حققت الخطوط الجوية النيوزيلندية أول رحلة تجارية اختبارية استخدم فيها وقود حيوي ''مستدام'' من الجيل الثاني، انطلاقاً من مطار أوكلاند كبرى مدن نيوزيلندا. قامت بالرحلة في كانون الأول (ديسمبر) 2008 طائرة من طراز ''بوينغ 747" مزوّدة بمحرك ''رولز رويس''، مستخدمة مزيجاً نصفه من وقود بذور الجاتروفا ونصفه من وقود الطائرات Jet A1.
واعتبر روي بكفورد، وهو باحث في جامعة ولاية فلوريدا الأميركية وخبير في تطوير المزارع المستدامة، أن ''هذا بيوديزل متفوق''. وأكـد الربـان ديف مورغان أن أداء الطائرة كان مطابقاً لأداء الطائرات التي يستخدم فيها الوقود التقليدي. وقد خضعت الطائـرة خلال الرحلة التي استغرقت ساعتين لسلسلة اختبارات على ارتفاعات مختلفـة. ويعكف مهندسو الشركة على تقويم محركاتها لدراسة أية تغييرات ربما نجمت عن استخدام الوقود الحيوي.
بعكس الذرة ومصادر أخرى للوقود الحيوي، فان الجاتروفا Jatropha curcas لا تنافس المحاصيل الغذائية على الأراضي الزراعية، وتنمو حتى في أسوأ أنواع التربة.
ويبلغ ارتفاع الشجيرة ثلاثة أمتار، ويستخلص من بذورها زيت غير صالح للاستهلاك البشري لكنه نظيف الاحتراق. وتنتج كل بذرة من الزيت ما بين 30 و40 في المئة من حجمها.
وهذه الشجيرة متوطنة في منطقة الكاريبي، ونقلها الى الهند في القرن السابع عشر بحارة برتغاليون استعملوا بذورها لانتاج زيت إنارة يدوم إحراقه مدة طويلة. وقد خصصت الهند 40,5 مليون هكتار لزراعة الجاتروفا، وتتوقع أن يشكل زيتها 20 في المئة من استهلاكها للديزل بحلول سنة 2011. كما تبدي أوستراليا والصين والبرازيل وكينيا اهتماماً بهذه النبتة.
ويطلق وقود الجاتروفا كمية ضئيلة من غازات الدفيئة، فيما تستطيع الشجيرات احتجاز تسعة أطنان من ثاني أوكسيد الكربون لكل هكتار، ما يؤهل المزارعين لمقايضة اعتمادات الكربون في السوق العالمية.
|