Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
نسرين عجب رحلة كيس النفايات  
أيار (مايو) 2007 / عدد 110
 يُعرف عن الأجنبي أنه لا يبتاع الا حاجته اليومية من المواد الغذائية، فكثيراً ما نجده يشتري مثلاً تفاحة أو ليمونة واحدة فقط. أما العربي فغالباً ما يبتاع عدة كيلوغرامات، وفي غالب الأحيان يكون مصير معظمها كيس النفايات. وينسحب ذلك على معظم ما يستهلكه. وللعرب قصتهم مع كيس النفايات، فلا فرق بين فضلات الطعام والمعادن والزجاج والبلاستيك، اذ كلها ترمى في كيس واحد، غالباً ما يكون كيس نايلون، وكأنه أصبح شعاراً استهلاكياً يجمع العرب. والمستوعبات ليست المكان الوحيد الذي يؤوي تلك الأكياس، فبعيداً عن المدن وفي العديد من القرى تخلع النفايات ذلك الكيس ليتطاير مع الرياح ويتحول رداء للحقول.
ملايين النفايات تخرج يومياً من المنازل، ولا يسأل أصحابها ماذا يحل بها وبمحتوياتها. ولمعرفة قصة كيس النفايات سنتابع جولته في بيروت من المستوعب حتى المطمر.
كل يوم يقصد يوسف فرحات حديقة منزله في بقعاتا الشوفية، يحفر تحت احدى الأشجار ويطمر نفايات الخضار والفاكهة. منذ مدة طويلة اعتادت عائلته فرز النفايات العضوية عن النفايات المنزلية الأخرى. وعندما تسأله عن السبب يجيب بابتسامة الواثق: "بهذه الطريقة أخفف من انتاج النفايات وأفيد أرضي بسماد طبيعي". قلة هم الذين يتعاطون مع واقع النفايات بهذه الطريقة، فغالبية العرب، وخاصة سكان المدن منهم، يرمون نفاياتهم مجتمعة في كيس واحد يلقونه في مستوعب النفايات.
"البيئة والتنمية" تابعت رحلة ذلك الكيس في بيروت، منذ رفعه من المستوعب حتى وصوله الى المطمر. وهي رافقت عمال شركة “سوكلين” من مجموعة "أفرتا" التي تجمع وتعالج نفايات بيروت ومعظم قرى محافظة جبل لبنان. وتضم المجموعة شركة “سوكلين” التي ترفع النفايات، وشركة “سوكومي” التي تهتم بالفرز وتخمير النفايات العضوية والطمر، ومصنع "ليدز انترناشونال ريسايكلو" الذي يعيد تدوير بعض البلاستيك المفروز.
تجربة فاشلة للفرز من المصدر
بعد رميه في المستوعب، تبدأ رحلة كيس النفايات مع عمال التنظيفات الذين يضعونه في شاحنات خاصة. وتجدر الاشارة هنا الى أن بعض الذين يجمعون الخردة ونفايات الكرتون لبيعها، يسبقون عمال التنظيفات ويبحثون في أكياس النفايات ليجمعوا منها ما قد يحتاجون اليه مثل الحديد. وتجمع شركة “سوكلين” يومياً 2200 طن من النفايات من بيروت الكبرى ومعظم مناطق جبل لبنان. وأفاد مسؤول النظافة في الشركة عادل كبي أن الشاحنات ترفع أكياس النفايات بين مرتين وتسع مرات يومياً، حسب الضغط على الشوارع. وبما أن لا قيود على أوقات رمي النفايات وكميتها، يطرح اللبنانيون فضلاتهم في أي وقت وبكميات غير محدودة، مما يساهم في زيادة الكمية عن المعدلات العالمية، اذ يصل المعدل اليومي للفرد الى كيلوغرام واحد. وهذا يتجاوز بنسبة 30 الى 40 في المئة ما يرميه الفرد في الدول الأوروبية، حيث تجمع النفايات في أيام معينة خلال الأسبوع، مع تحديد لمحتوياتها وكمياتها من كل وحدة سكنية. ويعلق خبير هولندي في ادارة النفايات زار لبنان مؤخراً أنه لا بد من وضع قيود على رمي النفايات المنزلية، لتخفيف كميتها من المصدر وتشجيع اعادة الاستعمال.
