"نحن أطفال لبنان وشبابه، جئنا من كل بقاع الوطن لنتعهد الحفاظ على هذا البلد العظيم لنا وللأجيال المقبلة. سنحافظ على المياه، ونحمي الهواء، ونحرس الشواطئ، ونقلّل النفايات. وحين نكبر ونصبح نحن السلطة، ستكون الادارة البيئية وحماية الموارد في رأس برنامج أعمالنا".
هذا التعهد أطلقه طلاب لبنان في مهرجان توزيع جوائز مسابقة "إكتشف الطبيعة" التي نظمتها مجلة "البيئة والتنمية" وشاركت فيها 384 مدرسة من لبنان وسبعة بلدان عربية أخرى. الاحتفال تزامن مع العيد السابع للمجلة ومع حصول ناشرها ورئيس تحريرها نجيب صعب على جائزة "الخمسمئة العالميون" لسنة 2003، وهي أرقى تقدير بيئي تمنحه الأمم المتحدة.
القاعة الكبرى في قصر الاونيسكو في بيروت والغرف المحيطة غصت بنحو 5000 شخص من الأساتذة والطلاب وممثلي الهيئات الرسمية والدولية والناشطين البيئيين، يتقدمهم الوزير ميشال موسى وممثلو وزارتي التربية والبيئة وممثل قائد الجيش.
بويز: الجائزة وسام للبنان
بدأ الاحتفال بقراءة رسالة من رئيس الحكومة رفيق الحريري، هنأ فيها طلاب نوادي البيئة والتنمية المدرسية على "العمل العظيم الذي قاموا به، والذي تعرفت من خلاله على التنوع النباتي في لبنان والمنطقة، واكتشفت الطبيعة من جديد من خلال عيون الطلاب الصافية. كما هنأ نجيب صعب وفريق "البيئة والتنمية" على الجائزة العالمية مضيفاً: "إن عملكم في التربية البيئية مع المدارس في لبنان والعالم العربي، الذي نرى نتائجه اليوم، دليل على استحقاقكم هذا التقدير الدولي بجدارة".
وتكلم رئيس لجنة البيئة النيابية أكرم شهيب الذي تمنى لو تنتقل عدوى العمل البيئي الصالح من الطلاب الى جميع المسؤولين. ولاحظ النائب شهيب أنه للمرة الأولى تقدَّم في حفلة عامة في قاعة الأونيسكو ترجمة فورية للصم والبكم. وكان يقصد "مترجمة" بلغة الاشارات من "مجمع نازك الحريري لتنمية القدرات الانسانية"، الذي حصل "نادي البيئة" فيه على احدى الجوائز وشارك طلابه في الاحتفال.
ونوه وزير البيئة فارس بويز في كلمته التي ألقاها رئيس مصلحة التوعية والارشاد أنطوان غريّب، بمسيرة التوعية البيئية التي تتوجه بها "البيئة والتنمية" الى كافة شرائح المجتمع والمسابقات التي تنظمها لترسيخ علاقة الطلاب بالطبيعة. وتابع: "في وقت يتحضر المهندس والأستاذ الجامعي المحاضر والكاتب نجيب صعب لنيل جائزة "الخمسمئة العالميون" المرموقة لسنة 2003، حضر اليوم ليمنح بدوره المدارس في لبنان وفي العالم العربي جوائز مسابقة نظمتها مجلته بهدف اشراك الجيل الجديد في القضايا البيئية. واعتبر أن "الجائزة العالمية التي منحت لنجيب صعب هي وسام للبنان وحافز لنا جميعاً على ترسيخ السلوكيات البيئية".
وأشاد مدير عام وزارة التربية، جورج نعمه، ممثلاً وزير التربية سمير الجسر، بالنشاطات التربوية التي أطلقتها مجلة "البيئة والتنمية" التي ترعى أكثر من 360 نادياً بيئياً في المدارس وتدعمها بالمواد التعليمية والتدريب، مؤكداً استمرار التعاون الوثيق للوزارة مع هذه النشاطات التي شغلت الطلاب في العمل البيئي الميداني.
مدير اليونيسف في لبنان اكرم بيرردينش اعتبر، في كلمة ألقاها عنه الدكتور علي الزين، أن المهرجان «هو أشبه بتظاهرة من أجل البيئة والتنمية، وما أنجزته مجلة «البيئة والتنمية» مذهل برغم السنوات القليلة على عمرها ومقارنة مع الامكانات المتاحة». ووصف نجيب صعب بأنه «المثقف، الصحافي، الكاتب، والمحرض الجماهيري الملتزم، والمناضل النموذجي، الذي أعطى الكثير من أجل تعزيز المعارف وتبديل المواقف وتغيير السلوك الفردي والجماعي. ولأنه مستقبلي فقد ركز على الأطفال والشباب لأنهم المستقبل، وبالتالي يفهمون بسهولة أفكاره المستقبلية، ولأنهم يتحملون وزر ما فعلته أيادي غيرهم. فحوَّل غضبهم السلبي الى قوة ايجابية تعمل بقناعة من أجل بيئة مستدامة حاضنة لأحلامهم».
