Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
جون تاليابو (أوسلو) أوسلو تستورد النفايات!  
تموز/آب 2013 / عدد 184-185
 تعاني العاصمة النروجية أوسلو مشكلة غريبة تتمثل في قلة النفايات. فقد أنشئت فيها، كما في كثير من مدن اسكندينافيا وأوروبا الشمالية، محارق للنفايات تنتج حرارة وكهرباء تكفي نحو نصف حاجتها إلى التدفئة وتسخين المياه. لكن سكانها البالغ عددهم 1,4 مليون لا ينتجون نفايات كافية، ويعود سبب ذلك جزئياً الى ارتفاع معدل إعادة التدوير، مما اضطر المدينة إلى استيراد ملايين أطنان النفايات من دول أخرى مثل بريطانيا وإيرلندا والسويد، حتى أنها تفكر في استيراد نفايات أميركية.
ويبدو أن النقص الإقليمي في النفايات يتفاقم. فسكان أوروبا الشمالية ينتجون نحو 150 مليون طن من النفايات سنوياً فقط، وهذا يقل كثيراً عن حاجة المحارق القادرة على معالجة أكثر من 700 مليون طن من النفايات المنزلية والصناعية وحتى الخطرة، بما فيها نفايات المستشفيات. ويواصل السويديون بناء مزيد من المحارق، حتى باتت العاصمة السويدية استوكهولم منافساً، إذ أقنعت بعض البلديات النروجية بترحيل نفاياتها إليها. وتنطلق سفن وشاحنات محملة بأطنان النفايات من مناطق تنتج فائضاً منها الى مناطق أخرى تملك القدرة على حرقها وإنتاج الطاقة.
تقول هيغ روث أولبرغسفين، مستشارة وكالة استعادة النفايات في أوسلو: "هناك سوق أوروبية متنامية للنفايات، التي باتت سلعة تجارية".
لعبة الطاقة المتجددة
السؤال هو: هل سيخلق هذا حوافز لإنتاج مزيد من النفايات أو لعدم تخفيض الكمية المنتجة؟ وما هي المحاذير البيئية التي قد تنجم عن هذه المحارق؟
إذا تم الحرق بشكل علمي سليم وبمعدات مناسبة، فقد يكون أفضل من الطمر، لأنه يفكك كثيراً من السموم. لكن قد تكون هناك سلبيات أيضاً. وتحسن النروج صنعاً بفرز المواد التي يمكن إعادة تدويرها والمواد التي يمكن تسبيخها وتحويلها سماداً عن بقية النفايات. لكن إذا استوردت نفايات من بلدان أخرى لا تفعل ذلك، فهي تحرق موارد ربما تكون أكثر نفعاً لو اعتمدت وسائل أخرى.
يبدو غريباً أن تلجأ أوسلو الى استيراد النفايات لإنتاج الطاقة. فالنروج تصنف بين الدول العشر الكبرى المصدرة للنفط والغاز في العالم، وتملك احتياطات فحم وافرة، وأكثر من 1100 محطة لإنتاج الطاقة الكهرمائية في جبالها الغنية بالمياه. لكن بال ميكلسن، مدير كبرى محطات تحويل النفايات الى طاقة في أوسلو، يعتبر أن حرق النفايات كان "لعبة الطاقة المتجددة لتخفيض استهلاك الوقود الأحفوري".
البريطانيون سعداء بتصدير نفاياتهم، مع أنهم ليسوا منخرطين جداً في صناعة تحويل النفايات الى طاقة. فالضريبة المفروضة على الطمر في بريطانيا تجعل إرسال النفايات إلى أماكن مثل أوسلو بديلاً أقل كلفة. وثمة مناطق أخرى في أوروبا تنتج كميات وافرة من النفايات، بما في ذلك جنوب ايطاليا، حيث دفعت مدن مثل نابولي أموالاً الى مدن في ألمانيا وهولندا لتَقْبل نفاياتها الكارثية. وعلى رغم أن أوسلو فكرت في استيراد النفايات الايطالية، إلا أنها فضلت التمسك بالنفايات البريطانية التي اعتبرتها "أنظف وآمن". وأوضح ميكلسن: "هذه مسألة حساسة".
ماذا عن إنتاج نفايات أقل؟
قد تكون النفايات مجرد نفايات في بعض البلدان، لكنها في أوسلو مسألة تكنولوجيا عالية جداً. فالعائلات تفرز نفاياتها، واضعة بقايا الطعام في أكياس بلاستيكية خضراء، والبلاستيك في أكياس زرقاء، والزجاج في أوعية أخرى. وتؤخذ الأكياس مجاناً من المتاجر.
وتستخدم محطة تحويل النفايات الى طاقة، التي يشرف عليها ميكلسن، أجهزة تحسس يتم التحكم بها كومبيوترياً، لفرز أكياس النفايات المرمزة لونياً التي تنتقل على سيور متحركة الى داخل المحارق. ومبنى المحطة "تحفة معمارية" تنافس دار الأوبرا الجديدة في أوسلو.
ولكن ليس الجميع مرتاحين لهذا الإدمان على النفايات. وقال لارس هالتبريكن، رئيس أقدم جمعية بيئية في النروج: "من منظور بيئي، هذه مشكلة ضخمة. هناك ضغط لإنتاج المزيد من النفايات بوجود هذه القدرة الفائضة على الحرق". واعتبر أن إنتاج نفايات أقل، كهدف بيئي، يجب أن يأتي في المقام الأول، ويأتي هدف توليد الطاقة من النفايات أخيراً، مضيفاً: "المشكلة هي أن أولويتنا الدنيا تتناقض مع أولويتنا العليا. فنحن الآن نستورد النفايات من مدينة ليدز البريطانية وأماكن أخرى، ونجري مباحثات مع نابولي. نعم، نحن نساعدهم، لكن هذه ليست استراتيجية للمدى البعيد".
ويوافق مسؤولون في العاصمة النروجية على ذلك، لكنهم يعتبرون هذه الاستراتيجية ضرورية في الوقت الحالي. وأشارت أولبرغسفين إلى أن "التدوير واسترداد الطاقة يجب أن يكونا متلازمين"، مضيفة أن فرز النفايات العضوية، مثل المواد الغذائية، يتيح الآن إنتاج الغاز الحيوي (بيوغاز) الذي يشغل عدداً من الحافلات في وسط أوسلو.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
ميريل حداد - سنغافورة سنغافورة مدينة في حديقة
"البيئة والتنمية" «أفد» في سنة
سوسن أبوظهر أين العرب في لعبة الأرقام؟
الضـجـيـج
زكريا شكراللـه (سيدي إيفني، المغرب) قرى مغربية تشرب من الضباب
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.