«هذا الإنجاز الكبير تقدمه مصر هدية تواصل حضاري بين الشعوب ولتنمية التجارة الدولية... قناة السويس الجديدة هدية مصر إلى العالم».

بهذه الكلمات دشن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قناة السويس الجديدة في 6 آب (أغسطس) 2015، إيذاناً ببدء ازدواج المجرى الملاحي فيها. وأضاف خلال كلمته في حفل الافتتاح الذي أقيم في الاسماعيلية بحضور دولي وعربي عالي المستوى: «ننتصر على الإرهاب بالحياة، وعلى الكراهية بالحب».

ووقع السيسي أمر بدء تشغيل القناة الجديدة، فدوّت صافرات البوارج التي عبرت متقاطعة في القناتين.

تربط قناة السويس البحر المتوسط بالبحر الأحمر، مشكِّلة أسرع طريق للملاحة بين آسيا وأوروبا، وموفرة ما معدله 15 يوماً من وقت السفر. وهي تشهد 8 في المئة من حركة الملاحة العالمية. وتديرها هيئة قناة السويس، المملوكة بالكامل للحكومة المصرية منذ تأميمها عام 1956.

ومشروع تطوير قناة السويس هو من المشاريع الكبرى للسيسي، الذي ركز في حملته الانتخابية على إنعاش الاقتصاد المصري المتدهور منذ اطاحة الرئيس الأسبق حسني مبارك إثر ثورة شعبية مطلع 2011. ويهدف تشغيل المجرى الجديد الى مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة. وتتوقع هيئة قناة السويس أن يكون في وسع نحو 97 سفينة عبور القناة يومياً بحلول 2023، أي ضعفا العدد الحالي البالغ 49 سفينة. وستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين، الأمر الذي سيخفض مدة انتظارها من 18 ساعة الى 11 ساعة.

يبلغ طول الممر المائي الموازي الجديد 35 كيلومتراً. وبالاضافة إلى 37 كيلومتراً من القناة الأصلية التي تم تعميقها وتوسيعها، يصبح الطول الإجمالي للقناة 72 كيلومتراً، تتيح للسفن الإبحار في الاتجاهين.

شارك في إنشاء القناة الجديدة نحو 45 ألف عامل، عبر 82 شركة مقاولات محلية وعربية وأجنبية أشرفت الهيئة الهندسية في القوات المسلحة على أعمالها. واستخدمت 4500 آلية في أعمال الحفر.

وكان الرئيس السيسي أمر عام 2014 بإنجاز الممر المائي الجديد خلال سنة، بدلاً من ثلاث سنوات كانت مقدرة لتنفيذه. ولتمويل هذا المشروع الضخم الذي بلغت كلفته 8,5 بلايين دولار، جمعت الحكومة المبلغ من المواطنين المصريين، الذين اشتروا سندات استثمار تدر أرباحاً فصلية بنسبة 12 في المئة.

وتأمل الحكومة أن يؤدي افتتاح القناة الجديدة الى زيادة الواردات السنوية لقناة السويس من 5,3 بليون دولار حالياً إلى 13 بليون دولار سنة 2023، وأن تساهم في خلق مليون فرصة عمل جديدة.

 

 

1887 ـ 1849 قبل الميلاد: باشر الفرعون المصري سنوسرت الثالث أول محاولة كبرى لوصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر عبر نهر النيل وروافده.

1310 ق.م: بعد التخلي عن «القناة» بسبب انسدادها بالغرين المترسب، أعاد الفرعون سيتي الأول فتحها.

610 ق.م: تم بناء قناة بين الفرع البيلوزي للنيل والطرف الشمالي للبحيرات المرة أثناء حكم نيخو الثاني.

522 ـ 486 ق.م: باشر ملك الفرس داريوس الأول مشروعاً لإعادة بناء القناة بعد أن أصبحت في حالة سيئة جداً. ويمكن مشاهدة قناة داريوس حالياً على طول وادي الطميلات.

