من قال ان المجتمع الكويتي ليس منتجاً؟ غير صحيح، فالكويت دولة منتجة، وتضاهي أعلى المعدلات عالمياً في انتاج... النفايات!
هذا ما تؤكده احصائية صادرة عن ادارة النظافة في بلدية الكويت، أوضحت أن كمية النفايات السكانية التي "ألقى" بها الكويتيون خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي بلغت أكثر من 88 ألف طن، واستناداً الى الارقام، فان معدل كمية النفايات للفرد في الكويت يعتبر واحداً من أعلى المعدلات في العالم. ويبلغ معدل النفايات الفردية 750 كيلوغراماً في الولايات المتحدة، و707 في دبي، و650 في كندا، و420 في ألمانيا و380 في اليابان، و300 في بريطانيا، اما في الكويت فالرقم يتجاوز 900 كيلوغرام تقريباُ.
وبواسطة معدل النفايات يمكن قراءة طبيعة المجتمعات وسلوكها، حيث تنتمي الكويت الى النمط الاستهلاكي المفرط، كما في اوروبا وكثير من الدول ذات الدخل المرتفع للافراد. لكن هذه الدول، ومن بينها الكويت، تواجه تحديات لايجاد بيئة نظيفة عموماً، علماً أن غياب الانظمة الفعالة للادارة البيئية، والبنى التحتية لادارة النفايات، والحجم المتزايد للنفايات، وبخاصة الصناعية، تشكل خطراً لا يمكن تجاهله.
الطريف في الامر أن النفايات في الكويت لا تبدو كذلك في بعض الدول. فعلاوة على النفايات المنزلية المتخمة بالمواد الاستهلاكية وبقايا الاطعمة، هنالك السيارات المهملة والكهربائيات التي يمكن اعادة تأهيلها والاستفادة منها، لكنها تحال الى التقاعد باكراً، ويتم الاستغناء عنها بعد استهلاكها لسنوات قليلة. وحتى على مستوى الاطعمة، يبدو واضحاً البذخ في البيت الكويتي، والتبذير المفرط، لدرجة انشاء جمعية مرخصة لاستقبال فائض الاطعمة، تسعى الى تجميع الاطعمة والملابس وكل ما يستغني عنه الكويتيون وتقديمه لاسر مستفيدة. ومعلوم أن المواطنين يستهلكون في بعض الاشهر كميات ضخمة من الطعام بصورة استثنائية، كما في شهر رمضان، حيث يبلغ الاستهلاك ذروته، وكذلك البذخ، اذ يقدم على الموائد ما يزيد على 15 صنفاً من مختلف الانواع، معظمها يتحول أخيراً الى نفايات.
ويستفيد البعض من هذه النفايات بصورة أو باخرى، حتى انتشرت أخيراً ظاهرة فريدة، اذ يعمل الكثيرون بلا كلل لجمع المعلبات وسواها، وبيعها لبعض المصانع والشركات لاعادة تدويرها وانتاجها. لذلك، فان مستقبل صناعة اعادة التدوير باهر في البلاد في ظل الاستهلاك الوطني المتخم... الا اذا استطاعت الحكومة اعادة تدوير سلوك المواطنين للتخلي عن بعض العادات التي أوصلتنا الى العالمية، من باب... النفايات!
|