تم تكريم الفائزين بجائزة "الخمسمئة العالميون" (Global 500) لسنة 2003 في احتفال أقيم في بيروت في 5 حزيران (يونيو)، بحضور الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة كلاوس توبفر، وحشد من وزراء البيئة العرب والمسؤولين الدوليين والوزراء والنواب والديبلوماسيين. وتعتبر هذه الجائزة أرفع تقدير بيئي تمنحه الأمم المتحدة سنوياً منذ العام 1987، وقد حصل عليها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر وعالم البحار الفرنسي جاك كوستو ورئيسة وزراء النروج السابقة غرو هارلم برونتلاند والناشط البرازيلي شيكو منديز. وهي تعطى لشخصيات وجمعيات تضع المبادئ البيئية في التطبيق العملي وتحقق تغييرات ملموسة في مجتمعاتها. وكانت الجائزة تأسست سنة 1987 لتكون موازية، في مجال البيئة، للائحة "فورتشن 500" التي تعدها المجلة الاقتصادية الأميركية الشهيرة "فورتشن" لأغنى 500 شخص في العالم، فتكون "غلوبال 500" لائحة لأنشط الشخصيات البيئية في العالم.
وقال كلاوس توبفر خلال تقديم الجوائز: "نعتز كل عام بتكريم أفراد ومجموعات تجاوزوا الكلام المنمق والغرور والوجاهة، وحملوا قضية وجعلوا الحلم حقيقة، وحولوا الأفكار الى أفعال على الأرض. إنهم لم يرفعوا الوعي فحسب، بل أحدثوا تغييرات عميقة وطويلة الأجل في طريقة عيش الناس".
وخلال مؤتمر صحافي عقده توبفر لتقديم الفائزين، سأله مندوب صحيفة لبنانية عما اذا كان "عمل الأمم المتحدة قد تحول الى اقامة احتفالات لمنح الجوائز"، فأجاب توبفر: "السنة تحوي 365 يوماً، نعمل في 364 منها، ونترك يوماً واحداً لنحتفل بيوم البيئة العالمي ونكرم بعض الذين عملوا بجدّ من أجل البيئة في الأيام الـ364 الباقية".
مجلة "البيئة والتنمية"، التي تم اختيار رئيس تحريرها نجيب صعب كواحد من الفائزين الثمانية بجائزة "الخمسمئة العالميون"، نظمت يوماً بيئياً للفائزين بالجائزة الذين حضروا إلى بيروت للمشاركة باحتفالات يوم البيئة العالمي. وهي خصصت لهم حافلة عليها شعار يوم البيئة والجائزة، نقلتهم صباح الأربعاء الى قصر الأونيسكو، للمشاركة في مهرجان مسابقة "إكتشف الطبيعة". فالتقوا طلاب "نوادي البيئة والتنمية" المدرسية، واطلعوا على مشاريعهم. ثم انتقلوا الى وزارة البيئة، حيث قدموا عروضاً عن أعمالهم التي استحقوا عليها الجائزة العالمية. وقدمت "البيئة والتنمية" اليهم مجموعة كتب بينها مجلد "بيروت، حروب التدمير وآفاق التعمير" لأيمن تراوي و"كتاب الطبيعة" لنجيب صعب.
والى جانب صعب، الذي كان دوره في اطلاق النشاطات البيئية المدرسية من خلال مجلة "البيئة والتنمية"، أحد الأسباب الرئيسية لمنحه الجائزة، شارك في "قافلة البيئة" الفائزون السبعة الآخرون: فرنسي واسع الخيال هو سيرج أنطوان، مؤسس وزارة البيئة الفرنسية، الذي أدرك منذ نصف قرن الحاجة الى المنتزهات الوطنية وضغط من أجل إقامتها، والدكتور بندشوار باثاك من الهند، الذي ابتكر مرحاضاً صديقاً للبيئة أحدث تحولاً جوهرياً في الظروف الصحية والمعيشية لملايين من فقراء المدن، ورجل الأعمال من النيجر بوريما وانكوي، الذي وضعت شركته التنمية المستدامة قيد التنفيذ الفعلي، مستخدمة الصمغ العربي لتعزيز مداخيل المزارعين فيما تتولى استصلاح الاراضي الجافة في غرب أفريقيا. وهناك أيضاً مجموعة من ربات البيوت النيباليات اللواتي غيَّرن مجرى ادارة النفايات في المملكة القابعة على جمال حملايا. وتكتمل مجموعة الفائزين بفريق من المحامين يعمل على إدخال العدالة البيئية والاجتماعية الى بنغلادش، ومجموعة من الأطفال ساعدت على خفض هدر المياه لدى سكان الصحراء الجزائرية.
|