Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
الجامعة الأميركية في بيروت تنتقل من القرن الـ 19 إلى القرن الـ 21  
أذار (مارس) 2004 / عدد 72
 تبدو الجامعة الأميركية من الجو بقعة خضراء وسط صحراء من الإسمنت ابتلعت بيروت. وهي اليوم على أبواب تنفيذ خطة تطويرية كبرى هي الأولى منذ تأسيسها عام 1866. "البيئة والتنمية" التقت رئيس الجامعة الدكتور جون واتربوري الذي أضح العناصر البيئية المستدامة في خطة التطوير.
وحضر اللقاء الدكتور معماري رئيس وحدة تخطيط وتصميم المرافق في الجامعة، والدكتور فريد شعبان الأستاذ في دائرة الهندسة الكهربائية ومنسق برنامج تدوير النفايات، والدكتورة نسرين غدار رئيسة دائرة الهندسة الميكانيكية، والدكتورة جالا مخزومي أستاذة تصميم الأراضي والإدارة البيئية في كلية الزراعة.
هنا أهم ما ورد في الحوار.
 
الجامعة الأميركية في بيروت موقع مثالي لجامعة في مدينة. لكن الكثير تغير منذ تأسيسها عام 1866. هناك اليوم مخطط توجيهي لتطوير حرم الجامعة كي يتماشى مع مقاييس القرن الحادي والعشرين. فأين موقع البيئة من هذا المخطط؟
جون واتربوري: المخطط التوجيهي يدعم رسالتنا الأكاديمية ويوفر البنية التحتية اللازمة لتأديتها، وفي الوقت نفسه يعزز الطبيعة الفريدة لحرم الجامعة. وهو يلحظ الحفاظ على التراث التاريخي في الحرم العلوي مع إعادة تأهيل حرم المركز الطبي، وتحويل الحرم الأسفل المتنوع حالياً، وحماية وتحسين الحرم الأوسط المزدان بالخضرة. وسيتم تجديد المباني والمنشآت القائمة وإعادة تأهيلها، وتخطيط مبان جديدة. وستشمل الإنشاءات الجديدة مركز تشارلز هوستلر الرياضي ومبنى كلية إدارة الأعمال الجديد ومنامات جديدة ومباني أكاديمية ومكتبات ومخازن ومواقف للسيارات تحت الأرض. أما مبنى المرصد، حيث التلسكوب عاطل عن العمل لفقدان إحدى عدساته، فيمكن تحويله إلى متحف علمي. وستتحول الطرق إلى معابر للمشاة. وستبذل عناية خاصة لإقامة مطلاّت يسرح عبرها النظر من الحرم الأعلى إلى البحر والى الجبال. وسيتم تحديث البنية التحتية للطاقة والمياه والمجارير للسنوات العشرين المقبلة على الأقل.
ما هي الخطة المعتزمة للتخضير وتحسين المنظر الطبيعي؟
الحرم الأوسط، الذي يربطه الناس بصرياً بالجامعة، هو حزام أخضر فريد يفصل بين الحرمين الأعلى والأسفل. وهو الجزء الأكثر انحداراً في الجامعة. ونحن بصدد وضع خطة لحمايته وتعزيز بيئة شرق - متوسطية مستديمة فيه. ولا نريد حديقة مصطنعة أو "إكزوتيك"، بل ستبدل بعض النباتات الموجودة بأخرى أكثر أمانة للبيئة المحلية، وقادرة على البقاء بحد أدنى من الماء وتدخل الإنسان. سنحافظ على قسم من الحرم الأوسط في حالته البرية الجميلة كما هو الآن مع تشجيع تكاثر النباتات المحلية. نريد أن يصبح الحرم برمته رقعة بيئية حية ممثلة للبنان وشرق المتوسط.
ما هو الوضع الحالي لاستهلاك الطاقة في الجامعة، وكيف سيتم تحسينه؟
الإنارة وتكييف الهواء يستهلكان كمية ضخمة من الكهرباء. وكفاءة الطاقة في المباني القائمة والجديدة عنصر مهم في المخطط التوجيهي. وتنفذ حالياً خطة للاقتصاد بالطاقة في المباني القديمة. فأجهزة تحسس الحركة تتولى إطفاء الأنوار. ومكيفات الهواء في غرف الدراسة تشتغل عندما يكون الطلاب في داخلها وتتوقف عندما تصبح فارغة. وفي المباني الجديدة، نفكر في اتباع أساليب جديرة بالاهتمام، مثل مراعاة الكفاءة الحرارية في البناء، وتخفيف امتصاص أشعة الشمس على الجانب الغربي، وتركيب لاقطات شمسية لتسخين الماء خصوصاً في المركز الرياضي، وإقامة "سقالات" على السطوح تمتد عليها دوالي العنب على الطريقة اللبنانية التقليدية فتوفر عازلاً حرارياً وتبريداً طبيعياً. في المباني الجديدة، لدينا فرصة لإثبات جدوى ممارسات الاقتصاد بالطاقة، نأمل أن تستفيد منها مشاريع أخرى في لبنان والمنطقة العربية.