وتتوزع النفايات بين عضوية تتضمن الطعام والفضلات النباتية وغير عضوية تشمل الورق والزجاج والمعادن والبلاستيك وغيرها، اذ لا توجد قيود على نوعية النفايات المنزلية التي ترمى. وفي محاولة لفرز النفايات من المصدر، نظمت شركة “سوكلين” حملة سنة 1997، فخصصت مستوعبات للنفايات العضوية ومستوعبات للزجاج والبلاستيك والتنك وأخرى للورق، وزعت على تسعة شوارع. لكن هذه التجربة فشلت، وبعد فترة من اطلاق الحملة أزيلت مستوعبات النفايات العضوية وبقيت مستوعبات خضراء للزجاج والبلاستيك والتنك وأخرى بيضاء للورق.
ولا يتحمل المواطنون وحدهم مسؤولية فشل الحملة. فهذه المبادرات تقوم عادة ضمن خطة وطنية تتولاها وزارة البيئة وتدعمها البلديات، وتشمل حملات توعية مكثفة. ثم ان المستوعبات وضعت في مواقع بعيدة عن المنازل، كرصيف كورنيش المنارة وأمام مداخل الجامعات والمطار، بدل أن توضع مثلاً في مواقف عامة للسيارات وأمام محلات السوبرماركت الكبرى. كما أن العبارات التي دونت عليها لتمييزها كتبت باللغة الانكليزية، فيما كان من المفترض شرح المصطلحات بالعربية كي يفهمها عامة الناس. وكانت نتيجة ذلك أن الناس استخدموها كمستوعبات للنفايات العادية. وبعد عشر سنوات على اطلاق الحملة ما زال الوضع على حاله. وأفاد المدير التنفيذي في الشركة وسام ناعوس أنه عند تفريغ هذه المستوعبات كثيراً ما توجد فيها نفايات عضوية.
فرز آلي ويدوي على مراحل
المحطة الثانية لكيس النفايات بعد المستوعب، هي مركز الفرز. ولدى شركة “سوكومي” معملان للفرز في الكرنتينا والعمروسية. على مدخل المعمل توزن النفايات قبل تفريغها في مستودع خاص. ومن المستودع تُنقل الى آلة خاصة لفتحها وبدء عملية الفرز. فتمر النفايات أولاً في برميل كبير دوّار يحتوي على فتحات بقطر 14 سنتيمتراً، تُفصل فيه القطع الكبيرة عن سواها. ويفرز العمال هذه القطع يدوياً، فيجمع البلاستيك والخشب والدواليب والزجاج والورق، ويحضّر الباقي للطمر. أما النفايات بقطر أقل من 14 سنتيمتراً فتمر في مرحلة ثانية من الفرز الآلي، حيث تدخل في برميل دوّار ثان يحوي فتحات بقطر 5 سنتيمترات، وتحصل عملية فرز يدوية ثانية تشمل فرز النايلون. وعلى مدخل كل برميل دوّار آلة مغناطيسية تلتقط المعادن وتجمعها في مستوعب خاص.
ومع أن نسبة المواد الصالحة لاعادة التدوير تصل الى 25 في المئة، فلا يعاد تدوير الا عشرة في المئة منها. بعض البلاستيك يعاد تدويره في مصنع "ليدز انترناشونال ريسايكلو" في الشويفات، ويباع الباقي مع الخشب والورق والنايلون والزجاج والبلاستيك والمعادن لزبائن محليين وخارجيين. أما النفايات العضوية فيؤخذ 300 طن منها يومياً لتخميرها في معمل كورال في الكرنتينا، والباقي يرسل الى مطمر الناعمة. ومع أن النفايات العضوية تشكل 50 في المئة من كمية النفايات، أي أنه من المفترض تخمير 1100 طن من أصل 2200 طن من مجمل النفايات التي تُجمع يومياً، لا يخمّر بالفعل سوى 300 طن فقط. والسبب بحسب مصدر في شركة “سوكلين” هو أن معملي التخمير صغيران ولا يستوعبان أكثر من هذه الكمية، وتوسيعهما أو اضافة معمل جديد يحتاج الى قرار من مجلس الانماء والاعمار، صاحب عقد تلزيم أشغال رفع النفايات ومعالجتها.
أما النفايات الطبية والخطرة، التي نجدها أحياناً كثيرة في مستوعبات “سوكلين”، فتذهب كسواها من "المرفوضات" الى مطمر الناعمة، لأن العقد الذي أبرمته “سوكلين” مع مجلس الانماء والاعمار يقتصر على النفايات المنزلية ولا يخصص معالجة مختلفة لغيرها.
