هل استخدمت اسرائيل قذائف برؤوس من اليورانيوم المستنفد في حربها الأخيرة في لبنان؟ هذا النوع من القذائف يستخدم عادة لاختراق الآليات المدرعة والملاجئ المحصنة تحت الأرض. فاليورانيوم المستنفد من أثقل المعادن وله قوة اختراق هائلة، لذا تستخدمه بعض الدول في رؤوس القذائف لرخص ثمنه، اذ انه من الفضلات الجانبية الناجمة عن تخصيب اليورانيوم في مصانع الطاقة النووية. ومع أن الاشعاعات التي يصدرها ضئيلة جداً كلما بقي في حالة صلبة كسبيكة معدنية، إلا أن انفجاره يولد حرارة مرتفعة وشظايا وغباراً مشعاً.
يختلف أسلوب قياس مستوى الاشعاع من انفجار اليورانيوم المستنفد عن قياس التلوث الجرثومي والكيميائي في حوض ماء محصور مثلاً. فلأن الغبار المشع ينتقل في مساحات واسعة، فإن قياساً واحداً في موقع واحد قد يظهر نتيجة سلبية، في حين قد يكون المستوى الاشعاعي مرتفعاً على بعد أمتار قليلة. لذا فإن الاكتفاء بفحص عينات محدودة مأخوذة من بين الركام في مواقع متفرقة لا يوصل إلى نتائج حاسمة، كما أكد لنا خبير عمل على هذا الموضوع في كوسوفو والعراق.
النتائج السريعة الحاسمة لارتفاع المستوى الاشعاعي تظهر فقط عند قياسها مباشرة فوق الآليات والملاجئ المضروبة أو في داخلها. وعند تحديد هذه المواقع يتم قياس مستوى الاشعاع في الهواء والتربة والمياه في المناطق المحيطة.
لقد تم نقل الردميات من معظم الأماكن المضروبة قبل إجراء الكشف النظري من الخبراء لتحديد نوعية الثقوب الناتجة من اختراق القذائف، مما قد يجعل مهمة التحقق أكثر صعوبة.
أثناء تنفيذه تحقيقات مصورة بالاشتراك مع ''البيئة والتنمية'' في منتصف أيلول (سبتمبر)، وجد المصور الياباني ناومي تويودا دلائل أولية على استخدام اليورانيوم المستنفد في بلدة الخيام، لكنها تحتاج إلى قياسات دقيقة قبل إثباتها. فشكل اختراق رأس القذيفة في الخيام، الذي ننشر نموذجاً منه هنا، مشابه جداً لاختراق قذائف استخدمت في العراق وثبت انها من اليورانيوم المستنفد.
لقد نقلنا هذه المعلومات إلى فريق برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي يعمل حالياً على دراسة الآثار البيئية للحرب، لاجراء الاستقصاءات اللازمة في المواقع المشبوهة.
|