53 منطقة رطبة تحميها اتفاقية «رامسار» - محميات مائية في تونس
موائل مائية عذبة ومالحة تؤوي تنوعاً بيولوجياً غنياً وتعتبر ملاذات ومصادر غذاء لطيور مهاجرة وحيوانات ونباتات برية ومائية
نبيل زغدود (تونس)
أعلنت وزارة الزراعة التونسية مؤخراً ترسيم 15 منطقة رطبة ضمن اتفاقية «رامسار» الدولية، ليرتفع عدد المناطق التونسية المسجّلة في هذه الاتفاقية الى 35 منطقة بمساحة اجمالية تبلغ 800 ألف هكتار، من أصل 256 منطقة رطبة في البلاد. وتقع غالبية هذه المناطق في الشمال قريباً من الساحل. وتعنى «رامسار» بحماية الأراضي الرطبة وتشجيع استغلالها العقلاني، عن طريق الجهود الوطنية والتعاون الدولي.
تضم القائمة الجديدة سبعة سدود هي سيدي البراق وسيدي سعد ومرق الليل ووادي الأحجار وعبدالرحمن وعبدالمؤمن ووادي الرمل. كما تشمل شط القطار وخليج بوغرارة وجزر قرقنة والثالجة وقرعة طوزة ووادي دكوك وسبختي حلق المنزل وسيدي الهاني.
تتميز هذه المناطق بتنوعها البيولوجي، خصوصاً أنها تؤوي أنواعاً نادرة من الطيور ومناظر طبيعية تختلف باختلاف المناخ من الشمال الى الجنوب. وتتراوح المياه فيها بين العذب والمالح، ما يوفر موائل لتعشيش أصناف نادرة من الطيور، ومأوى لأنواع كثيرة من الحيوانات البرية والمائية والنباتات.
ويقول فوزي المعموري، منسّق الصندوق العالمي لصون الطبيعة في تونس: «للمناطق الرطبة أهمية كبيرة من الناحية العلمية، ويمكن أن تكون مختبرات بحث للعلماء. كما أنها تحدّ من الفيضانات، وتساهم في تعزيز النشاط الزراعي، خصوصاً السدود. وتمثل السباخ والبحيرات موائل للطيور المهاجرة والثروة السمكية».
على سبيل المثال، يمتاز سدّ سيدي سعد في محافظة القيروان وسط تونس، الذي تم إنشاؤه عام 1981، بإنتاجه الوفير للسمك. وتبلغ طاقة تخزينه 200 مليون متر مكعب من المياه، تستغل أساساً في الزراعة وتربية الأسماك.
ويعتبر سد سيـدي البراق، في مدينـة نفزة على بعد 70 كيلومتراً من العاصمـة تونس، من أكبر السدود في أفريقيـا، إذ تبلـغ طاقـة استيعابـه 264 مليـون متـر مكـعب. وهو محرك رئيسي للتنمية في المنطقة، فهو يخزن مياه الأمطار ويزود العاصمة بمياه الشرب، كما يتم استخدامه في تربيـة الأسمـاك التي أصبحت مـورداً رئيسياً لمدينة نفزة.
أما قرعة طوزة، التي تمتدّ على 1400 هكتار في الجنوب الغربي، فهي بحيرة من المياه العذبة الموسمية تحيط بها سلسلة من الجبال. وفيها مناظر طبيعية خلابة، تجعلها موقعاً مثالياً للسياحة البيئية في الصحراء. وهي من الأراضي الرطبة التي لم تتأثر بالنشاط الزراعي المتمثّل أساساً في غرس أشجار النخيل.
وتقع سبخة سيدي الهاني على بعد 25 كيلومتراً من مدينة سوسة، ومساحتها 8732 هكتاراً، وتعتبر من اكبر المناطق التونسية الرطبة. فيها نحو 200 الف طائر مائي، وتوفّر فضاء ملائماً لتعشيش الطيور. مياهها عميقة، خصوصاً في فصل الشتاء، لكنها تتبخّر في الصيف وتصبح كثيرة الملوحة وأحياناً مغطاة بطبقة من الملح.
وتستقبل المناطق الرطبة في تونس كل عام أكثر من 75 ألف طائر نحام (فلامنغو) و400 ألف من البط من مختلف الأنواع ومئات آلاف الطيور المائية الأخرى لقضاء فصل الشتاء أو للاستراحة أثناء هجرتها أو للتعشيش. كما تعيش فيها أنواع نادرة من الحيوانات والنباتات المتوطنة في البيئة المائية.