ضمن خطة تطوير مدينة عصرية من الدرجة الأولى، ستنفذ بلدية دبي مشروع قطارات مترو حديثة لتوفير سعة نقل إضافية وتقليل الازدحامات المرورية. رسا المشروع على تحالف ''وصلة دبي السريعة'' (Dubai Rapid Link) الذي يضم الشركات اليابانية ميتسوبيشي وأوبياشس وكاجيما، والشركة التركية يابي ميركيسي، وذلك بقيمة 12,45 مليار درهم (3,4 مليار دولار) للمرحلتين الأولى والثانية.
سيتم انجاز نظام المترو المقترح باستخدام أحدث تقنيات القطارات، مع توفير نظام للتكييف داخل المحطات والقطارات، وعربات مخصصة للنساء ولركاب الدرجة الأولى، ونظام للمعلومات. وستؤمن النوافذ رؤية جيدة للمناطق المحيطة بمسار القطار.
وسيكون القطار المستخدم اوتوماتيكياً من دون سائق، يوفر خدمة آمنة ويمكن الاعتماد على توقيته. وحسب النظام المستخدم، يمكن تسييره كل 90 ثانية. ورغم سرعته فلن تكون له تأثيرات سلبية من الصوت والانبعاثات، كما أنه لن يكون مشوهاً للمنظر العام. وسيراعى التقليل الى الحد الأدنى من تأثير عمليات الانشاء على حركة المرور والحياة اليومية.
وقال مدير عام بلدية دبي قاسم سلطان ان المشروع سينفذ خلال 55 شهراً، مشيراً الى أن المرحلة الأولى تستغرق 49 شهراً والمرحلة الثانية 35 شهراً، على أن يبدأ تنفيذ المرحلة الثانية بعد 20 شهراً من بدء المرحلة الأولى.
تتكون شبكة خطوط المترو من خطين رئيسيين: الخط الأحمر، الذي سيعمل خلال المرحلة الأولى من شارع صلاح الدين الى الجامعة الأميركية، مروراً بجانب مركز برجمان وطريق الشيخ زايد. وسيتم تمديده في المرحلة الثانية الى ميناء جبل علي جنوباً وتقاطع شارع النهدة مع شارع دمشق شمالاً. أما الخط الأخضر، فسيعمل أولاً من ميدان الاتحاد الى محطة الحافلات في الراشدية مروراً بالمركز التجاري ومباني الركاب في مطار دبي الدولي. وسيتم تمديده مستقبلاً الى منطقة الأسواق في ديرة حتى مركز برجمان والى مركز وافي في بر دبي. وثمة إمكانية لتمديده الى مدينة مهرجان دبي مروراً بمنطقة الجداف.
وسيتم انشاء الخطين في منطقة مركز المدينة تحت سطح الأرض من خلال نفقين. أما بقية أجزاء الخطين فستكون مرتفعة عن مستوى الأرض وعلى جسور مصممة خصيصاً لهذا الغرض، بحيث تتوفر فيها العناصر الجمالية والطابع العمراني المتميز لدبي. وبهدف توفير عناصر الأمن والسلامة، لن تكون هناك تقاطعات سطحية بين شبكة الطرق وخطوط المترو.
وبصورة اجمالية، ستتضمن شبكة مترو دبي 55 محطة و18 كيلومتراً من الأنفاق و51 كيلومتراً من الجسور ومحطة رئيسية لصيانة العربات ومحطات مساعدة، فيما سيبلغ عدد القطارات نحو 100قطار وفي كل منها 5 عربات.
وسيتم انجاز مشروع المترو في اطار شبكة متكاملة للنقل الجماعي تديرها في الوقت الحاضر ادارة المواصلات العامة في بلدية دبي. كما ستتم اعادة تنظيم مسارات ومحطات الباصات لتكون خطوطاً مغذية لخطوط المترو ومحطاته. بالاضافة الـى ذلك، سيتم توفير مواقف لسيارات الأجرة وللسيارات الخاصة (Park and Ride).وستكون التعرفة موحدة للمترو والباصات، بحيث تسمح بالتنقل بين مناطق دبي المختلفة وباستخدام وسائل النقل الجماعي المختلفة. كما ستكون التعرفة ضمن امكانات فئات المستخدمين.
يتوقع أن تبدأ مراحل إنشاء خطوط المترو قريباً، بحيث يتم تشغيل الجزء الأول سنة 2009، كما يتوقع انجاز بقية الخطوط سنة 2012. وعند تشغيلها كلياً، من المتوقع أن يستخدمها نحو 1,2 مليون راكب يومياً.
المشاركون في المنتدى البيئي الوزاري العالمي الذي يعقد في دبي هذا الشهر سيعانون زحمة سير خانقة بسبب التطور العمراني الهائل الذي شهدته المدينة التي لا تهدأ. لكن اذا عاد مندوبو الدول الى دبي سنة 2009، فسيمكنهم استخدام شبكة نقل عامة تقوم على خطوط مترو عصرية بنظام ثوري.