Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
ريتشارد مولر (نيويورك تايمز) أنا مشكِّك مرتدّ!  
أيلول 2012 / عدد 174
 ريتشارد مولر: المناخ يتغير والبشر هم السبب
أنا مشكِّك مرتدّ!
 
 
ادعوني مشكِّكاً مرتدّاً. قبل ثلاث سنوات، وجدتُ في الدراسات المناخية نواقص أثارت في رأيي شكوكاً حول وجود احترار عالمي. وفي العام الماضي، بعد أبحاث مكثفة قام بها عشرة علماء، استنتجت أن الاحترار العالمي حقيقي وحاصل، وأن التقديرات السابقة لوتيرة الاحترار كانت صحيحة. أنا الآن أتقدم خطوة أخرى: البشر هم السبب كله تقريباً
 
ريتشارد مولر
(نيويورك تايمز)
 
اعترف أحد أبرز العلماء المشككين في تغير المناخ بأنه كان على خطأ، بعدما ثبت له أن النشاط البشري هو الذي يزيد سخونة الأرض. إنه عالم الفيزياء البروفسور ريتشارد مولر، مؤسس «مشروع بيركلي لدرجة حرارة سطح الأرض» (BEST). وقد أعلن في مقال له في صحيفة «نيويورك تايمز» أنه بات «مشككاً مرتدّاً» وأن آراءه «تغيرت كلياً» في وقت قصير.
لقد ارتفعت حرارة برّ الأرض 1,5 درجة مئوية خلال السنوات الـ250 الماضية، «والبشر هم السبب على الأرجح» بحسب دراسة علمية حديثة قام بها مشروع بيركلي أصلاً بهدف إظهار مدى صحة نظريات المشككين في حدوث احترار عالمي نتيجة نشاطات بشرية. وقال مولر إنه فوجئ بنتائج الدراسة التي غيرت معتقداته : «لم نكن نتوقع هذا، ولكن من واجبنا كعلماء أن ندع الدليل يغير آراءنا».
ومما جاء في مقاله: «تظهر النتائج التي توصلنا اليها أن معدل درجة حرارة سطح الأرض ارتفع 2,5 درجة فهرنهايت (نحو 1,5 درجة مئوية) خلال السنوات الـ250 الماضية، منها زيادة 1,5 درجة فهرنهايت (0,8 مئوية) خلال السنوات الخمسين الأخيرة. ويبدو أن كل هـذه الزيادة قد تكون ناتجة أساساً من انبعاث غازات الدفيئة التي تسببها نشاطات بشرية».
 