وضعت مؤخراً مقاييس لعزل المباني بهدف تأمين الطاقة، وفق مناطق مختلفة في لبنان. وقد أظهرت دراسة قيد الإنجاز أن الزجاج المزدوج، مثلاً، لا حاجة إليه على ارتفاع يصل إلى 300 متر فوق سطح البحر. هل ستؤخذ هذه المقاييس في الاعتبار لدى تصميم المباني الجديدة؟
الزجاج المزدوج قد لا يكون لازماً لعزل الحرارة، لكنه قد يكون ضرورياً للعزل الضوضائي في بعض المباني المتاخمة للشوارع المزدحمة. الخطة الرئيسة تضع الآن خطوطاً توجيهية، ونحن نعتزم الوفاء بجميع المعايير الأميركية الخاصة بكفاءة الطاقة، وحتى القيام بما هو أفضل منها. وقد اتبعنا القواعد العالمية الخاصة بالاستهلاك الأكفأ للطاقة والمياه. وسوف نستخدم معدات خافتة الضجيج، وتجهيزات إنارة كفوءة، ولاقطات شمسية، كما سنقوم باعادة تدوير "المياه الرمادية". وتتولى دائرة الهندسة، بالاشتراك مع فريق الأبحاث الخاص بالخطة الرئيسية، العمل على إعداد تصاميم لأبنية "ذكية" ومقتصدة بالطاقة. كما أن طلاباً قدموا تصاميم مدهشة لبعض المباني الجديدة، سوف تُعتمد بعد إدخال تعديلات عليها لجعلها أكثر اقتصاداً بالطاقة.
ماذا عن تخفيض استهلاك المياه؟
تجهيزات السمكرة والنية التحتية لتمديدات المياه والمراحيض في مبانينا القديمة تعود إلى زمن بعيد، وهي مهدرة جداً للمياه. وعند إعادة تأهيل هذه المباني، مثل مبنى فاندايك (كلية العلوم الصحية) الذي أنجزناه العام الماضي، تقام البنية التحتية كلها وفق القواعد العالمية العصرية. أما في المباني الجديدة، فسوف يتم تركيب أحدث وأكفأ التمديدات والتجهيزات المائية. لكنني لست متأكداً مما سنعتمده كحل منهجي لحاجاتنا المائية على المدى البعيد. إلى أي مدى يمكننا إعادة استعمال وتدوير المياه الرمادية بطريقة اقتصادية؟ هل سنعتمد تقنية التناضح العكسي (reverse osmosis) لاسترداد كمية معينة من المياه؟ هل بامكاننا استغلال المياه الجوفية المتاحة تحت حرمنا بدل إمداداتنا من المصادر البلدية؟ إننا ندرس جميع هذه الاحتمالات، محاولين إيجاد توازن بين الجودة ورخص الثمن. اني أفكر كيف سيكون وضع الكهرباء والمياه بعد 20 سنة، والى أي مدى يجب أن نكون مكتفيين ذاتياً أو معتمدين على الشبكة العامة. حالياً نقوم بمعالجة مياه الشفة بالكلور والأشعة فوق البنفسجية، وتزويد المراحيض بحنفيات حديثة تنقطع مياهها تلقائياً فور إزالة اليدين من تحتها. ونحاول تعزيز الوعي من أجل استهلاك أفضل. وتتم مراقبة أماكن التسرب وتشجيع الناس على الإبلاغ عن أي تسربات. بهذه الوسائل، ورغم نمو أسرة الجامعة بنسبة 10 في المئة، انخفض استهلاك المياه بنسبة 10 في المئة.
لديكم برنامج لإعادة تدوير النفايات، وهذا نادر في لبنان.
