أطلقت وزارة العلوم والتكنولوجيا في الصين دليلاً وطنياً لتوفير الطاقة في البلاد، يروج لهدفين هما الاقتصاد بالطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية. ويتناول 36 فئة من وسائل المعيشة التي يمكن للسكان أن يخفضوا استهلاكهم للطاقة فيها، تراوح من النشاطات المنزلية والأكل الى النقل وغسل الملابس. وهو يحدد لكل فئة مقدار الوفر الطاقوي الذي يمكن تحقيقه من خلال اتخاذ اجراءات محددة، وما يرافقها من خفض للانبعاثات.
الدليل يبين كيف أن تغيرات صغيرة في نمط الحياة يمكن أن تؤدي الى وفر طاقوي ملحوظ. فعلى سبيل المثال، انقاص الثياب التي يشتريها الفرد سنوياً قطعة واحدة يمكن أن يوفر نحو 2,5 كيلوغرام من مكافئ الفحم ويخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون 6,4 كيلوغرامات. ومن النصائح ''الخضراء'' الأخرى اختيار غسالات ملابس وثلاجات مقتصدة بالطاقة، واستعمال مصابيح فلورسنت مدمجة، واستخدام الطاقة الشمسية ووقود الميثان في المناطق الريفية، وركوب الدراجات ووسائط النقل العام بدلاً من قيادة السيارة. بل في إمكان المستهلكين توفير الطاقة حتى من خلال التقليل من شرب الكحول والتدخين.
وأعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا أن الوفر في الطاقة سوف يزداد بشكل حاد إذا بذل واحد من كل من 50 صينياً، أي نحو 25 مليون شخص، جهداً للاقتصاد في استهلاك الطاقة. وقال الوزير وان غانغ: ''الصين بلد كبير يربو عدد سكانه على 1,3 بليون نسمة. وان تغييراً مهما كان صغيراً يصبح كبير الأهمية لدى ضربه بعدد السكان''. وإذا طبق كل صيني مجموعة الاجراءات الواردة في الدليل، فإن ذلك سوف يوفر مكافئ 77 مليون طن من الفحم كل عام ويبعد عن الغلاف الجوي نحو 200 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون.
ارتفع مستوى معيشة معظم الصينيين سريعاً نتيجة نمو اقتصادي كبير خلال السنوات الأخيرة. وازداد الى حد بعيد الطلب على الطاقة لتلبية احتياجات اتساع المساكن واستعمال الأدوات الكهربائية والنزعة الاستهلاكية المتعاظمة. ففي عام 2004 مثلاً، شكل استعمال الطاقة الاستهلاكية 24 في المئة من اجمالي الاستعمال في البلاد، ما يعادل 530 مليون طن من الفحم وزيادة 9,9 في المئة عن السنة السابقة.
وضعت الحكومة الصينية هدفاً بخفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 20 في المئة بحلول سنة 2010. وفي النصف الأول من عام 2007، انخفض استهلاك الطاقة لكل وحدة 2,8 في المئة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة السابقة. لكن استهلاك الكهرباء لكل وحدة من الناتج المحلي الاجمالي زاد 3,6 في المئة، بحسب المكتب الوطني للاحصاءات.
ويأتي إصدار الدليل الجديد ضمن حملة وطنية لتوفير الطاقة أطلقتها اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح في الصين و16 دائرة حكومية أخرى.
|