Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
سارن ستاربريدج (مدريد) انتفاضة نهر إيبرو  
تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 / عدد 80
 كان مشروعاً ضخماً، وخطيراً للغاية، وأكبر مشروع مقترح من نوعه على الاطلاق. كان يهدد سبل العيش والنظم الايكولوجية، متجاهلاً الانظمة البيئية ومبدأ إنفاق المال العام بمسؤولية. تحويل نهر ايبرو في اسبانيا، عبر اقامة شبكة من السدود والانابيب لنقل 1050 هكتومتر مكعب (1,05 مليار متر مكعب) من الماء كل سنة من حوض نهر ايبرو الى أربعة أنظمة نهرية أخرى على بعد ألوف الكيلومترات، مشروع كان يجب أن يوقف.
الوضع استدعى عملاً دراماتيكياً لا هوادة فيه. وهذا ما حصل فعلاً. فعلى مدى ثلاث سنوات، تجمع مئات ألوف المواطنين في تظاهرات حاشدة في أنحاء البلاد. وسافر 15 ألف اسباني الى بروكسل حيث مقر الاتحاد الاوروبي للتظاهر ضد تلقي بلادهم أموالاً اتحادية للمشروع. واللقاءات الجماهيرية والمنشورات والحفلات الموسيقية والمهرجانات والدمى العملاقة التي تمثل طيور النحام (الفلامنغو)، وحتى مسابقة في إعداد أكلة الباييلا الاسبانية، كل هذه وأكثر ساعدت على مناهضة مشروع الحكومة.
يقول الناشط البيئي المحلي بريان سيلفا: "لقد انصب اهتمامي دائماً على القضايا البيئية والاجتماعية. لكني لم أنشغل قط بأمر عظيم كهذا".
وفي نيسان (ابريل) 2004، أعلن رئيس الوزراء الاسباني المنتخب خوسيه لويس رودريغز ساباتيرو أن "تحويل نهر ايبرو سوف يلغى، وان إعادة النظر في الخطة المائية الوطنية الاسبانية قد توقف تنفيذ بعض البنى التحتية وتبدلها بمشاريع أكثر كفاءة وأدنى كلفة وأقل اثارة للنزاعات".
وكان تحويل نهر ايبرو جزءاً رئيسياً من الخطة المثيرة للجدل التي أقرتها الحكومة السابقة عام 2001، والتي تهدف الى اعادة توزيع مياه اسبانيا من خلال مشاريع هندسية ضخمة. واعلان ساباتيرو منح دعاة حماية البيئة متسعاً من الوقت، لكن الأهم أنه يوفر فرصة لتغيير اتجاه الادارة المائية في اوروبا، ويأمل سيلفا أن يوفر أيضاً "فرصة ذهبية للاستفادة من جمال دلتا نهر ايبرو بترويج نوع من السياحة البيئية المستدامة".
ماء لـ"جنات النعيم"!
ينعم جنوب اسبانيا بأشعة الشمس أكثر من 300 يوم في السنة، مما يشكل جاذباً لهواة التشمس. وبما أن معدل الهطول المطري السنوي لا يتجاوز 250 مليمتراً، فان تمضية عطلة خالية من الغيوم مضمونة عملياً.
في كوستا بلانكا وكوستا برافا وكوستا ديل سول والاماكن الاخرى التي تحمل أسماء مثيرة للذكريات، ترصع الساحل المتوسطي منتجعات للزائرين الذين ينشدون الاستجمام والراحة، وهناك خطط لانشاء المزيد منها. وتدعم مشاريع الري زراعة الازهار والاشجار المثمرة والخضار والزيتون والكرمة، التي تزدهر في الطقس الحار وتغذي سوقاً تصديرية مربحة. إنه مشهد متوسطي مألوف: ما عليك إلا أن تأتي بالماء، فتحصل على جنات النعيم.
لكن الحاجة الى الماء يمكن أن تحجب المنطق السليم. من هنا نشأت خطة سحب بعض الماء الموجود بوفرة في شمال اسبانيا، وضخه الى الجنوب الظمىء المشمس، حيث يدعم زراعة البيوت المحمية وبرك السباحة المتلألئة وملاعب الغولف الزمردية على مدار السنة.
