Saturday 30 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
الخرطوم ـ "البيئة والتنمية" الجراد يزحف!  
كانون الأول (ديسمبر) 2003 / عدد 69
 توفي 12 شخصاً على الأقل في وسط السودان من جراء انتشار الأمراض التنفسية التي تسبب بها غزو أسراب هائلة من الجنادب والجراد. وأسفرت الحالة عن إدخال نحو 1700 شخص إلى المستشفيات في أواخر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، مصابين بضيق التنفس ونوبات الربو والحساسية. سجل معظم الاصابات في واد مدني، ثاني أكبر المدن السودانية على بعد 175 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم. وتشهد المدينة حالات غزو سنوي لأسراب الجراد، بيد أن الهجمات السابقة لم تكن بهذا الحجم. وأعلنت الحكومة السودانية أن الوضع "حالة وباء".
ربط الاختصاصيون الاصابات بالهورمون السام الذي تفرزه الجنادب الحمراء والجراد أثناء موسم التزاوج. ولم تستبعد منظمة الصحة العالمية إمكانية تفشي الأمراض التنفسية من جراء حساسية مرضى الربو لهذا الهورمون.
وقد عاشت مدينة واد مدني حالة من الرعب طوال أيام بسبب غزو كاسح شنته عليها أسراب الجراد، فتحولت الى ظلام دامس بعدما اضطر السكان الى إطفاء الأنوار كي لا تجتذب الحشرات. ودفعت الحالة بالمئات من أهالي المنطقة للرحيل الى المدن المجاورة. وأعلنت حالة التأهب القصوى في المدينة التي تحتضن "مشروع الجزيرة"، أكبر المشاريع الزراعية في السودان، حيث جرى استنفار طلاب المدارس والجامعات وسكان المنطقة لمكافحة أسراب هذه الحشرات الماحقة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وجهت في 20 تشرين الأول (اكتوبر) تحذيراً الى حكومات البلدان المتضررة بالجراد الصحراوي ومجموعة الدول المانحة، جاء فيه أن موجات من هذا الجراد قد تهدد المحاصيل الزراعية في موريتانيا والسودان والنيجر. وأفادت أن أسراباً من الحشرات المهاجرة باستطاعتها أن تدمر المحاصيل عند تحليقها بأعداد كبيرة بحثاً عن شيء تلتهمه.
والمعروف عن الجراد الصحراوي أنه يتواجد انفرادياً على شكل حشرات متفرقة. غير أنه حين تكون الأحوال الجوية مؤاتية، مثلاً بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار واعتدال درجة الحرارة، بمقدوره أن يتزايد سريعاً. وما ان ينتهي موسم الأمطار وينحسر الغطاء النباتي حتى يميل الى التجمع في بعض المناطق الخضراء المتبقية، فيبدأ بالتصرف كسرب. وحين يبدأ بالتمركز على شكل مجاميع يكون بلا أجنحة ويعرف باسم "النطاط". فيتحرك للبحث عن الطعام، ومن ثم ينمو ويتطور ويبدأ بتشكيل الأسراب التي قد تضم عشرات الملايين من الحشرات، فتنتشر فوق مساحة شاسعة ومسافات بعيدة تجتاز الحدود الدولية.
وهكذا، بعد عدة سنوات من الجفاف، أتاحت الأمطار التي هطلت بصورة استثنائية في موريتانيا للجراد الصحراوي أن ينمو ويزداد عدداً. فالمناطق الخضراء جفّت بشكل أسرع مما كان متوقعاً، الأمر الذي أدى الى تجمعه في ثلاثة مناطق رئيسية في وسط البلاد وغربها. وفي النيجر، أفادت التقارير أن كثافته وصلت الى 20 من الجراد النطاط لكل متر مربع. وفي السودان، حيث ظلت طائرات الرش في حالة تأهب، شوهدت أسراب من الجراد الناضج تضع البيوض على طول نهر عتبره.
وحذرت مجموعة الجراد الصحراوي في الفاو من أنه "اذا ما تفاقمت الحالة فإن الجراد المهاجر قد يرحل شمالاً عبر المنطقة شمال موريتانيا في اتجاه المغرب، ومن السودان في اتجاه البحر الأحمر، ومن مالي والنيجر في اتجاه الجزء الجنوبي من الجزائر".
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.