التلاميذ والباحثون والصحافيون والناشطون البيئيون والمهتمون بالطاقات المتجددة في المغرب كانوا على موعد مع زائر فريد في شهر نيسان (أبريل). فقد رسا في ميناء واد أبي رقراق في الرباط قارب يعمل بالطاقة الشمسية، تمهيداً للانطلاق في رحلة بحرية حول العالم.
ونُظم يوم تربوي للطلاب لزيارة القـارب والتعرف على أهمية الطاقة الشمسية وإمكانات استخدامهـا غيـر المحـدودة ومساهمتها في الحد من تغير المناخ. وأوضح المغاري الصاقل، المدير العام لوكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، أن هذه المحطة في رحلة القارب الشمسي «تورانور بلانيت سولار» كانت مناسبة للتحسيس بأهمية الطاقات المتجددة، خصوصاً أن المغرب التزم بزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42 في المئة من مزيجه الطاقوي بحلول سنة 2020، بما في ذلك إنتاج 2000 ميغاواط من الطاقة الشمسية.
في ربيع 2004، لمعت فكرة لدى الشاب السويسري رافاييل دومجان المتخصص بالإلكترونيات، وهو أيضاً متطوع إسعاف وطيار شراعي ومرشد لتسلق الجبال العالية ونصير للطاقة النظيفة.
قرر رافاييل اقتحام عالم مغامرة استثنائية مستوحاة من قراءاته لرواية جول فيرن «رحلة حول العالم في 80 يوماً»، يقوم بها على متن قارب يعمل بالطاقة الشمسية. وهي بدت له رحلة ممكنة بيئياً وتكنولوجياً، مع أن أحداً لم يبادر إلى القيام بها. لذا بدأ عملية البحث عن شركاء وتكوين فريق للعمل وتصميم القارب.
في شباط (فبراير) 2008 بدأت معالم الحلم تتحقق بفضل دعم رجل الأعمال الألماني إيمو ستروهر ذي الاهتمامات البيئية، الذي عمل على تحقيق المشروع مع ثلة من التقنيين وعلماء الطاقة والفيزياء ومصممي القوارب. وبعد عامين أصبح المشروع حقيقة، متمثلاً في قارب فريد من نوعه يدعى Turanor Planet Solar.
يزن هذا القارب الشمسي 95 طناً، ويبلغ طوله 35 متراً وعرضه 15 متراً وعمقه 23 متراً. وهو مزود بصحن شمسي لاقط مساحته 537 متراً مربعاً من الخلايا الفوتوفولطية. وقد استعمل 21 طناً من ألياف الكربون الخفيفة الوزن في تصميم هيكله.
تقوم الألواح الشمسية بتوليد طاقة كافية لتشغيل أربعة محركات كهربائية تنتج طاقة حركية بقوة 120 كيلوواط، تتيح الإبحار بسرعة قصوى تصل إلى 20 كيلومتراً في الساعة. ويتسع القارب لنحو 40 راكباً، مع طاقم من أربعة أشخاص.
جال القارب الشمسي حول العالم في رحلته الأولى في أيار (مايو) 2012، إذ انطلق من ميناء موناكو في جنوب فرنسا مروراً بكوبا وميامي، ثم سان فرنسيسكو، فسيدني الأوسترالية، وسنغافورة، وأبوظبي، ليعود إلى موناكو.
وفي نيسان (أبريل) 2013، انطلق القارب من لاسيوتا في جنوب فرنسا على البحر المتوسط، واجتاز مضيق جبل طارق، ليتوقف في الرباط لمدة أربعة أيام، ليباشر بعدها رحلته الثانية العابرة للمحيط الأطلسي.
|