برنامج إعادة التدوير في الجامعة برنامج ناجح نأمل أن نراه ينتشر إلى خارج حرمنا. فالجامعة يمكن أن تكون نموذجاً لهذه الممارسة، سواء كمؤسسة أكاديمية أو ككيان اجتماعي متكامل. بدأ برنامج التدوير بفرز الورق في ربيع 1998، وأصبحت جميع أنحاء الجامعة مجهزة بصناديق خاصة للورق. ووضعت آلية رسمية للجميع بالتنسيق والتعاون بين الوحدات الإدارية والأكاديمية المختلفة. والمرحلة الثانية كانت إعادة تدوير الزجاج والألومنيوم، وقد انطلقت في آذار (مارس) 2000. وبدأت المرحلة الثانية في شباط (فبراير) 2001، وتشمل أشرطة وعبوات حبر الطابعات في جميع مراكز الكومبيوتر والمكاتب والصفوف. ويتولى متعهد من خارج الجامعة أخذ هذه المواد الصالحة للتدوير لقاء ثمن محدد يعود ريعه إلى عمال النظافة وحملة إعادة التدوير. ومع نهاية العام 2003 استطاع برنامج إعادة التدوير الجامعة إعادة تدوير 310 أطنان من الورق والكرتون، مما يعني من حيث الحفاظ على 5270 شجرة و4.914.134 ليتراً من المياه و1302 ميغاواط ساعي من الكهرباء و747 متراً مكعباً من المطامر. كما أعيد تدوير 13 طناً من الزجاج و400 كيلوغرام من علب الألومنيوم و750 عبوة حبر لطابعات الكومبيوتر. والآن تخطط لجنة إعادة التدوير لتوسيع المشروع ليشمل مواد أخرى مثل البلاستيك وأفلام التصوير بالأشعة السينية (إكس) ومحاليل تظهير الصور الملونة وسوائل التونر (toner) والبطاريات. وتنتشر صناديق فرز النفايات في أنحاء الحرم. ويقام احتفال سنوي تعبيراً عن شكر عمال النظافة لإسهامهم في مشروع إعادة التدوير. وقد رعينا سباق "رالي بايبر" في الحرم ركزت على مواضيع إعادة التدوير والبيئة. ما يحصل هو أن 25 في المئة من طلابنا يتخرجون كل سنة ويصبحون أشخاصاً مرموقين في مجالات تخصصهم وصانعي قرار في اشركات والهيئات الحكومية. ونحن نريد إعطاءهم هذه "الحقنة" الصالحة بحيث يروجون الأساليب الخضراء أينما ذهبوا. (موقع البرنامج على الانترنت www.aub.,edu.lb/~weburp)
وماذا عن نفايات مستشفى الجامعة؟
أنتم تعرفون المشكلة العامة. لدينا محرقة، لكننا نريد التحول إلى تكنولوجيات أخرى حديثة، مثل تعقيم جميع النفايات الطبية بطريقة الـ autoclaving أو معالجتها ببخار شديد الحرارة. وهذا يسفر عن نفايات غير ضارة يمكن التخلص منها في المطامر البلدية. لكن القوانين اللبنانية لا تسمح لنا حتى الآن بالتخلص من هذه النفايات المعالجة. أما النفايات المشعة فيتم تداولها بطريقة مختلفة، إذ نحافظ على نظام فعال لتتبع جميع المواد المشعة المستعملة في المستشفى، ولدينا مدير للأخطار الصحية البيئية يتولى الإشراف على استعمالها. سعينا يتركز حالياً على تعقيم النفايات الطبية والتخلص من الحصيلة، فلا يمكننا رمي النفايات من دون تعقيم في المستوعبات البلدية.
صحيح، هذا لا يجوز، لكن مستشفيات أخرى تفعل ذلك.
لا نريد مخالفة القانون. نأمل أن يسوي التشريع اللبناني هذه المسألة. لقد تعهدت وزارة البيئة بتعديل القانون المنظم بحيث يسمح للمؤسسات التي تتولى أعمال التعقيم بأن تتخلص من نفايات المستشفيات المعالجة في مطامر نظامية وليس في مطامر خاصة هي غير موجودة. حالياً المحرقة هي الوسيلة المعتمدة.
سكن الجوار يشكون، فالناس لا يريدون المحرقة على مقربة منهم.
