البحر الميت مكان طبيعي فريد ذو أهمية ثقافية واقتصادية كبيرة للأردن. ويتوقّع أن يضيف قطاعه السياحي 14,000 غرفة جديدة خلال السنوات العشرين المقبلة. في هذه البيئة الهشّة، يجب التعامل مع الاحتياجات التنموية بعناية، ما يفسّر لماذا تحدد الشركة الأردنية لتطوير المناطق التنموية معايير بيئية عالية في المخطط التوجيهي العام لمنطقة البحر الميت التنموية.

في الجانب المتعلق بالطاقة من هذه الخطة، قدّم برنامج ميد إينك (MED - ENEC) الدعم من خلال دراسة كفاءة الطاقة، وحدّد ثلاث مجموعات، أو حزم، من تدابير الاقتصاد في الطاقة لمنطقة كورنيش البحر الميت، وهي أولى مراحل التطوير. وقد تم تحديد خمسة أنواع من المباني المرجعية (سكنية، فندق 3 نجوم، فندق 5 نجوم، منتجع، استخدام مشترك). وأجري تقييم لكل من المجموعات الثلاث (أساسية، اقتصادية، إيكولوجية) باستخدام «نموذج توازن الطاقة»، استناداً إلى المعيار 13790EN للأداء الحراري في المباني.

استندت حزمة التدابير الأساسية في البداية إلى ممارسة كود البناء الأردني فقط. وبيّنت أعمال المحاكاة الأولى أن إمدادات التبريد وتسخين المياه (خصوصاً للفنادق والمنتجعات) تمثّل أهم الطلبات على الطاقة.

وبهدف تجاوز المعايير الوطنية كجزء من الطموحات البيئية للمشروع، تم تحسين هذا الأساس بتدابير «هامدة» لا تكلف شيئاً تقريباً على مستوى التصميم، مثل التوجيه الأمثل، واستخدام الألوان الفاتحة (تقل فيها معدّلات الامتصاص عن 0,350)، وعدم زيادة نسبة النافذة في الجدار على 15 في المئة للواجهات الغربية والشرقية و20 في المئة للواجهات المقابلة و30 في المئة للاتجاهات الشمالية، وأن يكون تظليل النوافذ بحسب مؤشر الكسب الحراري الشمسي 0,25 على الأكثر.

من النتائج الملحوظة في هذه الحالة عدم الحاجة إلى زيادة المقاومة الحرارية لغلاف المبنى بسبب الظروف المناخية الخاصة، وتحديداً ارتفاع الكسب الحراري الشمسي المؤدي إلى أحمال التبريد السائدة وعدم الحاجة إلى التدفئـة تقريباً. أدت هذه التحسينات إلى انخفاض في استهلاك الطاقة النهائي بمقدار 7 في المئة لفندق 3 نجوم (السبب الرئيسي هو خفض نسبة النافذة إلى الجدار)، وبمقدار 29 في المئة للمبنى السكني (السبب الرئيسي هو التظليل الخارجي). هذه الحزمة الأساسية المحسنة من التدابير ستكون إلزامية لجميع المباني في المشروع.

وأظهرت حزمة التدابير الاقتصادية انخفاضاً في استهلاك الطاقة النهائي، مقارنة بكود البناء الأردني، بمقدار 47 في المئة لفندق 3 نجوم (السبب الرئيسي استخدام سخانات المياه بالطاقة الشمسية)، و64 في المئة للمبنى السكني. وتتضمّن هذه الحزمة جميع التدابير «الهامدة» للحزمة الأساسية، بالإضافة إلى خيارات كفاءة الطاقة، المذكورة في ملصق موثّق، للإضاءة والتهوئة والتبريد والحرارة الشمسية لتسخين المياه.

وتضمّنت الحزمة الإيكولوجية أفضل الممارسات التقنية الدولية ومزيداً من استخدامات الطاقة المتجدّدة، ما قلّل الاستهلاك النهائي للطاقة بنسبة 91 في المئة لفندق 3 نجوم و125 في المئة للمبنى السكني الذي بات يزود الشبكة العامة بالكهرباء.

أدرجت التدابير الآتية على رأس الحزمة الإيكولوجية: تحسين منعة غلاف المبنى للهواء، أنظمة إضاءة تضم تطبيقات LED الكهربائية المقتصدة وأجهزة استشعار الإشغال، نظام تدفئة وتهوئة وتبريد يتحكّم بالتهوئة عند الطلب (ثاني أوكسيد الكربون أو مركّب عضوي طيار)، أنظمة تبريد تسترد الحرارة/البرودة وعالية الكفاءة (معامل الأداء 5,5)، وخلايا فوتوفولطية شمسية لتوليد الكهرباء.

للإضاءة على حزمتي تدابير توفير الطاقة «الاقتصادية» و»الإيكولوجية»، اقترحت الدراسة تسويق الحزمة الاقتصادية باعتبارها ذات مستوى «ذهبي» والحزمة الإيكولوجية باعتبارها ذات مستوى بلاتيني، مع مرجع معياري محتمل للاستهلاك النهائي للطاقة بالكيلوواط ساعة/متر مربع سنة، للإبداع في التصميم وتطوير التكنولوجيا.

فلورنتين فيسر مهندسة معمارية، وهي الخبيرة الرئيسية في برنامج كفاءة الطاقة في قطاع الإنشاء في البحر المتوسط «ميد ـ إينك» (MED - ENEC)