم، وتطوير الحوكمة، وتحقيق الازدهار للشعوب.
يبلغ عدد الدول الأعضاء في البنك حالياً 56 دولة من أقاليم مختلفة. والشرط الأساسي للانضمام اليه هو أن تكون الدولة المرشحة عضواً في منظمة التعاون الإسلامي، وتسدِّد القسط الأول من الحد الأدنى من اكتتابها في أسهم رأسمال البنك، وتقبل بأي أحكام وشروط قد يقررها مجلس المحافظين.
يبلغ رأس المال المصرح به للبنك 30 بليون دينار إسلامي. ورأس المال المصدّر 18 بليون دينار إسلامي، اكتتب منه مبلغ 17,8 بليون دينار إسلامي، ودُفع منه 4,6 بليون دينار إسلامي حتى نهاية عام 1433 هجري (2012 ميلادي).
سنة البنك المالية هي السنة الهجرية (القمرية). ووحدته الحسابية هي الدينار الإسلامي الذي يعادل وحدة من وحدات حقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي. ولغته الرسمية هي العربية، لكن اللغتين الإنكليزية والفرنسية تستعملان بشكل إضافي كلغتي عمل.
يقع مقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة بالمملكة العربية السعودية، وله أربعة مكاتب إقليمية في الرباط عاصمة المغرب وكوالالمبور عاصمة ماليزيا وألماتي في كازاخستان ودكار عاصمة السنغال. وتتألف مجموعة البنك من خمسة كيانات هي، إضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية:
المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب
أنشئ عام 1981، ويضطلع بمهمّة قوامها دعم تطوير ومؤازرة صناعة خدمات مالية إسلاميّة نشيطة وشاملة تعزِّز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدول الأعضاء. ويباشر إجراء بحوث السياسات التطبيقيّة المتطوِّرة، وتعزيز القدرات، وتقديم الخدمات الاستشاريّة في مجال الاقتصاد والماليّة الإسلاميّين. وهو يرمي من ذلك إلى أن يكون مركزاً معرفيّاً عالميّاً للاقتصاد والمالية الإسلاميين وفق رؤيته الجديدة.
المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات
أنشأها البنك الإسلامي للتنمية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عام 1994. تتمثل مهمتها في المساعدة على توسيع نطاق المعاملات التجارية للدول الأعضاء، من أجل تيسير تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها، وتقديم تسهيلات إعادة التأمين لوكالات ائتمان الصادرات في الدول الأعضاء. وهي تحقق هذه الأهداف عن طريق توفير أدوات مناسبة وشرعية لتأمين الائتمان والمخاطر القُطرية وإعادة تأمينها.
المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص
أنشئت عام 1999 وبدأت تزاول أنشطتها منذ 8 تموز (يوليو) 2000. وتتمثل رسالتها في تكميل الدور الذي يضطلع به البنك عن طريق تنمية القطاع الخاص وتشجيعه، كوسيلةِ لتحقيق النموّ الاقتصاديّ والازدهار في الدول الأعضاء. أما هدفاها الرئيسيان فهما: دعم التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء عن طريق إمدادها بالتمويل الذي يمكنها من النهوض بتنمية القطاع الخاص وفقاً لمبادئ الشريعة، وتقديم المشورة للحكومات والمنظمات الخاصة، من أجل تشجيع القطاع الخاصّ وتطويره وتحديثه.
المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة
هي مخصَّصة لتمويل التجارة في كنف مجموعة البنك. أنشئت عام 2005، وبدأت أنشطتها عام 2008 برأسمال مصرَّح به قدره 3 بلايين دولار. وهي تدعم تطوير الأسواق وتعزيز القدرات التجارية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ من أجل النهوض بالأهداف الإنمائية الاستراتيجية التي وضعتها مجموعة البنك. تتمثل مهمتها في أن تكون حافزاً لتنمية التجارة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ وبينها وبين بقية دول العالم، وفاءً بوعدها الذي اتخذته شعاراً، وهو «تطوير التجارة وتحسين الظروف المعيشيّة».