لقد أصلحنا المحرقة وتم تحسين كثير من النقاط. لا أريد أن أستشير جيراننا مرة أخرى. اشترينا محرقة جديدة منذ ثلاث سنوات، لكننا لم نحصل على رخصة لتشغيلها، وهي تقبع الآن عاطلة عن العمل في مزرعتنا في البقاع. كنا نحاول تشغيلها هناك وأخذ نفاياتنا الطبية إليها من بيروت، وإن يكن هذا حلاً غير عملي، ولكن الاعتراضات واجهتنا من السكان حول المزرعة. الوضع الآن هو الآتي: لدينا محرقة جديدة (مضى عليها الآن ثلاث سنوات) ولا ترخيص لتشغيلها، ومحرقة قديمة ليست ذات كفاءة عالية ولكن لدينا ترخيص لتشغيلها. ولا نستطيع التحول إلى تكنولوجيا جديدة، إذ لا يمكننا التخلص من النفايات الناتجة عنها. وهكذا فاننا عالقون ولا نستطيع التحرك بأي اتجاه. وقد تفاوضنا مع ثلاثة مستشفيات أخرى - اوتيل ديو والمقاصد والقديس جاورجيوس (الروم) - لنكوّن نوعاً من اتحاد للمستشفيات "الكبرى الأربعة"، بحيث يتولى مرفق واحد التعامل مع جميع نفاياتها الطبية.
تشهد الزراعة العضوية الخالية من الكيماويات نمواً متسارعاً في العالم. هل تعطى اهتماماً كافياً في كلية الزراعة؟
هناك اتجاه جدي لتشجيع هذه الزراعة. وتروج الكلية للمأكولات الصحية والمنتجات العضوية. ويعمل بعض الأساتذة على إدارة متكاملة للآفات. لقد أقمنا منذ أربع سنوات حظيرتين لتربية الدواجن تابعتين لمركز الأبحاث والعلوم الزراعية في مزرعة الجامعة في البقاع، وتشكل مواد البناء المستخدمة فيهما خط الدفاع الأول في عملية التبريد والتدفئة المستدامة، وتوفر أفضل عزل ممكن للحرارة. ودرجات الحرارة في كلا الحظيرتين تضبطها أنظمة تبريد بخاري، شائعة الاستعمال في البيوت المحمية. ويجفف السباخ الناتج عن الحظيرتين ويجمع ويخزن لاستعماله سماداً عضوياً في المزرعة. ويزداد اهتمام المزراعة بالممارسات الزراعية المستدامة بيئياً. وقد تم الاحتفاظ بمساحة واسعة من الحقول التجريبية لأجل الزراعة العضوية. ويخضع استعمال الكيماويات لمراقبة متأنية، بهدف تقليل الأسمدة والمبيدات الكيميائية من جهة، وإجراء أبحاث حول بدائل طبيعية وبيئية لها من جهة أخرى. ولدينا مشروع "السلة الصحية" الذي يشارك فيه آلاف المزارعين في القرى اللبنانية، مثل اليمونة والقرعون وعرسال، حيث لم تتعرض التربة للأسمدة والمبيدات الكيميائية مما يسمح بإنتاج محاصيل عضوية. إننا نعالج مشاكل هؤلاء المزارعين ونرشدهم حول كيفية التعامل مع الآفات من دون كيماويات ونساعدهم على تسويق محاصيلهم. والسلة الصحية، التي تحوي إنتاجهم العضوي، ترسل بانتظام إلى مئات الزبائن المشتركين في بيروت ومدن أخرى. لكننا بحاجة إلى مؤسسة مرخصة تصدر شهادات للمنتجات العضوية، لا أعتقد أن هناك واحدة في لبنان.
بلى، مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة يمنح شهادات معترفاً بها عالمياً للمنتجات العضوية.
هذا جيد. وأود أن أشير أيضاً الى أن مركز الأبحاث في مزرعة الجامعة يقوم بتطوير سلالات مقتصدة باستهلاك المياه ومقاومة للآفات والملوحة. ومزرعة الدجاج الجديدة التي أقمناها نموذج رائد للمباني المستدامة، اذ أنها مجهزة بأنظمة للتبريد الطبيعي، يمكن رفدها بتبريد آلي عند الحاجة.