وتحدث رئيس اللجنة التحكيمية للمسابقة الدكتور جورج طعمه، رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية، عن التقارير البيئية التي أعدتها الفرق المدرسية، منوهاً «بالدقة العلمية وجدية الطلاب والاساتذة الذين حولوا نشاطاتهم خلال فترة التحضير للمسابقة الى ورشة عمل مستمرة».
وألقى الاستاذ جوزيف نهرا كلمة لجنة نوادي البيئة والتنمية. وتخللت الاحتفال أغنيات وأناشيد بيئية وعرض لنشاطات مجلة «البيئة والتنمية» مع المدارس.
صعب: إهداء الى طلاب لبنان
نجيب صعب، الذي وصل الى المهرجان مع وفد «الخمسمئة العالميون»، الذين حضروا الى لبنان لتسلم جوائزهم في يوم البيئة العالمي، أثنى على جهود الطلاب الباحثين معتبراً أن كل واحد منهم قادر بالعمل الجدي على الوصول الى العالمية، وأهدى جائزته الى طلاب نوادي البيئة والتنمية. كما قدم جوائز التربية البيئية لسنة 2003 الى هيئات وأفراد واكبوا النشاطات المدرسية للمجلة خلال سبع سنوات. فكانت جائزة القطاع الدولي لمنظمة اليونيسف، وجائزة القطاع العام لمكتب الارشاد والتوجيه في وزارة التربية، وجائزة القطاع الخاص لشركة غروهي لتكنولوجيا المياه، وجائزة الأبحاث والتحكيم للدكتور جورج طعمه والدكتورة هنرييت طعمه.
نتائج المسابقة والمدارس الفائزة أعلنتها رئيسة التحرير التنفيذية راغدة حداد. وقد توزع الفائزون على ثمانية بلدان عربية هي: لبنان وسورية والاردن والسعودية والامارات والكويت والسودان وتونس.
ذهبت الجائزة الأولى الى تسع مدارس، خمس من لبنان وواحدة من كل من سورية والاردن والسعودية والكويت. وكانت الجائزة الثانية من نصيب عشر مدارس، سبع من لبنان واثنتين من سورية وواحدة من عجمان في الامارات. وفازت 15 مدرسة بالجائزة الثالثة، وحصلت 26 مدرسة على شهادة تقدير خاصة من هيئة التحكيم. ووزعت جوائز بقيمة 17 ألف دولار، منها مبالـغ نقديـة لدعم أنشطة النوادي البيئية المدرسيـة، وأجهـزة فيديو، ومجموعات كتب بيئية. وحصل معظم الفائزين على مبالغ نقدية اضافة الى جائزة أخرى. وقد رعت شركة غروهي لتكنولوجيا المياه المسابقة بجوائز نقدية على المستوى الاقليمي، وقدمت سوني أجهزة فيديو لفائزين من لبنان، ومنحت مجلة «البيئة والتنميـة» جميع الفائزين كتباً بقيمة 12 ألف دولار. وكانت المسابقة بالتعاون مع اليونيسف / لبنان، التي ساندت أيضاً انتاج كتيب خاص عن المسابقات الفائزة.
وبعد توزيع الجوائز جال الحاضرون على معرض ضم ملصقات وتقارير للمدارس الفائزة.
كادر
رسالة الرئيـس رفيــق الحريــري الى مهرجـان «إكتشـف الطبيعـة»
الاستاذ نجيب صعب المحترم
ناشر ورئيس تحرير "البيئة والتنمية"
أرجو أن تنقلوا تحياتي الى طلاب لبنان المشاركين في مهرجان «إكتشف الطبيعة» لنوادي البيئة والتنمية المدرسية. وكم كنت أتمنى أن أشاركهم في رحلة الاستكشاف، وأهنئهم شخصياً على العمل العظيم الذي قاموا به. ولئن تكن ارتباطاتي الرسمية منعتني من أن أكون معكم اليوم، فقد تسنى لي أمس الاطلاع على المسابقات الفائزة، فتعرفت من خلالها على التنوع النباتي في لبنان والمنطقة، واكتشفت الطبيعة من جديد من خلال عيون الطلاب الصافية.
فهنيئاً لطلاب لبنان هذا الحس البيئي المرهف، وهنيئاً للبنان بطلابه، لأنهم يمثلون مستقبله الواعد.