بعد الانتهاء من الفرز، تُوضّب النفايات الباقية (مرفوضات وفضلات عضوية) وتضغط وتغلف في "بالات" من النايلون لتقليص حجمها تمهيداً لطمرها. ويعترض بعض الخبراء على توضيب بقايا النفايات العضوية مع المرفوضات الصلبة بأغطية بلاستيكية، لأن هذا يعيق عملية التحلل، مع أن نوعية البلاستيك المستعملة قابلة للتحلل خلال سنوات معدودة. كما يشيرون الى أن من المفترض معالجة نحو 70 في المئة من النفايات في لبنان، وعدم طمر أكثر من 30 في المئة منها. لكن ما يحصل هو العكس تماماً، اذ يطمر نحو 70 في المئة من النفايات ويعاد تدوير وتخمير (تسبيخ) نحو 30 في المئة.
التخمير في الكورال
من مركز الفرز، تستمر رحلة النفايات بلا أكياس النايلون. وتُكمل النفايات العضوية جولتها الى معمل كورال للتخمير، حيث توزن حمولتها على مدخل المعمل، قبل أن توضع على ناقلة تمر عبر فاصل مغناطيسي يلتقط المعادن. بعدها تخضع لعملية تخمير هوائي، وتُعرّض لمجموعة من العمليات مثل التهوئة والتقليب. وقال مسؤول العمليات في المعمل باسم بوعيون ان ادارة المعمل تأخذ عينات خلال كل عملية للتأكد من تحول النفايات العضوية الى سماد عضوي - محسن للتربة (Compost). ويتم فحصها جرثومياً في المختبر للتأكد من أنها خالية من البكتيريا الممرضة. وبعد التأكد من نتيجة المختبر تُدخل الى معمل تنقية لتسحب منها الشوائب، مثل أجزاء البلاستيك والزجاج المتبقية. وهناك مرحلتان، الأولى تكون بتمريرها عبر فتحات بقطر 5 سنتيمترات، والثانية بقطر 1,2 سنتيمتر، والبقايا التي لا تمر تُؤخذ الى الطمر. تلي ذلك عملية ثانية من سحب الشوائب عبر الفصل الهوائي، حيث يضخ هواء يسحب كل المواد التي تفوق كثافتها كثافة الكومبوست. ويوزع "السماد العضوي" الناتج على المزارعين مجاناً كمحسن للتربة.
ويؤدي ضعف القدرة الاستيعابية لمعمل التخمير الى تقصير المدة المطلوبة في بعض الأحيان، مما يفرض على المزارعين استكمال العملية في أراضيهم، بفرش "محسن التربة" في الهواء الطلق لبعض الوقت قبل استعماله. كما أن عدم الفرز من المصدر يتسبب في بقاء قطع من الزجاج والبلاستيك في المواد العضوية المسبّخة، مما يقلل من جودة السماد العضوي واقبال المزارعين عليه.
اعادة تدوير البلاستيك في الشويفات
بعد فرز النفايات يُنقل البلاستيك، من البوليثيلين المنخفض الكثافة الذي يستخدم في تصنيع أكياس الخبز والقمامة، والبوليثيلين العالي الكثافة الذي تصنع منه قناني الحليب والماء والعصير وسوائل التبييض، والبوليبروبيلين الذي تصنع منه عبوات المواد الغذائية، ليعاد تدويره في مصنع "ليدز انترناشونال ريسايكلو" في الشويفات. هناك يفرز البلاستيك يدوياً وبدقة حسب النوع واللون، وينظّف بالماء والصابون على مراحل للتأكد من خلوه من الشوائب، ومن ثم يجفف في مجففة تعمل على الغاز. وفي المرحلة الأخيرة يذوّب البلاستيك على درجة حرارة تترواح بين 180 و200 درجة مئوية حسب نوعه، ويحوّل الى حبيبات استعداداً لبيعه. ويتم تدوير كل نوع وكل لون بشكل منفصل كي يحافظ على جودته، علماً أن درجات الحرارة المستخدمة في التنظيف والتجفيف والتذويب تختلف بين نوع وآخر.
مطمر الناعمة يشارف الامتلاء
محطة كيس النفايات الأخيرة هي مطمر الناعمة الصحي. وهو عبارة عن وادٍ بمساحة 22 هكتاراً قُسم الى أجزاء طُمرت فيها النفايات تباعاً. بدأ المطمر استقبال النفايات عام 1998، ويدخل اليه يومياً ما بين 1600 و1800 طن. وحسب الخطة الموضوعة له، تكتمل قدرته الاستيعابية في نهاية 2007.
