Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
جيبوتي – "البيئة والتنمية" تدريب بيئي في جيبوتي  
شباط (فبراير) 2002 / عدد 47
 الأساليب الشائعة في التربية البيئية وإنشاء النوادي البيئية المدرسية كانت محور دورة تدريبية لأساتذة المدارس في جمهورية جيبوتي الشهر الماضي. وقد حضرها 20 معلماً ومعلمة أتوا من محافظتي جيبوتي، ترجورا وابوك، بالإضافة إلى أربعة مشرفين تربويين من وزارة  التربية والمركز الوطني للأبحاث والإنتاج التربوي.
أقامت الدورة "المنظمة الإقليمية للمحافظة على البيئة في البحر الأحمر وخليج عدن" PERSGA))بالتعاون مع وزارة  الإسكان والتخطيط المدني والبيئة والتهيئة الترابية في جيبوتي. ونظمها مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة، التابع لمجموعة "البيئة والتنمية". وأشرف عليها عملياً وميدانياً المهندس زياد موسى، الخبير في التربية البيئية، موفداً من المركز.
افتتح الدورة مدير عام وزارة الإسكان والتخطيط والبيئة والتهيئة الترابية أبو بكر وسي ممثلاً الوزير فشدد على أهمية التربية البيئية في رفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين، ولاسيما لدى تلاميذ المدارس الذين سيقوم عليهم مستقبل البلاد. وتوقف عند المشاكل البيئية التي تعاني منها جيبوتي، وخاصة المناطق الساحلية، مثل تلوث الشواطئ وتدمير الشعاب المرجانية والإفراط في استغلال الثروة  السمكية والتوسع العمراني على الشاطئ والتعدي على الأشجار التي تشكل منظومة المنغروف (القرم أو الشورى). وقد أكد الوزير في كلمته أن حل جميع هذه المشاكل يمر حكماً عبر رفع مستوى الوعي البيئي لدى النشء الجديد بشكل خاص. وأضاف مدير قسم البيئة في الوزارة  محمد علي مؤمن أن الوزارة  تضع آمالاً كبيرة  على هذه الدورة  من أجل إطلاق النوادي البيئية في المدارس.
تضمنت الجلسة الأولى تعريفاً بالتربية البيئية وتطورها منذ أوائل السبعينات، وكيف تحولت من علم مجرد إلى طريقة عيش، تطال جوانب الحياة  المعاصرة  كافة، بأبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وفي حين يجدر الابتعاد عن التنظير في مقاربة المشاكل البيئية، ثبت نجاح اعتماد ثنائية المشكلة ـ الحل، بحيث يترافق تحديد مشكلة بيئية معينة مع التفكير بحلول لها وكيفية وضع هذه الحلول موضع التنفيذ. ولا بد من التوقف عند خصوصية المشاكل البيئية للبلد، والابتعاد ما أمكن عن المشاكل والحلول "المستوردة"، عملاً بالمبدأ القائل "فكر عالمياً، اعمل محلياً".
وفي الجلسة الثانية، تم عرض الخطوات العملية لإنشاء ناد بيئي على مستوى المدرسة، ومنها: اختيار الاسم والشعار، وضع الأولويات وبرنامج العمل، طريقة تحفيز الطلاب ورفع مستوى الوعي لديهم، اعتماد الطرائق الناشطة التي تسمح للتلاميذ بالاعتماد على أنفسهم خلال مختلف مراحل العمل بدءاً من تحديد المشكلة وصولاً إلى تطبيق الحل.
وانقسم المشاركون إلى مجموعتين لمعالجة موضوع نموذجي وطريقة وضع الحلول موضع التطبيق. عالجت المجموعة الأولى "المخاطر البيئية المحيطة بمنظومة المنغروف"، فيما عالجت المجموعة الثانية موضوع "البيئة السليمة داخل حرم المدرسة".
وتتابعت أعمال الدورة في اليوم الثاني مع عرض لبعض التقنيات التفاعلية في التربية البيئية، ومنها تقنية "الدرس ـ اللعبة" بحيث تصبح إحدى المشاكل البيئية موضوعاً للعبة شيقة تكسب الطالب نقاطاً إذا ساهم في حلها وتخسره نقاطاً إذا ساعد في تفاقمها، وتقنية "جريدة  الحائط" التي يتم إنتاجها ضمن المدرسة على طريقة "الجريدة  الخضراء" التي تصدرها مجلة "البيئة والتنمية". ومن الطرق التفاعلية أيضاً تقنية "المشاتل المدرسية" والتي تسمح للطلاب بالبقاء على تواصل مع الأرض والطبيعة، وتقنية "الألعاب الحسية" التي تعتمد على الحواس الخمس (تذوق، شم، لمس، نظر، سمع) في تقوية علاقة الطالب مع الطبيعة.
وتناول القسم الأخير آلية إقامة شبكة للنوادي البيئية المدرسية في جيبوتي. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تضم جميع الأطراف من وزارتي البيئة والتربية والمنظمة الإقليمية لحماية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن والمدارس المعنية.
وكانت مداخلة للسيد حميد محمد من "المركز الوطني للأبحاث والإنتاج التربوي"، حول عملية إدخال التربية البيئية في المناهج الرسمية للتعليم الابتدائي والمتوسط. وكانت مداخلة أخرى للسيد محمد ديني، مساعد مدير قسم البيئة في وزارة  الإسكان والتخطيط والبيئة والتهيئة الترابية، حول البرامج والدراسات التي أعدتها الوزارة  لمختلف المشاكل البيئية التي تعاني منها جيبوتي، ولاسيما ما يتعلق باتفاقيات حماية التنوع البيولوجي ومكافحة التصحر والخطة الخمسية للتنمية المستدامة والخطوة  العشرية للنهوض بالبيئة.
وخصص اليوم الثالث والأخير من الدورة  لزيارة  ميدانية إلى شاطئ شرق العاصمة، حيث قام المشاركون بتمارين تطبيقية لما تم تناوله نظرياً خلال الدورة.  وجرى تحديد المشاكل التي يعاني منها الشاطئ، بناء للمعاينة الميدانية. كما قام المشاركون بعرض الحلول الممكنة وطرق مقاربتها داخل الصف. واتى الجواب الأبلغ حين صادف المشاركون رجلاً بدا للوهلة الأولى أنه يجمع النفايات عن الشاطئ، وسط كومة من الطحالب البحرية السوداء التي قذفتها الأمواج. ولدى سؤاله عما يفعل، اتضح أن هذه الطحالب السوداء، والتي ينظر إليها على أنها أحد أسباب تلوث الشاطئ، تشكل علفاً غنياً للأبقار. وهذا يغني عن قطع أشجار المنغروف لاستعمالها علفاً، ويبقي الشاطئ نظيفاً، ويشكل في الوقت عينه، مورداً للرزق وسط أزمة انعدام فرص العمل.
تركت هذه المصادفة أثراً ايجابياً على المشاركين، إذ بدا لهم جلياً أن بعض المشاكل البيئية، التي ينظر إليها على أنها "مستعصية"، إنما هي ممكنة الحل، ويترك حلها أثراً ايجابياً على البيئة والإنسان.
*يجري مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة، بالتنسيق مع مجلة "البيئة والتنمية"، دورات تدريبية في التربية البيئية لأساتذة  المدارس في الدول العربية. لمزيد من المعلومات يمكن الاتصال بـ: مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة: هاتف: 341323-1(+961)، فاكس: 346465-1(+961).
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.