Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
بيوت تنتج كهرباءها  
نيسان (أبريل) 2002 / عدد 49
 التزمت الحكومة البريطانية خفض انبعاثات غازات الدفيئة بحلول سنة 2012 بمقدار 12.5 في المئة عن مستويات 1990، وخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون سنة 2010 بمقدار 20 في المئة. وتعزيزاً لهذا الالتزام، أطلقت حملة ترويجية لتحسين كفاءة الطاقة بتشجيع كل مواطن على "تأدية قسطه". وتم توفير التمويل اللازم لمساعدة المواطنين على القيام بأعمال يومية بسيطة من شأنها أن تساهم في حماية بيئتهم المحلية والعالمية. وتوزعت الأموال على أفراد وشركات تتعاطى انشاء المساكن وتزويد الكهرباء وامدادات الغاز، لتشجيعها على الانضمام الى الحملة وتحسين استخدام الطاقة.
وزير الطاقة البريطاني اللورد ويتي قال لدى اطلاق حملة "هل أنت تؤدي قسطك": "المهم أن نؤدي جميعاً قسطنا. فأعمال صغيرة نقوم بها في المنزل سيكون لها تأثير، مثل اطفاء المصابيح التي لا ضرورة لها واستعمال برميل لتخزين ماء المطر في الحديقة".
المساعدات المالية التي بلغت 25 مليون جنيه (35 مليون دولار) تقدمها وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية على مدى ثلاث سنوات، لدعم الأهالي وتزويدهم بالنصح والارشاد. والبرنامج يعزز ويتمم الرسائل والنشاطات البيئية التي يطلقها "صندوق الاقتصاد بالطاقة" وجمعية "التحول الى الأخضر" ومنظمات وسلطات محلية ومؤسسات خاصة مشاركة. وتركز هذه الرسائل على أربعة مجالات: كيف يستطيع الأفراد خفض التلوث المحلي بتغيير العادات المتبعة في تنقلاتهم، ومكافحة الاحترار العالمي من خلال استخدام الطاقة بكفاءة، والاقتصاد في استهلاك الماء، وتقليل النفايات.
وطلب من شركات توزيع الكهرباء والغاز الوفاء بالأهداف الجديدة الأكثر صرامة للاقتصاد في الطاقة وتحسين كفاءة استهلاكها محلياً، وفق مقترحات صدرت عام 2001 حول "التزام كفاءة الطاقة" خلال الفترة 2002 ـ 2005. بموجب البرنامج، يطلب من هذه الشركات تحقيق أهداف محددة لترويج تحسينات في كفاءة الطاقة، من خلال الاقتصاد باستهلاكها من قبل المواطنين في مجالات مثل العزل الحراري وتركيب غلايات ماء وتجهيزات كهربائية ومصابيح. ويتوقع أن تساعد الحملة في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 400 ألف طن من الكربون في السنة.
حي صديق للبيئة
من الشركات التي تجسد أهداف الحكومة في مشروع متكامل شركة بدينغتون زيرو إنرجي ديفيلوبمنت (BedZED) التي تشيد 82 مبنى سكنياً في ضاحية ساتون القريبة من لندن. وربما يحقق مشروعها الحي السكني الأكثر مراعاة للبيئة في البلاد. المشروع، الذي يموله صندوق "بيبادي ترست" أحد أكبر الوكالات الاسكانية والاستصلاحية في لندن، تم تصميمه بالتركيز على كفاءة الطاقة. يقول مسؤول في الصندوق: "تم تصميم كل جانب من المشروع السكني كي يحافظ على الموارد الطبيعية بأدق تفاصيلها، وكي لا يكون له أثر يذكر على البيئة. لكن التصميم لا يعتمد على تكنولوجيا معقدة، بل يضع قيد التطبيق العملي آخر ما توصل اليه الفكر حول حماية البيئة، جامعاً أفكاراً كثيرة جُربت على نطاق صغير في أماكن أخرى".
يحوّل المشروع موقعاً سابقاً لمعالجة مياه المجاري الى حي سكني يضم بيوتاً مستقلة وشققاً تحوي ما بين غرفة نوم واحدة وأربع غرف، للبيع والتأجير. ويتوقع أن تنجز أعمال البناء في أيار (مايو) المقبل، لكن أول دفعة من المقيمين لن تدخل الحي قبل تشرين الثاني (نوفمبر).
تم تصميم المباني كي تحافظ على الطاقة. وهذا يعني أنها لن تستهلك منها أكثر مما تنتج. ولتحقيق هذا الهدف، اتخذت اجراءات انشائية تجمع بين التقنيات البسيطة والعالية. فالمباني تواجه جهة الجنوب، ما يمكنها من استغلال الطاقة الشمسية الى أقصى حد. وهي جميعاً مجهزة بلاقطات فوتوفولطية تحول الطاقة الشمسية الى كهرباء، وقد تم تمويلها جزئياً بمنحة من الاتحاد الاوروبي. وسوف تستخدم هذه الكهرباء لمدّ محطات خدمة تتولى شحن سيارات كهربائية بالطاقة.
فاقد الحرارة في المباني تم خفضه الى حد كبير من خلال تبطين السطوح والجدران والأرضيات بمادة عازلة من نوع ممتاز، بحيث أن حرارة الشمس والحرارة المنبعثة من المصابيح والتجهيزات والماء الساخن والنشاطات اليومية، مثل الطبخ، تبقي المباني دافئة وجوَّها مريحاً.
زودت النوافذ بثلاث طبقات من الألواح الزجاجية وباطارات خشبية تقلل الفقد الحراري. النوافذ والأبواب المعزولة جيداً والبناء الاسمنتي تمنع الحرارة من التسرب الى الخارج. ويتولى مبادل حراري في نظام التهوئة الذي تشغله طاقة الرياح استرجاع ما بين 50 و70 في المئة من حرارة الهواء الخارج.
ويقدر أن استهلاك كمية أقل من الطاقة سيخفض الطلب الطاقوي الاجمالي 60 في المئة والطلب الحراري للمقيمين 90 في المئة، مقارنة باستهلاك منزل عادي. ويمكن أن تأتي كل الحرارة والكهرباء التي يستخدمها المشروع من محطة لتوليد الحرارة والكهرباء تشغل على النفايات الخشبية الناتجة من منشرة ومصنع أخشاب. ولهذا الوقود فائدتان بيئيتان: فهو من كتلة حيوية، مما يعني أنه لا ينتج انبعاثات كربونية تُحسب "صافية"، كما أن مخلفات الأشجار لن تجد طريقها كالعادة الى المطامر التي تعاني أصلاً من ضغوط نفايات المدن.
تزويد المساكن بتجهيزات مقتصدة في استهلاك الماء، ومراحيض ذات خزانات دفق مزدوج خفيف وقوي، ومغاطس استحمام صغيرة الحجم، وحنفيات (صنابير) تحد من دفق الماء، سيساعد المقيمين على توفير ما يقدر بـ55,500 ليتر ماء لكل منزل في السنة. وسيشجع المقيمون على تخزين أكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار في خزانات كبيرة. وينتظر أن تلبي اعادة تدوير هذه المياه نحو 18 في المئة من الاحتياجات المائية للحي العتيد.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.