ويستقبل شمال اسبانيا كمية وافرة من المطر تصل الى 950 مليمتراً في السنة. ومن هنا ينطلق نهر ايبرو، الذي هو من أطول الانهار في شبه الجزيرة الايبيرية، متدفقاً من الجبال الكانتابريانية، مخترقاً منطقة ريوخا الغنية بأشجار الكرمة في اقليم كاتالونيا، وصولاً الى البحر المتوسط. وفي منتصف الطريق بين برشلونة وفالنسيا، ينفرج النهر مشكلاً دلتا رائعة.
تقول بالوما أغراسوت من الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) ان "دلتا ايبرو ظاهرة لا تصدق". هذه الدلتا اشتهرت بأنها منطقة هامة للطيور، وهي مسجلة كمستنقع له أهمية عالمية وفقاً لاتفاقية رامسار، وتشكل جزءاً من شبكة "ناتورا 2000" (Natura 2000) المحمية التابعة للاتحاد الاوروبي. انها فسيفساء من الكثبان الرملية والبحيرات الضحلة المالحة وحقول الارز مساحتها 80 كيلومتراً مربعاً. وهناك نحو 300 نوع من الطيور، أي 60 في المئة من الانواع الموجودة في اوروبا، تستريح أو تعشش أو تتغذى في الدلتا.
التغيرات التي ستطرأ على جريان النهر ستهدد أعشاش نحو 30 ألف زوج من طيور الماء، بما في ذلك النحام (الفلامنغو) الكبير الرائع. لكن الكارثة المحتملة كانت أكبر بكثير من سرب طيور كبيرة زهرية. في الماضي اختفت نحو 40 قرية ليحل مكانها 170 سداً غمرت مياهها أيضاً آثاراً رومانية. فتعاني المناطق الريفية من البطالة منذ عقود مما أسفر عن نزوح كثيف نحو المدن. وسيؤدي انشاء سدود أخرى الى تفاقم هذه الظاهرة.
الدلتات هي امتدادات سريعة الزوال. ودلتا نهر ايبرو بحاجة الى ما يقدر بـ 1.3 – 2 مليون متر مكعب من الرسوبيات سنوياً للمحافظة على وضعها الراهن فقط. السدود القائمة خفضت كمية الرسوبيات التي ينقلها النهر. وبناء سد آخر سوف يسبب ضرراً انجرافياً لا يمكن عكسه، وسيؤثر على هجرة الأسماك، وسيؤدي الى نفوق الأسماك التي تعيش في الدلتا نتيجة تقليل دفق مغذيات المياه العذبة. واضافة الى ذلك، ستؤثر أعمال البنى التحتية المقترحة على الغابات الممتدة على ضفتي النهر وموائل أخرى، مما يهدد بقاء الوشق الايبيري المعرض للانقراض، ويسهل انتشار الاسماك الوحشية وكائنات مائية أخرى، مثل بلح البحر المخطط، المسجلة لدى الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) بين 100 من الانواع الغريبة الغازية الأكثر ضرراً في العالم.
والناس سوف يعانون أيضاً. يقول مزارع الارز خوردي براتس: "أستطيع أن أرى فقدان التوازن بين مستوى النهر ومستوى البحر، مما يخلق مشاكل تملح خطيرة ويؤثر على مستقبل محاصيلنا. التنمية الاقتصادية في هذه المنطقة كانت ستتلقى صفعة قوية". وقد أظهرت بحوث علمية أنه في مقابل كل متر مكعب من مياه نهر ايبرو لا يصل الى البحر المتوسط يمكن أن تقل كمية السردين الذي يصاد بنحو 200 كيلوغرام، مما يشكل كارثة لصناعة الاسماك الهامة في المنطقة.
ويضيف الناشط بريان سيلفا: "لاحظت فعلاً تباطؤاً في الاقتصاد المحلي. فمنذ سنوات عديدة يضطر الشبان للانتقال الى المدن الكبرى لايجاد عمل. سكان معظم القرى يشيخون، والفرصة الوحيدة لكسب الرزق في المستقبل تعتمد على الموارد الطبيعية في المنطقة. والمورد الرئيسي هو النهر ودلتاه، لذلك فان تحويله سيكون المسمار الأخير في نعش الاقتصاد المحلي".
