هناك عوامل رئيسية كثيرة لتحقيق الاستدامة البيئية، لكن الادارة الفعالة للمدن شرط جوهري. ودور النساء في صنع القرارات المحلية مهم بشكل خاص لتحقيق النجاح على المدى البعيد.
ان أعضاء منظمة "المدن والحكومات المحلية المتحدة" العالمية (UCLG) ملتزمون بدعم مبادرات لادخال مزيد من النساء في الحكومات المحلية بغية تحقيق المساواة بين الجنسين والأهداف الانمائية للألفية في آن.
زيادة عدد النساء المنتخبات تحدث اختلافاً ملموساً في القرارات التي تتخذها السلطات المحلية، ويمكن أن تدعم التغييرات في الثقافة والمفاهيم المطلوبة لدفع قضايا مثل الاستدامة البيئية والمساواة بين الجنسين الى مستوى متقدم على جدول الاعمال. والدمج الثابت للنساء يقوي الأرضية الديموقراطية للنشاطات الحكومية المحلية ويحسن كفاءتها ونوعيتها.
نزعة قيادية
الصلة بين مشاركة النساء في الحكم والتقدم في المساواة بين الجنسين وتحقيق الأهداف الانمائية للألفية لم تقدر حق قدرها لزمن طويل. والنزعة القيادية التي أظهرتها نساء في أفقر مجتمعات العالم هي أداة حيوية لتحقيق الأهداف، لذلك فان زيادة عددهن بين صانعي القرارات المحلية أمر مهم، ليس فقط للنساء وانما للرجال والأطفال وكل الجنس البشري.
منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة تدعم أيضاً الشراكات بين النساء المنتخبات والمواطنات العاديات. والعمل الذي قامت به وانغاراي ماتاي، التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2004، يظهر أهمية النساء العاديات في كينيا. والمبادرات لاقامة حوار منتظم بين جمعيات نسائية ورئيسات بلديات وعضوات مجالس بلدية ومحلية أثبتت أنه وسيلة عالمية فعالية لادخال مزيد من النساء الى الحياة السياسية وتعزيز السياسات التي تقارب القضايا المتعلقة بالنساء وبالفوارق بين الجنسين.
شبكات النساء المنتخبات، كما في أميركا الجنوبية وأوروبا، سهلت تبادل المعلومات وطنياً واقليمياً وعالمياً حول برامج المدن الأكثر أماناً والتخطيط الأفضل من أجل التصدي لهموم النساء.
وتقدر أبحاث منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة أن 20 في المئة من أعضاء المجالس البلدية في العالم اناث. وما زالت اوروبا تحظى بأعلى مشاركة للنساء في صنع القرار، لكن الفجوة تضيق في أقاليم أخرى مثل أميركا الجنوبية. والواقع أن بعض البلدان الافريقية، مثل ناميبيا وأوغندا، تنافس الآن أكثر البلدان تقدماً في اوروبا، حيث مشاركة النساء على المستوى المحلي تفوق 40 في المئة.
المساواة مؤشر للتقدم
هناك طريق طويلة يجب اجتيازها للوصول الى مستويات تساوي الجنسين الضرورية للتنمية المستدامة، لكن الفرصة سانحة لاتخاذ اجراء حاسم. وهذا ما جعل الفريق الخاص بمشاريع الألفية في الأمم المتحدة يوصي بأن تكون مشاركة النساء في الهيئات السياسية المحلية مؤشراً لقياس ما أحرز من تقدم في تحقيق الأهداف الانمائية للألفية.
رئيسات البلديات وأعضاء المجالس المحلية سيذهبن الى قمة الالفية التي ستعقدها الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل لطلب الدعم والاعتراف بهن كقائدات للتغير العالمي. ان الحكومات المحلية مهيأة على نحو مميز لتنفيذ الأهداف الانمائية للألفية، وهذا يجب ان يؤخذ في الاعتبار اذا كان يُنوى تحقيقها بحلول سنة 2015.
النجاح في تحقيق الاستدامة البيئية والأهداف الانمائية للألفية لا يتعزز فقط بزيادة مشاركة النساء في السياسات المحلية، وانما يعتمد عليها. والنساء المنتخبات يُدخلن كل يوم اختلافاً حقيقياً وملموساً في نوعية الحكم على الأصعدة المحلية والوطنية والعالمية. ورئيسات البلديات وعضوات المجالس البلدية في المدن والتجمعات السكنية يمهدن الطريق لعالم أكثر استدامة وعدلاً وانصافاً.
إليزابيث غاتو هي الأمينة العامة لمنظمة "المدن والحكومات المحلية المتحدة".