حصاد وفير بمشاركة 1639 عارضاً من 52 دولة على مساحة 115 ألف متر مربع

وسط موجة من البرد القارس، عاشت أوروبا أياماً ألمانية دافئة بنشوة المزارعين العائدين الى الطبيعة. وذلك في المعرض الزراعي الدولي المعروف بـ"الاسبوع الأخضر" في العاصمة برلين.

هذا المعرض السنوي الذي بدأ قبل 80 سنة كبورصة للمنتجات الزراعية في ألمانيا هو اليوم في اعتبار كثيرين أهم معرض عالمي للزراعة والمواد الغذائية. وقد شارك فيه 1639 عارضاً من 52 دولة توزعوا في 26 قاعة على مساحة 115 ألف متر مربع.

المشاركة الروسية كانت الأكبر، وضمت أكثر من 400 عارض من 20 إقليماً روسياً متميزة بتنوعها الزراعي والثقافي. فروسيا تبحث عن سوق لمنتجاتها الزراعية في ألمانيا، بعدما كانت صادراتها تقتصر على السمك والمنتجات البحرية الأخرى. وسُجل تواجد كثيف للدول "الشرقية" الجديدة على الاتحاد الأوروبي، وكذلك المرشحة للانضمام مثل بلغاريا ورومانيا، والدول التي تود الانضمام مثل تركيا ومقدونيا وصربيا والجبل الأسود وأوكرانيا وروسيا البيضاء. وكانت هولندا بمشاركتها الـ46 أوفى البلدان للأسبوع الأخضر عبر تاريخه الطويل.

أكد وزير الزراعة والبيئة وحماية المستهلك في ألمانيا هورست زيهوفر، في الكلمة الافتتاحية للمعرض، على ضرورة الحوار مع المزارعين ورفع الحواجز البيروقراطية عدوة العصر. وأبدى رغبته في انهاء العداوة بين المزارعين التقليديين والمزارعين العضويين، معلناً أنه سوف يقدم لهم المساعدة على حد سواء، فكلا الفريقين لديهما الحق في البقاء والاستمرار.

وقالت السيدة ماريان فيشربول مسؤولة الزراعة في الاتحاد الأوروبي ان الزراعة تعاني حالياً من مشاكل كبرى، وان المزارعين لم يشهدوا تغييراً كالذي يحصل الآن بعد توسيع الاتحاد الأوروبي من 15 الى 25 دولة، الأمر الذي ستكون له تأثيرات كبيرة على الأسواق. ولفتت الى خوف الفلاحين من هذا التوسع معتبرة أن لا مبرر له ومطمئنة الى مستقبل العمل الزراعي في أوروبا.

وأفاد غيرد زون لايندنخ رئيس الكونفدرالية الألمانية للمزارعين أن مدخولات الزراعة في ألمانيا بلغت نحو 134 مليار يورو خلال العام 2005، وبهذا تكون الزراعة رابع أكبر مصدر للدخل القومي بعد صناعة السيارات (234 مليار يورو) والصناعة الكيميائية (152 مليار يورو) وصناعة الآليات الثقيلة (140 مليار يورو). وأضاف أن في "ألمانيا 17 مليون هكتار من الأراضي الزراعية والمساحة المخصصة للزراعة العضوية بلغت مليوني هكتار. وان دل هذا على شيء فعلى الأهمية المتزايدة التي تعطى للزراعة العضوية في ألمانيا".

قدم العارضون أفضل ما لديهم من منتجات عضوية، شملت الحبوب والخضار والفواكه واللحوم والمعجنات والمشروبات والألبان والأجبان وغيرها. وعرض المزارعون كيفية زراعة المحاصيل العضوية وطرق العناية بها، وكيف يُفرق بين المنتجات العضوية وغير العضوية، عبر مجموعة من الندوات والمحاضرات وورش العمل لزوار الأسبوع الأخضر.

وعلى ضوء انشغال العالم بأنفلونزا الطيور، فرضت ادارة المعرض مراقبة صارمة على جميع الحيوانات والطيور، خصوصاً الآتية من الدول المشتبه بحدوث اصابات فيها. وقد تجاوز عدد الحيوانات المعروضة أكثر من عشرة آلاف رأس، فضلاً على آلاف النحل والأسماك، وأكثر من 40 ألف نوع من النبات.

وكان المعرض فرصة لتذوق المواد الغذائية الجديدة، العضوية وغير العضوية، فمن أهدافه تقريب المجتمع الألماني المدني الى حياة الزراعة والمزارعين. وأشارت الاحصائيات الى أن نحو 400 ألف زائر أمّوا المعرض الزراعي الدولي في برلين هذه السنة، فتجاوز مجموع زواره 30 مليوناً منذ تأسيسه عام 1926.