التوعية البيئية وحماية الطبيعة والتراث واستخدام التكنولوجيات الملائمة هي غايات أحد عشر مشروعاً من سبعة بلدان عربية فازت بمنح فورد البيئية لسنة 2003. وقد اختارتها لجنة تحكيم مستقلة تضم تسعة خبراء بيئيين من دول المنطقة، من بين 48 مشاركة قدمها أفراد ومؤسسات من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي.
تم توزيع الجوائز في احتفال أقيم في دبي في 15 تشرين الأول (اكتوبر). وقال متحدث باسم لجنة التحكيم ان المشاركات "شملت مجموعة واسعة من المواضيع البيئية، وأظهرت كيف تحسن مستوى الوعي البيئي في بلدان المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية. والمشاريع الفائزة عكست التزاماً بالحفاظ على الموارد المتاحة".
هذه المنح السنوية، التي تقدمها شركة فورد للسيارات منذ العام 1983، ساعدت أكثر من 15 ألف مشروع بيئي في 50 بلداً. وبلغ مجمل حصة دول الخليج والمشرق العربي هذه السنة 90 ألف دولار.
أرز وماء وملاحات
الحفاظ على التنوع البيولوجي وبناء خزانات مياه وترميم ملاحات وإحياء وادٍ محروم، كانت مواضيع أربعة مشاريع فائزة من لبنان حصل كل منها على 7000 دولار.
المشروع الأول تناول التنوع البيولوجي في محمية أرز الشوف، قدمته جمعية أرز الشوف التي تدير المحمية. وهو يتضمن انتاج كتاب وقرص مدمج (CD) يحتويان على معلومات عن نحو 400 نوع من الكائنات الحية الموجودة في المحمية، بهدف مراقبة تنوعها البيولوجي وإطلاع الناس على أهميته وضرورة الحفاظ عليه.
الجمعية اللبنانية للتكنولوجيا الملائمة (LATA) فازت بمشروعها الرامي الى نشر تقنية بناء خزانات إسمنتية قليلة الكلفة، بمهارات محلية، لجمع مياه الأمطار في محافظة البقاع اللبنانية. وهذا يتيح للمزارعين والأهالي في المناطق الجافة اقامة مشاريع زراعية تؤمن لهم مدخولاً. ويهدف المشروع في المدى البعيد الى مساعدة سكان الأرياف في المناطق الجافة على حصاد مياه الأمطار الثمينة التي تذهب هدراً، وتحقيق الأمن الغذائي، ومكافحة التصحر.
أما الناشط البيئي حافظ جريج فيسعى الى ترميم الملاّحات القديمة في بلدة الكورة الساحلية وضخ مياه البحر اليها بواسطة دواليب الهواء. ويعمل على تنفيذ المشروع بالتعاون مع ادارة ملاحات جزيرة ILE de RE الفرنسية التي لها تجربة في هذا المجال.
جمعية "نداء الأرض" في بلدة عربصاليم الجنوبية قدمت مشروعاً لانشاء بحيرات صغيرة في وادي الزهراني تعتمد على حصاد المياه. وهذه مساهمة في اعادة الجمال الطبيعي الى الوادي، وكذلك الحيوانات والطيور والأسماك التي هجرته.
تشجير العرعر وحماية البيئة البحرية
استزراع العرعر والحفاظ على البيئة البحرية كانا موضوعي المشروعين الفائزين من المملكة العربية السعودية، وقد رصدت لكل منهما منحة مقدارها 9500 دولار. قدم المشروع الأول طارف محمد أمين العباسي من الرياض، وتناول فيه اعادة استزراع المناطق الجرداء من غابات العرعر في المرتفعات الجنوبية الغربية، وحماية جذور الأشجار المعمرة المعراة بفعل انجراف التربة. وأهمية المشروع عربياً ودولياً أن هذه المرتفعات تعتبر الحد الشرقي لانتشار نبات العرعر عالمياً، وهي الموطن الوحيد لانتشاره آسيوياً، والحفاظ عليها يحمي العديد من الأنواع النباتية والحيوانية.
أما مشروع الكشافة البحرية في جدة فيهدف الى رفع الوعي البيئي البحري للمواطنين والحفاظ على شاطئ البحر الأحمر المحاذي للمدينة. وذلك من خلال انشاء أكشاك جانبية على الكورنيش مجهزة لتنفيذ برامج التوعية البيئية البحرية. وتساهم هذه الأكشاك أيضاً في تنبيه رواد المنطقة الساحلية لتجنب الكثير من التصرفات الخاطئة أثناء ممارسة هواية صيد الأسماك أو السباحة أو الغوص أو الجلوس أمام الشاطئ.
حماية السلاحف البحرية في الخليج العربي وخليج عمان هي غاية مشروع قدمته المجموعة التخصصية لحماية السلاحف البحرية في منطقة غرب المحيط الهندي، في جامعة الامارات في العين، ورصد له 5000 دولار. ويعمل المشروع على زيادة المعرفة بأنواع السلاحف الموجودة ف المنطقة، وتعزيز التعاون بين المهتمين بدراستها والحفاظ عليها، وزيادة وعي الجمهور للمخاطر التي تتهددها.
من الفن الى الانترنت
"همس الطبيعة" عنوان مشروع فني لتدوير بقايا مواد البيئة الطبيعية، قدمته منيرة سلمان الجلاهمة من البحرين، وحصل على مبلغ 10,000 دولار. وهو يقوم على جمع مخلفات طبيعية مهملة وتحويلها الى مشغولات ولوحات فنية، واشراك آخرين في هذه الهواية. وتطمح الفنانة الجلاهمة الى تطوير المشروع ليصبح ورشة لتوعية الطلاب والمدرسين بأهمية هذه البقايا وتدريبهم على اعادة استعمالها.
موقع بيئي تثقيفي تعليمي على الانترنت هو المشروع الذي قدمته جماعة الخط الأخضر البيئية في الكويت لخدمة المتصفحين العرب. وقد تم منحه مبلغ 10,000 دولار. وهو يهدف الى طرح وجهات النظر العربية حول المشاكل البيئية والحلول المتبعة والممكنة، وجذب المتصفح العربي نحو الاهتمام بالبيئة.
التعريف بنباتات قطر وأهميتها البيئية والطبية والاقتصادية مشروع قدمه مركز أصدقاء البيئة في قطر. والهدف توعية المجتمع القطري وجذب طلاب المدارس للمشاركة في الحفاظ على الثروة النباتية، ومد جسور التعاون في هذا المجال الى بقية دول منطقة الخليج العربي، وإشراك بعض المنظمات الدولية ذات العلاقة.
فريق برنامج "غلوب" في مدرسة البكالوريا في العاصمة الاردنية عمان قدم مشروعاً لتطبيق برنامج كومبيوتري يوظف بيانات قياسات التربة والغطاء النباتي والمناخ لرصد العمليات البيئية المختلفة، مثل المحتوى المائي للتربة والتصريف اليومي والتلوثات الحاصلة. وقد استخدم الكومبيوتر لرصد العمليات البيئية عن طريق الاستفادة من بيانات التربة والغطاء النباتي والجو، رصدت له منحة 3000 دولار. وهو سيمكن الطلاب من إجراء قياسات دقيقة، والتنبؤ كيف تستجيب التربة للتغيرات البيئية وكيف تؤثر هذه الاستجابة على البيئة نفسها. وهذا سيتيح للطلاب فهماً أعمق للتغيرات التغيرات المستقبلية المترتبة على استخدامات الاراضي والموارد.