استعمل المزارعون الروث المائع سماداً عضوياً منذ مئات السنين. لكن البراز الحيواني قد يكون مادة ملوّثة وخطيرة على الصحة. وقد ابتكرت شركة EarthRenew الكندية، ومقرها كالغاري في مقاطعة ألبرتا، وسيلة لتحويل الروث الى حبيبات جافة تفرش مع البذار في الحقول الزراعية. وافتتحت في شباط (فبراير) 2009 مصنعها التجاري الأول الكفوء بيئياً، الذي يستخدم عادم توربين صناعي مباشرة في عملية التسخين والتجفيف، فيما يولد التوربين الكهرباء. ويعوض بيع الكهرباء الى الشبكة العامة تكاليف الوقود.
يستخدم المصنع هذه العملية الكفوءة طاقوياً لتجفيف كميات كبيرة من روث الماشية وتحويلها الى سماد عضوي مرخّص تحت اسم Organic Matter Fertilizer يستعمل لزيادة إنتاج المزروعات. وأثبتت التجارب أن هذه الأسمدة الحبيبية المركزة تعطي محاصيل تعادل تلك التي تعطيها الأسمدة الكيميائية، ما يجعلها مثالية للمزارعين العضويين. ويقع المصنع وسط مزرعة لقطيع أبقار يضم 25 ألف رأس، على بعد 50 كيلومتراً شرق مدينة كالغاري. وهو ينتج أيضاً كهرباء تكفي استهلاك أكثر من 3000 منزل في مقاطعة ألبرتا.
كريستيان كارين، مؤسسة الشركة ورئيسة مجلس إدارتها، هي التي ابتكرت الفكرة بهدف حل مشكلتين: الأولى، استخدام الروث بطريقة أكثر فعالية من طرحه على الأراضي الزراعية أو تسبيخه مع ما يرافق ذلك من انبعاثات غازات الدفيئة وعوامل مسببة للأمراض وانتشار الأعشاب الضارة. والثانية، استبدال مواقد التجفيف التقليدية العالية الحرارة بعادم توربين كهربائي لخفض تكاليف التشغيل.
وقالت كارين إن هذه التكنولوجيا يمكن تطبيقها أيضاً لمعالجة روث الأغنام والماعز والدجاج، وكذلك النفايات العضوية الصلبة ومخلفات الحقول والبساتين.
كادر
تكنولوجيا ''إرث رنيو'' لتجفيف الروث
يبين هذا الرسم دخول الروث من حظائر تربية الأبقار الى مصنع التجفيف المجاور.
مالك قطعان الأبقار مسؤول عن تسليم المصنع، على كلفته، حمولة 15 الى 25 شاحنة من الروث يومياً، تدخل مبنى التهيئة حيث يتم اعدادها لعملية ''الطبخ'' في الفرن.
بعد خروج الروث من الفرن يدخل الى منطقة المعالجة حيث يتم تحويله الى كريات أو حبيبات أو مسحوق وفقاً لطلبات الزبائن، ومن ثم يرسل للتخزين.
يتسلم الزبائن السماد العضوي الجاف غالباً في موقع المصنع.
وقد تم إنشاء عدة مصانع مماثلة منذ افتتاح المصنع الأول. وهي توفر لأصحاب المزارع الخدمات الآتية:
- التخلص من الفضلات بكلفة أقل.
- تخفيض البصمة البيئية والأخطار التي تلحق بالمياه الجوفية.
- تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة.
- تخفيض المسؤولية والأخطار الماثلة في مداولة الفضلات الحيوانية وتسرباتها.
- تخفيض تكاليف البنى التحتية للمياه المبتذلة، وانتفاء الحاجة الى مطامر.