كيف يجري العمل في المطمر؟ أولاً يتم وزن بالات النفايات، التي ترمى في المطمر فوق طبقات عازلة تفصلها عن الأرض الطبيعية، وتغطى بطبقة من التراب بسماكة 50 سنتيمتراً. وفوق التراب توضع طبقات أخرى عازلة كي لا تؤثر النفايات بالبيئة المحيطة. بعض هذه الطبقات مخصصة للحماية وبعضها لمنع وصول المطر الى النفايات ولتصريف المياه الشتوية. وفي النهاية توضع طبقة من التراب الزراعي بسماكة نحو 80 سنتيمتراً تمهيداً لزراعة حشائش برية فوقها. ويتم غسل شاحنات النفايات قبل خروجها من المطمر.
ترافق هذه الخطوات تدابير وقائية. فالنفايات عندما تتفكك في المطمر يصدر منها غاز الميثان بالاضافة الى السوائل المرتشحة. وقال مدير العمليات في المطمر محمد قنواتي انه خصصت للميثان أنابيب عمودية يمر عبرها وصولاً الى تجميعه في مستوعب خاص، وكل بضعة أشهر يتم حرقه. ومع أنه صالح لانتاج الطاقة، فلم توضع حتى الآن ترتيبات للاستفادة منه. أما السوائل المرتشحة، فقد خصصت لها أنابيب أفقية تمر فيها لتجمع في مستوعبات خاصة وتكرر لتصبح بمستوى نوعية مياه الصرف الصحي، ومن ثم تنقل الى محطة الغدير في الأوزاعي لتكريرها. وكل شهر تؤخذ عينات من السوائل المرتشحة لمراقبة مراحل تفكك النفايات.
على بعد نحو 5 كيلومترات من المطمر هناك 42 بئراً ارتوازية، كما يمر نهر شتوي بمحاذاته. وقال قنواتي ان المراقبة البيئية هي التي تفرّق المطمر الصحي عن بقية المطامر، مشيراً الى أن ادارة مطمر الناعمة تأخذ عينات من مياه هذه الآبار وتحللها في لبنان ولندن للتأكد من أنها لا تؤثر على المياه الجوفية. أما المياه السطحية، فكل سنة تؤخذ عينات منها خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول (أكتوبر) حتى أيار (مايو) للتأكد من أن المطمر لا يؤثر على مياه النهر. وأكد قنواتي: "كل شيء سليم حتى الآن". وفي المطمر محطة أرصاد جوية تقيس درجات الحرارة والرطوبة والمطر وسطوع الشمس، وتستخدم هذه العناصر في الدراسات حول المطمر.
هذه رحلة كيس النفايات المحظوظ. لكن مئات الآلاف من أكياس النفايات الأخرى في المناطق اللبنانية ما زالت ترمى يومياً بشكل عشوائي في الأودية وعلى الشواطىء، رغم محاولات توعية المواطنين ايداعها في الأماكن المخصصة لها عبر توجيه رسائل بيئية في وسائل الاعلام ولوحات الطرقات، كما على شاحنات جمع النفايات. وتبقى الكمية التي ترمى في المستوعبات كبيرة جداً، اذ خلافاً للدول المتقدمة، تجمع النفايات في لبنان يومياً وعلى مدى الأربع والعشرين ساعة، مما قد يشجع المواطنين على انتاج النفايات ويساهم في ازدحام السير بسبب توقف الشاحنات لجمعها. ويزيد غياب الفرز من المصدر حدة المشكلة.
ومع تفاقم مشكلة النفايات، لا بد من وضع خطة وطنية تفرض فرز النفايات من المصدر، وتحدد الكمية التي يجب أن تصدر عن كل منزل، وتحصر رميها وجمعها بأيام محددة مع اجبار المواطنين على الالتزام بهذه الأيام. وقد يكون مناسباً جمعها ليلاً، مرتين في فصل الشتاء وثلاث أو أربع مرات في فصل الصيف، لمنع تحللها مع ارتفاع درجات الحرارة.
شوارع بيروت نظيفة، وذلك بسبب الجهد المبذول في جمع النفايات وليس بسبب تعاون المواطنين في اطار خطة وطنية متكاملة لادارة النفايات، وهي غير موجودة بعد. لقد أصبح لبنان يملك خبرة محلية في ادارة النفايات، لكن لا بد من توظيفها في سياسة وطنية للادارة المتكاملة، التي تعتمد على تقليل الكمية والفرز من المصدر واعادة الاستعمال والتدوير. هذه الخطة هي من مسؤولية الهيئات الحكومية وليس الشركات الخاصة، التي ينحصر دورها في التنفيذ
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.