هل تعطى مقررات تعليمية أو تجرى أبحاث ذات علاقة بالبيئة خارج كلية العلوم البيئية؟
هناك مجموعة من المقررات التعليمية التي تدرّس في كلية الهندسة والعمارة، حيث يتم التركيز على كفاءة الطاقة والتخلص من النفايات وتحسين المناظر الطبيعية والإدارة البيئية وتقييم الأثر البيئي. وقد باشرنا عام 1992 مقرراً تعليمياً حول الأثر البيئي لأنظمة في كلية الهندسة والعمارة، وقد ثبت أنه لقي اقبالاً كبيراً من طلاب الهندسة الكهربائية والميكانيكية. ويقدم طلاب الهندسة كل سنة أكثر من عشرة مشاريع تتعلق بالطاقة المتجددة واستدامة الطاقة. وهذه المشاريع ليست نظرية فحسب، إذ يقوم الطلاب ببناء نماذج ويقيسون الكفاءات. تاريخياً، يعتبر المهندسون المدمرين الرئيسيين للبيئة. فهم يتولون تصميم وتنفيذ المشاريع، من مصانع الطاقة إلى المنشآت المدنية والطرقات. نحن نود تغيير هذه الصورة القاتمة. وإحدى الوسائل تعليم طلاب الهندسة تأثيرات قرارتهم وأفعالهم على البيئة وكيف ينبغي أن يتعاملوا مع التنمية المستدامة. الأبحاث مستمرة في هذا المجال. وفي العام الماضي حصلت مجموعة أبحاث الطاقة في الجامعة على هبة بقيمة 100.000 دولار من أحد أمنائها - رأي إيراني - لإجراء أبحاث حول أمور تتعلق بالطاقة. ويجري فريق هندسي متخصص أبحاثاً حول نوعية الهواء، ولكن ليس لديه الأجهزة اللازمة لإجراء مراقبة مستمرة، وإنما فقط الأخذ العينات. وقد أخذنا مبادرة لمحاولة تأسيس شبكة وطنية لمراقبة الهواء، لكن لم تأخذ سبيلها إلى الانجاز. وتدور دراسات أخرى حول كفاءة الطاقة وتصميم مواقد ريفية واختبار توربينة هوائية لتوليد الكهرباء.
هل مباني الجامعة خالية من الدخان؟
نعم، التدخين ممنوع في كل المباني باستثناء طوابق محددة في المنامات ومساكن الأساتذة. وفي الكافيتريا أجهزة لكشف الدخان تعمل على مدار الساعة. أعتقد ان سلوكيات المجتمع تتغير في هذه المسألة وتتجه نحو التقليل من التدخين. من جهة أخرى، لا يسمح للسيارات بالتجول في حرم الجامعة، في ما عدا سيارات الخدمة. انه للمشاة فقط. وأود أن أشير أيضاً إلى عملية تصفية السخام التي نفذناها في محطة توليد الكهرباء، لقد ركبنا فلاتر، والسخام يتحول الآن إلى رماد يجمع على قاعدة المحطة. ويتم جمع كيلوغرامات من هذا الرماد كل شهر. وقد يكون استعماله رمزياً فكرة جيدة، فهو شبيه بالإسمنت، ويمكن خلطه بالخرسانة.
ما هي النشاطات التي يساهم بها نادي البيئة في الجامعة؟
أريد أن أنوه بنشاطات نادي البيئة. فالأعضاء يشاركون بغرس الأشجار داخل الحرم وخارجه، وينظفون الشواطئ (حملة الأزرق الكبير). ويبادرون إلى التعاون مع الجمعيات الأهلية والمدارس والجامعات الأخرى. وهم الآن يناقشون مسألة النفايات الصلبة وما يجب عمله بكمياتها الكبيرة. في الولايات المتحدة، تفرض البلديات غرامات على الجامعات التي لا تدور نفاياتها الصلبة. ولقد بادر نادي البيئة مؤخراً إلى تكريس حرم الجامعة محمية للطيور، باعتباره يضم أكبر منطقة خضراء آمنة في بيروت. وكجزء من المشروع، تم تعليق 50 عشاً على الأشجار في مواقع مختلفة، تلتها حملة إعلامية في أنحاء الجامعة.
أنت تهوى مراقبة الطيور، وتقصد أماكن مختلفة في لبنان لهذا الغرض، هل هناك هواة مثلك في لبنان؟
إنها هواية ممتعة للغاية. فبامكانك مراقبة مئات الأنواع، خصوصاً في الجامعة. بعض الطيور المهاجرة تأتي مرة في السنة من أماكن بعيدة آلاف الكيلومترات. لكنني لا أعرف إلا قليل من مراقبي الطيور في لبنان. أحمل منظاري معي، فيسألني الناس: هل أنت تتجسس على شيء ما؟ 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.