وأنتهز هذه المناسبة لاوجّه لكم شخصياً، ولفريق مجلة «البيئة والتنمية»، أطيب التهاني باختياركم من الأمم المتحدة لجائزة «الخمسمئة العالميون». إن عملكم في التربية البيئية مع المدارس في لبنان والعالم العربي، الذي نرى نتائجه اليوم، دليل على استحقاقكم هذا التقدير الدولي بجدارة.
لكم جميعاً تحياتي الخضراء.
رفيق الحريري
رئيس مجلس الوزراء اللبناني
كادر
جوائز التربية البيئية لسنة 2003
تقديراً للدعم الفعلي لبرامجها مع المدارس، قدمت مجلة "البيئة والتنمية" جوائز التربية البيئية لسنة 2003 الى هيئات وأفراد واكبوا نشاطاتها المدرسية خلال الأعوام السبعة الماضية.
جائزة التربية البيئية للقطاع الدولي قدمت الى منظمة "اليونيسف" لبنان لمساهمتها في رعاية نشاطات تربوية، وخاصة "الجريدة الخضراء" التي توزع مجاناً على المدارس. وحصل مكتب الارشاد والتوجيه في وزارة التربية على جائزة القطاع العام، لعمله الدؤوب في دعم نشاطات التوعية البيئية في المدارس. وخصصت جائزة التربية البيئية للقطاع الخاص لشركة «غروهي» لتكنولوجيا المياه، لرعايتها مسابقات التربية البيئية على المستوى الاقليمي العربي. أما جائزة التربية البيئية لقطاع الأبحاث فقدمت الى عالمي الطبيعة الدكتور جورج طعمه والدكتورة هنرييت طعمه، تقديراً لجهودهما في مراجعة وتحكيم التقارير البيئية المدرسية المقدمة الى مسابقات مجلة «البيئة والتنمية»، وقد واكبا المسابقات منذ اطلاقها سنة 1996، وكان الدكتور طعمه صاحب فكرة مسابقة «اكتشف الطبيعة».
كادر
التعهّد البيئي لطلاب نوادي البيئة والتنمية المدرسية
حيدر شكر، متوسطة عين المريسة الرسميــة: نحــن لا نقيــم طـويــلاً على الأرض، لكننا ندين لها بالكثير. فلولا الغابات لما استطعنا التنفّس، ولولا التربة لما استطعنا الأكل، ولولا المطر والأنهار لما استطعنا الشرب. إننا نقوم بشيء على الأرض يستحيل علينا في الكواكب الأخرى، ألا وهو العيش. وعلى رغم ذلك نقلّل من احترام موطننا.
ساره عسيلي، مؤسسات الامام الصدر: غاباتنا مريضة، وأنهارنا ملوثة، وبحرنا مكبّ للأوساخ، وتربتنا مسمومة، ولا ندري كيف نتخلص من نفاياتنا. جميعنا نلوم الآخرين عندما نتحدث عن التلوّث. فنتهم الجيران والصناعيين والمزارعين والسياسيين والدول الأخرى. الانتقاد حقّ. لكننا نحن أيضاً مسؤولون، في البيت والعمل والشارع والمدرسة.
وائل الحلبي، مركز صلاح الدين التربوي: كلنا مسؤولون، لأن حماية البيئة واجب كلّ واحد يعيش على هذه الأرض. أحلامنا كبيرة، وحبنا لهذا الوطن عظيم، وعلى رغم صغر سننا فقد استفقنا على خطر كبير. فأصغوا إلينا أيها الحكّام، واتخذوا القرارات الجريئة لانقاذ بيئتنا. لنا الحق في هواء عليل ومياه نقيّة وشواطئ وحدائق خضراء نتمتع بها.
ديلارا علم الدين، مدرسة الجالية الاميركية في بيروت: نحن أطفال لبنان وشبابه، جئنا من كل بقاع الوطن لنتعهد الحفاظ على هذا البلد العظيم لنا وللأجيال المقبلة. سنحافظ على المياه، ونحمي الهواء، ونحرس الشواطئ، ونقلّل النفايات. وحين نكبر ونصبح نحن السلطة، ستكون الادارة البيئية وحماية الموارد في رأس برنامج أعمالنا.
حسن ناصر، ثانوية الضحى: حتى ذلك الوقت، نذكّركم بأن الأرض ليست مُلكاً للناس بل الناس مُلك للأرض. فيا أيها الكبار، لقد استعرتم هذا الوطن منا، نحن الأجيال الآتية، ولم يورثه لكم آباؤكم. ونحن، أصحاب الحقّ، ندعوكم الى العمل على وقف التخريب فوراً، لأننا لا نستطيع شراء وطن آخر ولا نملك كوكباً غير الأرض.
الجميــع: نحــن طـــلاب نــوادي البيئــة والتنمية نتعهّد الحفاظ على البيئة من أجل أن يحيا لبنان وتبقى الأرض.