Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
حاوره في دبي: عماد سعد العمل البيئي في الجزائر وحماية "ذاكرة" الصحارى  
نيسان (أبريل) 2004 / عدد 73
 "البيئة والتنمية" التقت وزير تهيئة الاقليم والبيئة الجزائري الشريف رحماني في دبي، أثناء مشاركته في مؤتمر تلوث الغلاف الجوي وفي الاحتفال بمنح جائزة زايد الدولية للبيئة التي اعتبر أنها "أصبحت توازي جائزة نوبل على المستوى العالمي". تناول الحوار معوقات العمل البيئي في بلاده، وموقع وزارته في الحكومة، والعزلة البيئية بين مشرق العالم العربي ومغربه، والمعارضة البيئية في الجزائر.
يصطدم العمل البيئي في الجزائر بمعوقات يقول وزير تهيئة الاقليم والبيئة الشريف رحماني إنها تعود إلى فترة الستينات والسبعينات. فقد انتهجت الجزائر آنذاك منهجاً اشتراكياً قائماً على الصناعات الثقيلة الملوثة التي بنيت على طول الشريط الساحلي، رافقتها اعتداءات على البيئة. ثم ان قضية البيئة في تلك الفترة كانت تعتبر كمالية، "أما الآن"، يقول رحماني، "فقد أنشأنا وزارة مستقلة منذ ثلاث سنوات، ولدينا 12 قانوناً من الجيل الثاني مستوحى من مبادئ قمتي ريو دي جانيرو وجوهانسبورغ. ولدينا أيضاً بنية تحتية من مؤسسات الرصد والمتابعة والقياس، إضافة إلى وجود عدد كبير من الجمعيات الأهلية لخدمة البيئة. كما قمنا بنقل سياسة التوعية البيئية إلى المدارس لتحفيز النشء الصاعد على دعم قضية البيئة والتنمية المستدامة".
ويعتبر رحماني أن وزارة البيئة أصبحت من الوزارات التي يُحسب لها حساب: "في الماضي، عندما كنت أرفع الكلمة في قضايا البيئة أمام المجالس الحكومية والوزارية، كنت أرى شيئاً من التهكم المحتشم. أما الآن، بعدما أحست الادارة السياسية بخطورة التلوث وعلاقة البيئة بالتنمية المستدامة، فقد أصبحت كلمة الوزارة مسموعة ولها صوت حقيقي معترف به في الشارع الجزائري بعدما فرضت نفسها بقوة رغم حداثتها".
ويأسف الوزير رحماني للعزلة البيئية القائمة بين مشرق العالم العربي ومغربه، "فالعلاقات التي نبنيها الآن هي علاقات شمالية ـ جنوبية وجنوبية ـ شمالية". وقد عمل على انشاء "مؤسسة صحارى العالم" قبل نحو سنة، وهو يترأسها وتضم المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومدير صندوق البيئة العالمي والمدير العام للاونيسكو وشخصيات عالمية نالت جائزة نوبل ورؤساء بعض الدول. هدف هذه المؤسسة المحافظة على التنوع البيولوجي والتراث العالمي والدفاع عن "ذاكرة" الصحارى. يقول رحماني: "نعرف أن الحضارة والديانات العالمية انطلقت من الصحارى. لكن المهارات والتقاليد والثقافات التي سادت هذه الأراضي اندثرت أو هي على طريق النسيان، فجاءت المؤسسة لتنفض الغبار عن التراث والذاكرة". ويضيف: "حاولنا أن نعطي أملاً للذين يعيشون في الصحارى، فالصحراء في ذهن معظم الناس خالية من الحياة والروح، ومقترنة دائماً بالبترول. وهذا غير صحيح، نريد أن نمسح هذه الفكرة لنعيد للصحراء روحها وحياتها الكاملة". وتشارك عدة دول عربية في مؤسسة صحاري العالم، منها المغرب وتونس ومصر والامارات وقطر، اضافة الى الصين والهند وباكستان وجنوب أفريقيا والبيرو وتشيلي وغيرها من دول العالم التي تتربع على الصحارى.
يؤمن الوزير، من حيث المبدأ، بالجمعيات الأهلية التطوعية ورسالتها التوعوية الناقدة في إطار من الديموقراطية. كما يرى أن الادارة الحكومية لا تستطيع أن تفعل بمفردها أي شيء، بل هي تأتي باستراتيجيات وقوانين وتشريعات وبالتوجه العام للعمل البيئي، "ولا بد أن نمد يد العون الى هيئات العمل التطوعي ونتكل على الأهالي. هذا هو المفتاح الأساسي للديموقراطية، وليس مجرد خطاب سياسي بل هو إيمان قوي".
قبل سنوات، عندما كان رحماني وزيراً محافظاً للجزائر العاصمة، راودته فكرة قام بتنفيذها، هي إنشاء جمعيات أهلية في الأحياء لتغطية العمل الجماعي المحلي في إطار التقارب والتعاون الجواري وتفعيل المجتمع المدني. كما تولى تحضير مؤتمر عالمي للجمعيات التطوعية. وهو يؤكد استحالة العمل بمعزل عن البعد البشري المتجسد في النسيج المدني للمجتمع المحلي، "ولهذا فإن أول ما حررته في قانون البيئة والتنمية المستدامة الجديد في الجزائر هو باب الاعلام والاتصال، حيث أعطينا حقوق الاتصال والحصول على المعلومات، إضافة الى حق المرافعة أمام القضاء إذا ارتأت جمعية ما أن ثمة اعتداء على قطاع ما من قبل طرف ما". وهو يعتبر ذلك سلاحاً قوياً للمؤسسات والجمعيات الأهلية، وسنداً للوزير والحكومة والادارة المحلية أيضاً.
وعن علاقة الوزارة مع القطاع الخاص، رأى الوزير رحماني عدم جدوى البيروقراطية وسياسة الأمر والقمع، مفضلاً سياسة التوعية والتعاون والتعاقد في إطار التنمية المستدامة. وختم الحوار بالقول: "أنا ابن البادية وابن الصحراء، وامتدادي بدوي صحراوي عربي. التنمية المستدامة فطرتي يا سيدي".
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
بوغوص غوكاسيان (سادبوري) عودة الحياة الى سادبوري
عبدالهادي النجار البيئة في المدرسة
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.