"البيئيون ضد الحرب" مجموعة من المنظمات والأفراد الأميركيين تأسست في كاليفورنيا قبل شهور لمعارضة الحرب في العراق على أساس العدالة البيئية. وقد أصدرت المجموعة بياناً حددت فيه عشرة أسباب لمعارضتها الحرب:
1. الهجوم على العراق قد يقتل نصف مليون شخص، معظمهم من المدنيين، ما بين ضحايا مباشرين للمعارك الحربية وضحايا المجاعة والأمراض بعد الحرب. وتتخوف الأمم المتحدة من أن المعارك ستخلق طوفانا من نحو مليون لاجئ.
2. الحرب تدمر المدن والقرى والأنظمة الطبيعية، وتقتل الحياة البرية وتلوث الأرض والهواء والماء. ويمكن أن تستمر آثار التخريب لأجيال طويلة. وقد أظهرت تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن منطقة الخليج ما زالت تعاني، حتى اليوم، من التلوث النفطي والكيميائي والاشعاعي لحرب سنة 1991. فقد تسرب 60 مليون غالون نفط من الأنابيب، وتلوث 2200 كيلومتر من الشاطئ بالنفط والمواد الكيميائية السرطانية، وتشوهت الصحراء بنحو 246 بحيرة نفطية، واشتعلت الحرائق في أكثر من 700 بئر نفط لتسعة شهور. وبعد تلك الحرب، تقدمت أكثر من 12 دولة بطلبات تعويضات عن التدمير البيئي بلغ مجموعها 48 بليون دولار.
3. القنابل العنقودية والكهرومغناطيسية والقذائف المصنوعة من اليورانيوم المستنفد هي أسلحة دمار بيئي شامل. وقد خلفت القوات الأميركية وراءها في جنوب العراق أكثر من 300 طن من اليورانيوم المستنفد عقب حرب 1991، مما تسبب بازدياد اصابات سرطان الدم والتشوهات الجسدية والفشل الكلوي ست مرات أكثر من المعدل. وليس ما يشير الى أن الحرب الجديدة ستكون أكثر رأفة بالبيئة، بعدما تم تطوير أسلحة الدمار البيئي هذه خلال 12 سنة لتصبح أكثر فتكاً.
4. القنابل تلوّث، بالمواد التي تحتويها والمواد التي قد تفجّرها على الأرض. فالقنابل لا تكشف الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وتدمرها، بل يؤدي انفجارها الى نشر المواد السامة من هذه الأسلحة. فإذا كانت مخزونات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية موجودة بالفعل في العراق، فان ضربها بالقنابل سيؤدي الى انتشار عشوائي للسموم، بدل حصرها وتدميرها بأمان، من خلال برامج فرق المراقبة والعلماء. وقد اعترف البنتاغون أن مئة ألف جندي أميركي، اضافة الى ملايين من سكان المنطقة، تعرضوا سنة 1991 لسحابة سامة من تفجير مخزون من غاز الخردل خلال القصف الأميركي.
5. ان شنّ حرب من أجل النفط يحمل مقومات الهزيمة. فالعالم بحاجة الى استهلاك كمية أقل من النفط، بدل الاستمرار في تغذية الاقتصاد الاستهلاكي الجشع المتعطش الى التهام الموارد الطبيعية بلا حدود.
6. الضربات الوقائية هي في الواقع نوع من العدوان، وهي تشكل خرقاً للقانون الدولي وتهديداً للسلام البيئي العالمي. وان مهاجمة مدينة من خمسة ملايين نسمة بصواريخ "كروز" هي جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.
7. العدوان يفتح الباب للرد والانتقام. وإن هجوماً عدوانياً على العراق سيزيد من احتمالات الرد بأسلحة محظورة.
8. إن زيادة الموازنات العسكرية سيؤدي الى تخفيض مصروفات الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية والبيئية. ومن المتوقع أن تكلّف الحرب ومصاريف الاحتلال نحو مئتي بليون دولار، سيتم اقتطاعها أساساً من البرامج البيئية والانسانية.
9. ان عسكرة أميركا بحجة الحرب على الارهاب تؤدي الى ضرب الحريات داخل الولايات المتحدة نفسها. فالتدابير ضد المهاجرين خلقت جواً من التمييز العرقي والخوف. وتم استخدام التهديد الارهابي لمنع الحصول على معلومات تتعلق بمستويات التلوث من الصناعة، فتعطلت عملية محاسبة الشركات على مخالفاتها ضد البيئة. وتم استخدام قانون مكافحة الارهاب لتحويل بعض أشكال المعارضة السياسية الى جريمة، بما فيها التحركات المشروعة لجماعات البيئة.
10. هددت الولايات المتحدة باستخدام أسلحة نووية ضد العراق، وهي في رأس هرم أسلحة الدمار الشامل. وهذا يعني تعريض 3,9 ملايين شخص للموت، ونشر الانبعاثات المشعة في العالم كله.