Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
فيونا ماكوليام (لندن) حصاد الضباب  
أيلول (سبتمبر) 2003 / عدد 66
 خنفساء الستينوكارا الصغيرة "تشرب" من الضباب المتقطع الذي تحمله الرياح، وهو المصدر الوحيد للرطوبة في صحراء ناميب القاسية في جنوب غرب افريقيا. وذلك بفضل الميزات غير الاعتيادية لسطح قوقعتها.
صورة فوتوغرافية لجرادة في تلك الصحراء ألهمت باحثَيْن في جامعة أكسفورد البريطانية، هما الدكتور أندرو باركر والدكتور كريس لورنس، فباشرا مؤخراً مشروعاً بحثياً حول التكيف الحراري لخنفساء الستينوكارا. يقول باركر شارحاً: "حطَّت جرادة على الرمل فتيبست على الفور. لكننا رأينا في الصورة أيضاً ثلاث خنافس ستينوكارا تتغذى بشراهة على جيفة الجرادة وهي غير مكترثة أبداً للحرارة المفرطة".
ويأمل الباحثان، اللذان يعلمان أن للخنافس اللماعة عاكسات بصرية معقدة، في ابتكار عاكسات للموجات الضوئية تحت الحمراء، أي الأشعة المنتجة للحرارة الصادرة عن الشمس. ويقول باركر: "كل الدلائل متوافرة، لكن دراستنا اعترضها اكتشاف تركيبة مختلفة على ظهر الستينوكارا". فلهذه الخنفساء السوداء جسم شبه كروي قطره حوالى سنتيمترين، معلق على قوائم رفيعة وطويلة. وعندما نظر الباحثان الى جلدها من خلال مجهر الكتروني، توصلا الى اكتشاف مذهل. فليس هناك أشكال غير اعتيادية داخل الهيكل الخارجي فحسب، وانما أيضاً أشكال غير متوقعة على ظاهر الخنفساء. وخبرتهما بالعاكسات الضوئية والسطوح الطاردة للماء في الطبيعة أنبأتهما بأن الأشكال الخارجية على خنفساء الستينوكارا لم تكن جزءاً من نظام تكيف مع الحرارة. لذلك خطر لهما أن هذه الأشكال يمكن أن تفسر كيف تشرب هذه الخنفساء من ضباب الصحراء. فظهرها تغطيه نتوءات تبدو، عندما ينظر اليها من خلال مجهر الكتروني، شبيهة بسلسلة جبال مصغرة. فهناك عقد مستديرة صغيرة يبلغ قطرها حوالى 10 ميكرونات (الميكرون جزء من ألف من المليمتر) منظمة في نمط سداسي مقفل متراصّ، وهي تغطي سفوح وأودية تلك "الجبال"، بينما تبقى القمم عارية.
يقول باركر: "أجرينا فحصاً كيميائياً لخنفساء نفقت حديثاً، ووجدنا أن العقد يغطيها الشمع، لكن الأماكن العارية، أي قمم الجبال، كانت خالية من الشمع". والعقد المغطاة بالشمع قادرة على طرد الماء، بينما الأماكن الخالية من الشمع تجتذب الماء. وهذا الجمع بين كلا السطحين هو الذي يجعل الخنفساء قادرة على شرب الضباب. فعندما تميل جسمها نحو الريح المحملة بالضباب، تُطرد قطرات الماء الصغيرة جداً من سفوح "الجبال" وتجري نحو "القمم". وهناك، سرعان ما تكبر حتى يصل قطرها الى حوالى 5 مليمترات، مما يجعلها تتدحرج على ظهر الخنفساء نزولاً الى فمها، توجِّهها "قمم" أخرى على طول المسار.
صنع باركر ولورنس عدة نماذج ناجحة تقلِّد ظهر الخنفساء. وهما يأملان في تطويرها الى جهاز لاقط للضباب يُستعمل على الخيم وسطوح الأبنية، وحتى بعيداً عن العمران لأغراض الري. فهناك مناطق كثيرة على الأرض شبيهة بصحراء ناميب، تخضع لظروف صحراوية حيث الضباب المتقطع الذي تحمله الرياح هو مصدر الرطوبة الوحيد. وتقنية "حصاد الضباب"، التي تستخدم فيها شبكة معلَّقة عمودياً، هي قيد الاستعمال الفعلي في 22 بلداً في القارات الخمس. ويقول باركر ان هذه الشبكة يمكن أن تجمع ما بين 5 ليترات و13 ليتراً من الماء في اليوم من أجل الشرب والري، مؤكداً أن نماذج كبيرة تحاكي خنفساء الستينوكارا يمكنها أن تجمع أضعاف ما تجمعه الشباك، وهي أكثر مرونة عند اشتداد الرياح.
صناعة لاقطات كبيرة شبيهة بظهر الخنفساء هي الآن في مراحل التخطيط. ويبحث باركر ولورنس الآن في استعمالات أخرى لهذه التقنية، بما في ذلك تطوير جهاز لازالة الضباب الذي يعوق حركة الطائرات في المطارات.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
«دليل كفاءة الطاقة»، المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) كن بيئياً في تنقلاتك
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.