سابقة مقلقة
تحويل نهر ايبرو لم يكن المشروع الاول في اسبانيا لنقل المياه من حوض نهر الى آخر. ودراسة حالة تحويل سابقة، من نهر ثاخو الى حوض سيغورا، تظهر نتائج مقلقة. فمنذ انتهاء الاعمال عام 1973، تزايد الطلب على المياه واستعمال الاسمدة والمبيدات في حوض نهر سيغورا، فيما انخفض الجريان في نهر تاخو وبات غير قادر على مجاراة مياه الصرف التي تصب فيه من العاصمة مدريد. وصار التلوث في الجزء الأوسط من نهر تاخو كبيراً الى حد جعله غير صالح حتى للري. أما نهر سيغورا، الذي كان من المفترض أن يستفيد من عملية التحويل، فقد أصبح النهر الاكثر تلوثاً في اسبانيا، وربما في أوروبا.
نتيجة عدم التصدي للقضايا الاساسية في ادارة المياه، خلق تحوير نهر تاخو مشاكل أكثر مما أوجد حلولاً. وبدا أن هذا سيتكرر بالتأكيد لدى تحويل نهر ايبرو، حيث الآبار الاستكشافية غير المشروعة ومشاريع التنمية غير المستدامة تتكاثر فعلاً في الاماكن المقرر أن تستقبل المياه.
وكم ستكون المياه المحولة "نقية"؟ فكما هي حال الانهار التي تجري عبر مناطق زراعية ومأهولة، فان الجزء السفلي من نهر ايبرو ملوث ومالح. وفي أسفل اقليم ساراغوسا، حيث كانت ستبنى السدود التحويلية المقترحة، ليست المياه صالحة للشرب من دون معالجة. هذا في السنة الماطرة، أما في سنوات الجفاف، التي يمكن أن تتكرر أكثر وفق نماذج التبدل المناخي، فان المياه في الانابيب التي يكلف انشاؤها أموالاً طائلة قد لا تكون قذرة فحسب وانما شحيحة للغاية.
الخطة المائية الوطنية الاسبانية، باعتمادها على السدود والتحويلات، هي في جزء كبير منها خطة من الماضي. فرغم التقدم الكبير في الفهم العملي للايكولوجيا النهرية، الذي ينعكس في سياسات يعتمدها الاتحاد الاوروبي مثل النظام الاطاري المائي والمبادرة المائية العالمية، ما زالت المياه تُعامل كسلعة تجارية: شيء يتم شراؤه وبيعه ونقله. فالقيمة الكاملة للمياه والنظم الايكولوجية التي تدعمها نادراً ما تؤخذ في الاعتبار، والمياه لا تُعطى سعراً حقيقياً يعكس القيم البيئية وجميع تكاليف المعالجة والايصال.
يقول بريان سيلفا: "لم نر تحليلاً جيداً للاحتياجات المائية في هذا الوضع. فاذا سألت أحداً كم من الماء يريد، أجاب طبعاً: كل ما أستطيع الحصول عليه. ولكن لو سألته كم من الماء يريد لقاء سعر معين لحصلت على جواب مختلف".
وضع غير قانوني
تحويل نهر ايبرو تعارض أيضاً مع عدة أنظمة أقرها الاتحاد الاوروبي، ومع البرنامج المائي الدولي للاونيسكو. فثمة خمسة معايير متعلقة تحديداً بالتحويلات ما بين الاحواض، تشترط غياب أي بدائل معقولة في المنطقة التي تستقبل المياه المحولة، وكفاية الموارد في منطقة المصدر، وعدم حصول ضرر بيئي جوهري، أو تشويه تراثي، وتقاسم المنافع بانصاف بين الجهة المانحة ومناطق الاستقبال. وأي من هذه المعايير لم يُستجب.
للوهلة الاولى، بدت الاسعار المحددة لمياه نهر ايبرو جيدة، ويعود ذلك أساساً الى أن المال كان يأتي من جيب جهة أخرى. فتمويل المشروع اعتمد كثيراً على الصناديق البنيوية في الاتحاد الاوروبي، أي مال دافعي الضرائب في الاتحاد.
تحويل نهر ايبرو، المدمِّر محلياً، انكشفت له مضاعفات أوسع بكثير. فالسماح بتنفيذه بأموال الاتحاد الاوروبي كان سيشكل سابقة تنشر الدمار على مسافات كبيرة خارج حدود اسبانيا.
من المنتقدين الاوائل والأكثر صراحة لتحويل نهر ايبرو والخطة المائية الوطنية الاسبانية كان بيدرو أروخو أغودو، وهو عالم فيزياء وأستاذ اقتصاد في جامعة ساراغوسا نال جائزة غولدمان البيئية لأوروبا في العام 2003. يقول ان الخطة "هدفت بلؤم الى صرف مال عامة الشعب لبناء نظام عملاق لا ينفع الا المضاربين الماليين والمنشآت السياحية الفخمة والزراعة الصناعية".
