اجتاز هذا الرجل المحب للطبيعة معظم الدروب المنسيةفي لبنان مشياً على قدميه، كما جال في رحاب طبيعة 36 بلداً
قلة من محبي الطبيعة كرسوا حياتهم لها مثل شمعون مونّس. فهو ترجم تعلقه بالطبيعة منذ الصغر شغفاً بالتجوال الدائم في أرجائها ووسط تنوعها الحيوي.
مونّس متخصص بالأنثروبولوجيا (علم الإنسان) وخبير في اقتفاء الآثار الحيّة. وقد أسّس جمعية «طرق لبنان للقدم المخفية» حين كان في السادسة عشرة من عمره. وهو اجتاز معظم الدروب المنسية في لبنان مشياً على قدميه. لكنه جال أيضاً في رحاب طبيعة 36 بلداً، فصحَّت تسميته ابن بطوطة اللبناني.
يقصده محبو الطبيعة من كل الأعمار، فيقطعون معه عشرات الكيلومترات تجوالاً. المشي في الطبيعة معه يتخطى الترفيه الى التثقيف، باكتشاف خصائص طمسها الزمن بفعل الإهمال أو الانتهاكات البشرية. يختبر مرافقه دروباً تصل بين القرى، وطرقاً زراعية سلكها الأجداد لبلوغ بساتينهم وكرومهم. ويتعرف إلى الحيوانات البرية. ويكتشف العمارات الأثرية المنسية كالمعاصر والطواحين والمعابد. ويتوقف في القرى ليتعرف إلى تراثها والمميزات المحلية فيها.
وتتضمن الرحلات زرع بذور وشتول أشجار محلية كالصنوبر والزيتون والسنديان والخروب، وجولات حية للتعريف بأنواع النباتات وفوائدها ووجوب حمايتها، والتنبيه إلى الأخطار المحدقة بالطبيعة كتلوث المياه الجوفية والصيد الجائر والمفرقعات المسببة لحرائق تقضي على مساحات حرجية شاسعة سنوياً، وتنظيف الدروب لتكون مهيأة للمشي. وينظم مونس رحلات لطلاب المدارس والمعاهد في لبنان لتحفيزهم على النشاط الرياضي البيئي والتعرف إلى طبيعة بلادهم عن كثب.
يقول مونس إن النزهات في الطبيعة لا تهدف فقط الى المشي أو إلقاء نظرة عرضية، بل أيضاً إلى بث الوعي البيئي ونزع التلوّث الفكري الذي يعاني منه المواطن بفعل إهمال الطبيعة وعدم دخول البيئة جدياً في المناهج الأكاديمية.
للإتصال ولمعلومات عن جمعية «طرق لبنان للقدم المخفية»: www.freewebs.com/ chamounmouannes
|