«أفضل تفسير وجدناه»
قام فريق الخبراء الذي أجرى الدراسة، ومقره في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، بجمع ودمج 14,4 مليون بيِّنة عن درجات الحرارة من 44,455 موقعاً في أنحاء العالم، يعود تاريخها من اليوم إلى العام 1753. وبالمقارنة، فان مجموعات البيانات السابقة التي جمعتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والادارة الأميركية للأرصاد الجوية ووحدة أبحاث المناخ في جامعة وست أنغليا يعود تاريخها فقط الى أواسط القرن التاسع عشر واستخدمت خُمس هذا العدد من محطات الأرصاد الجوية. وقد تلقى مشروع الدراسة دعماً من مصادر تموّل منظمات تضغط لكبح العمل الدولي في مكافحة تغير المناخ.
في دراسة بيركلي، لم تتم مواءمة بيانات درجات الحرارة المتنوعة المصادر بجهد بشري، كما حصل في دراسات سابقة، وهو أمر ينتقده المشككون في تغير المناخ. بدلاً من ذلك، تمت «أتمتة التحليل الاحصائي كلياً للتقليل من الانحياز البشري».
وتوجه تحليل البيانات أيضاً إلى البحث عن سبب ارتفاع حرارة الأرض، من خلال وضع رسم بياني تصاعدي لدرجات الحرارة مقابل «قوى مؤثرة» مشتبه بها. وتم تحليل الأثر الاحتراري للنشاط الشمسي الذي يتذرع به المشككون في تغير المناخ، لكن تبين أن مساهمة الشمس خلال السنوات الـ250 الماضية كانت صفراً. وتبين أن ثوران البراكين تسبب بسقطات قصيرة في ارتفاع درجة الحرارة خلال الفترة 1750 ـ 1850، وسقطات ضعيفة خلال القرن العشرين.
وحذرت تحليلات BEST من أن سطح الأرض سيسخن 1,5 درجة مئوية خلال السنوات الخمسين المقبلة، لكن إذا واصلت الصين نموها الاقتصادي السريع واستعمالها الكثيف للفحم فسوف يحدث الاحترار ذاتـه في أقل من 20 عاماً.
قال مولر في مقاله: «ما فاجـأني كثيراً أن أفضل مواءمة على الاطلاق أتت في سجل ثاني أوكسيد الكربون الجوي، الذي تم قياسه من عينات جوية ومن الهواء المحتجز في الجليد القطبي. هذا لا يثبت أن الاحترار العالمي ناتج عن غازات الدفيئة المنبعثة من نشاطات بشرية، لكنه حالياً أفضل تفسير وجدناه». وأشار الى أن النتائج التي توصل اليها فريقه تعمقت أكثر وكانت أقوى من التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).
وفي خطوة غير معتادة لاسترضاء المشككين في تغير المناخ باعتماد «شفافية تامة»، نُشرت النتائج على الإنترنت قبل أن تخضع لمراجعة محكّمة من قبل مجلة الابحاث الجيوفيزيائية (JournalofGeophysicalResearch).
 
هجمة المنكرين
عندما أُعلن عن انطلاق مشروع BEST العام الماضي، تمت استشارة المشكك البارز في تغير المناخ أنطوني واتس حول منهجية العمل، وهو قال في حينه: «أنا مستعد لقبول أي نتيجة يتوصلون اليها، حتى لو أثبتت أن افتراضاتي خاطئة». لكن حصلت بعد ذلك توترات بين واتس ومولر.
ويبدو أن المشككين في تغير المناخ لن يتقبلوا تماماً نتائج الدراسة الأخيرة. وبينهم البروفسورة جوديث كوري، وهي عالمة مناخ في جامعة جورجيا للتكنولوجيا وعضو استشاري في فريق BEST، إذا اعتبرت أن الطريقة التي اعتمدت في ربط الاحترار بانبعاثات بشرية هي «مبسطة كثيراً وغير مقنعة في رأيي».
أما البروفسور مايكل مان، وهو باحث في المناخات القديمة تعرض لهجوم عنيف من المشككين في تغير المناخ بسبب رسمه البياني الشهير المعروف بـ«عصا الهوكي» الذي يظهر ارتفاعاً سريعاً في درجات الحرارة خلال القرن العشرين، فرحب بنتائج الدراسة التي «أثبتت مرة أخرى ما عرفه العلماء مع درجة معينة من الشك منذ عقدين». وأثنى على مولر وزملائه «لتصرفهم كأي علماء جديين، سالكين الطريق التي تقودهم إليها تحليلاتهم من دون الالتفات الى المضاعفات السياسية المحتملة. والأكيد أنهم سيتعرضون لهجوم من منكري تغير المناخ المحترفين».
كتب مولر في مقاله: «العلم هو ذلك النطاق الضيق من المعرفة المقبول عالمياً من حيث المبدأ. لقد انطلقتُ في هذا المشروع البحثي التحليلي لأجيب عن أسئلة لم تتم في رأيي الاجابة عنها. وآمل أن يساعد تحليل BEST على إرساء نتيجة للجدل العلمي حول الاحترار العالمي وأسبابه البشرية. بعد ذلك يأتي الجزء الصعب: الاتفاق عبر الطيف السياسي والديبلوماسي على ما يمكن وما يجب فعله».
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.