فاي سندرلاند
باراغوي هي المكان الأفضل على الأرض لشراء سيارة كهربائية وقيادتها، بفضل شبكة الكهرباء التي تغذيها الطاقة المائية.
ينتج هذا البلد الجنوب أميركي طاقة كهرمائية أكثر خمس مرات من استهلاكه، ما يجعل بصمة تشغيل سيارة كهربائية فيه لا تتجاوز 70 غراماً من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر، هي الناتجة من عملية صنع السيارة.
وللمقارنة، فان شبكة الكهرباء في الهند وأوستراليا والصين تعتمد في معظمها على الفحم، ما يعني أن السيارات الكهربائية تنتج انبعاثات تعادل ما بين 258 و370 غراماً من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر، أي أضعاف ما تنتجه السيارات الكهربائية التي تستخدم مصادر منخفضة الكربون.
تقدر دراسة حديثة أجرتها مؤسسة الأبحاث المستقلة Shrink That Footprint (قلّص تلك البصمة) الأثر المناخي لسيارات تعمل كلياً على الكهرباء في عشرين دولة في العالم، وتقارنه بأثر سيارات تعمل على البنزين. وتشمل الدراسة النطاق الكامل لانبعاثات الكهرباء والوقود وصناعة السيارات.
وفيما تتقدم باراغواي على أيسلندا بوصفها المكان الأكثر اخضراراً لقيادة سيارة كهربائية، فإن شبكة الكهرباء التي تغذيها محطات تعمل على الفحم في الهند تعني، على الطرف المقابل، أن السيارات الكهربائية هناك ليست أكثر اخضراراً من السيارات التي تعمل على البنزين. ففي الهند، تجتاز السيارات التي تعمل على البطارية مسافة 8,5 كيلومترات بليتر الوقود، بالمقارنة مع 97 كيلومتراً بالليتر في باراغوي. وتتقدم الصين قليلاً على الهند، محققة مسافة تعادل 13 كيلومتراً بالليتر.
نُشرت الدراسة الجديدة في تقرير بعنوان «ظلال الأخضر: الانبعاثات الكربونية للسيارات الكهربائية حول العالم». وهو يظهر كيف يختلف أثر السيارات الكهربائية كثيراً باختلاف طريقة توليد الكهرباء التي تُشحن بها.
تعتمد بريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا مزيجاً وقودياً واسعاً يتضمن الغاز الطبيعي والفحم والطاقة النووية والطاقة الكهربائية، ما يجعل البصمة الكربونية للسيارات الكهربائية تماثل البصمة الكربونية لأفضل السيارات الهجينة (هايبريد) من فئتها التي تعمل على البنزين والكهرباء، أو لأكفأ السيارات العاملة على الديزل. وفي بريطانيا، يعادل هذا كفاءة في البنزين مقدارها 18,7 كيلومتر بالليتر، ترتفع في ألمانيا الى 20 كيلومتراً بالليتر. وفي كندا وفرنسا، حيث تهيمن الطاقة الكهرمائية والطاقة النووية، تبلغ كفاءة الوقود ما يعادل 37 كيلومتراً بالليتر في الأولى و52 كيلومتراً بالليتر في الثانية.
أما في الولايات المتحدة، فتساعد الطفرة الحالية في إنتاج الغاز الصخري على تخفيض انبعاثات السيارات الكهربائية، بحلوله مكان الفحم في توليد الكهرباء. وبناء على بيانات نشرت العام 2009، فإن انبعاثات السيارات الكهربائية تعادل انبعاثات السيارات العاملة على البنزين التي تحقق 17 كيلومتراً بالليتر، ما يماثل انبعاثات سيارة هجينة عصرية تعمل بالبنزين والكهرباء. لكن نظراً إلى انخفاض كثافة الانبعاثات الكربونية في إنتاج الكهرباء 15 في المئة خلال العقد الماضي، واستمرار الاندفاع في إنتاج الغاز منذ 2009، فإن كفاءة السيارات الكهربائية قد تصبح قريباً أفضل من كفاءة السيارات الهجينة التي تعمل على البنزين والكهرباء في الولايات المتحدة ككل، علماً أنها هكذا الآن في عدد من الولايات.
تقول ليندسي ولسون، رئيسة فريق إعداد الدراسة: «هذا العمل يسلط الضوء على مدى تفاوت الفائدة المناخية المحققة من التحول الى السيارات الكهربائية حول العالم. ولتمكين هذه السيارات من تخفيض انبعاثاتها الكربونية في المستقبل، يجب ترويجها بالتزامن مع الكهرباء المنخفضة الكربون».
|