285 ـ 246 ق.م: يروى أن بطليموس الثاني فيلادلفوس مدد القناة إلى البحر الأحمر.

98 ـ 117 ميلادية: بعد التخلي عن القناة خلال السنوات الأولى من الحكم الروماني، أعاد الإمبراطور الروماني تراجان بناءها.

640: أعاد عمرو بن العاص بناء القناة مرة أخرى بعد الفتح الإسلامي لمصر.

1799: فكر الإمبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت في بناء صيغة من قناة السويس الحديثة، لإحراز أفضلية تجارية استراتيجية على عدوة فرنسا بريطانيا. لكن تم التخلي عن الفكرة بسب سوء حسابات المساحين التي أدت إلى الاعتقاد أن فارق مستوى المياه بين البحر المتوسط والبحر الأحمر كبير جداً بحيث يتعذر النجاح في بناء القناة.

1833: أعربت مجموعة من المثقفين الفرنسيين تعرف باسم «سان سيمونيان» عن اهتمام متجدد بالقناة، مع أن والي مصر في ذلك الوقت محمد علي باشا  لم يهتم بالفكرة.

1846: كلفت المجموعة الفرنسية فريقاً بدراسة فكرة بناء قناة السويس.

1847: دحض المهندس المدني الفرنسي بول أدريان بوردالو المزاعم السابقة بأن الفارق في مستوى المياه بين البحر المتوسط والبحر الأحمر سوف يمنع اكتمال القناة. ولكن كانت هناك معارضة بريطانية قوية للمشروع المقترح، ولم يقتنع محمد علي بالفكرة.

1854: أقنع الديبلوماسي والمهندس الفرنسي الفيكونت فردينان دو ليسـيبس والي مصر سعيد باشا بالدخول في المشروع.

1858: أُسندت إلى «الشركة العالمية لقناة السويس البحرية» مهمة شق القناة بموجب اتفاقية تخوّلها تشغيل الممر المائي لمدة 99 عاماً، لتنتقل الملكية بعدها إلى مصر.

1859: بدأت عمليات الحفر في 25 نيسان (أبريل).

1862: تم إنجاز الجزء الأول من القناة.

1863: عُلق العمل في المشروع بعدما خلف اسماعيل باشا سعيد باشا.

1864: تم تأسيس لجنة دولية لحل المشاكل التي تواجه مشروع السـويس.

1869: أُنجزت قناة السويس في عهد الخديوي اسماعيل.

1875: اشترت بريطانيا حصصاً في القناة تملكها مصالح مصرية في مقابل نحو 400 ألف جنيه استرليني بسبب ديون خارجية.

1888: تم توقيع اتفاقية القسطنطينية التي سمحت لسفن جميع الدول بعبور القناة في أوقات السلم والحرب.

1936: تم توقيع المعاهدة الأنكلو ـ مصرية التي مكنت بريطانيا من الاحتفاظ بقوة عسكرية على طول منطقة قناة السويس.

1954: بعد مطالبة القوميين المصريين بأن تخلي بريطانيا القناة، وقع البلدان اتفاقية لمدة سبع سنوات تنص على أن تبدأ بريطانيا انسحاباً تدريجياً.

1956: قام الرئيس المصري جمال عبدالناصر بتأميم القناة، مما أدى إلى «العدوان الثلاثي» على مصر من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، فأغلقت القناة لمدة سنة.

1967: تم اغلاق القناة للمرة الثانية بسبب حرب مصر مع إسرائيل، وظلت مغلقة حتى 1975.

1975: أعيد فتح القناة للملاحة في 5 حزيران (يونيو).

2014: أعلنت هيئة قناة السويس المصرية في آب (أغسطس) خطة طموحة لتعميق القناة واستحداث ممر جديد بطول 35 كيلومتراً يتفرع من القناة الرئيسية.

2015: افتتحت قناة السويس الجديدة في 6 آب (أغسطس).