الدكتور سومثاي ونغتشارين مهووس بمكبات النفايات. يقول بحماسة: "انها مناجم عجائبية لا تفرغ أبداً لأن الناس يملأونها على الدوام. وهي لا تحتاج الى تنقيب أو منشآت، ويمكن العثور عليها في أي مكان".
في العام 1974، بدأ يجمع النفايات مع زوجته في شاحنة بيك ـ أب، ويشتريها من أطفال في مقابل قطع حلوى، ثم يبيعها محققاً دخلاً بلغ في حينه 55 دولاراً في اليوم. وبعد ثلاث سنوات أصبحت لديه ورشة لفرز الخردة. وهو يدير حالياً مصنعاً لفرز النفايات وإعادة تدويرها في مدينة ثاثونغ في شمال تايلاند، كما يدير نحو 50 فرعاً لمحطة ونغبانيت للفرز واعادة التدوير التي أسسها، منها فرع في لاوس المجاورة.
عماله الذين يجمعون النفايات يقودون دراجاتهم الثلاثية العجلات من تجمع سكني الى آخر، ويشترون النفايات الورقية والبلاستيكية والمعدنية وغيرها من المخلفات الصالحة لاعادة التدوير. وانطلاقاً من مبدأ أنه لا يستطيع أبداً جمع نفايات كافية، ينظم ونغتشارين دورات تدريبية للسكان المحليين ورجال الأعمال، ويشغّل مزيداً من سائقي الشاحنات وتجار الخردة وجامعي النفايات من المكبات، الى جانب ادارات المدارس ومرافق جمع النفايات البلدية. كما أقنع المسؤولين عن المعابد والمؤسسات الأهلية بأن ينهضوا بأعباء مؤسساتهم من خلال ادارة "بنوك" نفايات تدر عليها المال.
يرى ونغتشارين أن كل شيء تقريباً يمكن اعادة تدويره. يقول على سبيل المثال: "كان الاعتقاد سائداً في الماضي أن قشور جوز الهند نفايات مزعجة لا نفع منها. لكن تحميصها في براميل أو حفر في الأرض ينتج عنه كربون منشَّط يمكن استعماله لمعالجة المياه المبتذلة وامتصاص الروائح وحتى لصنع أقلام الرصاص". ويضيف: "اننا نبيع قناني المشروبات الى معامل التقطير، والزجاج الى مصانع الزجاج، والخشب الى ورش صنع الأثاث، وحمض البطاريات المستعملة الى محطات معالجة المياه المبتذلة. وشعارنا: "لا تضيِّعوا شيئاً".
سلسلة محطات "ونغبانيت" في تايلاند فازت هذه السنة بجائزة Worldaware Business الدولية لفئة البنية التحتية، واعتبرتها لجنة التحكيم "مثالاً ممتازاً لبرنامج إنمائي مستدام". وينوي ونغتشارين التوسع أبعد من تايلاند والانتشار في آسيا. وهو مصمم على شراء وبيع ما لا يقل عن 30 في المئة من نفايات بلاده بحلول سنة 2007.
|