المساءلة والتعاون
بعد إدراك نطاق المسألة، عمل دعاة حماية الطبيعة على وقف تحويل نهر ايبرو من خلال المطالبة بمساءلة واضحة حول عملية التمويل من الاتحاد الاوروبي. تقول أغراسوت: "مهمّ أن تتبع البلدان القوانين والانظمة المائية المعمول بها في الاتحاد الاوروبي أثناء تنفيذ مشاريع التنمية. ومن الضروري أيضاً أن تكون للاتحاد الاوروبي القدرة على تقييم المشاريع ومراقبتها، ووقف ما يتعارض منها مع قوانينه. والعملية يجب أن تكون واضحة وطيّعة، خصوصاً مع انضمام بلدان جديدة الى الاتحاد الاوروبي".
وضغطت المنظمات الدولية غير الحكومية على الاتحاد الاوروبي ليشترط ذهاب التمويل فقط الى المشاريع التي تستوفي مقاييسه. والمنابر والمنتديات المحلية المعاندة والمصمّمة أبقت المسألة مطروحة أمام الرأي العام. أهالي المناطق المتأثرة قرعوا أبواب الاتحاد الاوروبي، وتظاهروا، وبدأوا يتحدثون حول حقيقة حياتهم وما سيفتقدونه اذا حصل التحويل. وقد تلقت المفوضية الاوروبية فيض رسائل حول هذه القضية أكثر من أي قضية سابقة. وفوق ذلك، قدم علماء بيانات حول تأثيرات التبدل المناخي وأنماط الطقس وفقدان التنوع البيولوجي وانتقال الضواري.
الحملات والضغوط الاستراتيجية، مقرونة ببحوث علمية جيدة، كانت فعالة الى أبعد الحدود. وهذا شكل جهداً تعاونياً هائلاً.
خطة جديدة
إثر إعلان نيسان (ابريل) بوقف التحويل، أعلنت الحكومة الاسبانية خطة بديلة في حزيران (يونيو) 2004. لكن الناشطين لم يستكينوا بعد. يقول سيلفا: "الخطة الجديدة أفضل، ولكن يمكن القيام بعمل أكبر". ويضيف المزارع براتس: "بما أن التحويل قد اوقف الآن، أعتقد أن كل شيء سيكون أفضل. لكن لا يمكننا الجلوس والاسترخاء مكتوفين، فمستقبل هذه الاراضي ما زال يحتاج الى أفكار وعمل. وعلى السياسيين مسؤوليات ضخمة لمواكبة جهود المواطنين والاستفادة منها".
ناشطو نهر ايبرو يضغطون حالياً لارساء ثقافة مائية جديدة. وهذه فرصة للحكومة الجديدة لاعادة النظر في جميع مقترحات الخطة المائية الوطنية القديمة وتطوير مشاريع تكون مستدامة. ومن الامور المشجعة أن وزيرة البيئة الجديدة كريستينا ناربونا رويس التقت منظمات بيئية غير حكومية في هذا الاطار.
أروخو أغودو وغيره يؤيدون تخطيطاً مائياً مستداماً يشمل تقليل النفايات واعادة التدوير وتحسين نوعية المياه. وهم يرون أن إصلاح الانابيب المسرِّبة، وزراعة محاصيل لا تحتاج الى ري، واعادة تخضير ضفاف الانهار، كلها بدائل يمكن أن تكون أقل كلفة وأكثر فعالية في المدى القريب من مشاريع بناء سدود ضخمة، وأكثر فائدة بأشواط في المدى البعيد.
وبما أن اسبانيا ليست غريبة عن أحوال القحل والجفاف، فهي مهيأة جداً لأخذ زمام المبادرة.
كادر
دلتا نهر ايبرو
دلتا نهر ايبرو من أهم مناطق شبكة Natura 2000 التابعة للاتحاد الاوروبي. وقد صنفت كمنطقة هامة وذات حماية خاصة للطيور، ومنتزه وطني، وموقع مهم في قائمة اتفاقية رامسار. يقطن الدلتا نحو 55,000 نسمة، ويزورها نصف مليون سائح كل سنة. وفيها 80 كيلومتراً مربعاً من الاراضي الرطبة الطبيعية، و210 كيلومترات مربعة مخصصة لزراعة الأرز. وتدرّ صناعة صيد الاسماك 18 مليون يورو سنوياً على الاقتصاد المحلي.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.