Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
"البيئة والتنمية" (المنامة) يوم البيئة الوطني في البحرين: عادم السيارات... عادم الحياة  
شباط (فبراير) 2005 / عدد 83
 كانت مملكة البحرين تحتفل بيوم وطني للحياة الفطرية في الرابع من شهر شباط (فبراير). وبعد تكوين الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، قرر رئيس الهيئة الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة ترسيخ ذلك التاريخ كيوم وطني للبيئة.
لماذا الرابع من شباط (فبراير)؟ يقول زكريا خنجي، رئيس العلاقات العامة والاعلام البيئي في الهيئة، ان البحرين تقع في الشريط الصحراوي من الوطن العربي، لذلك فإن الطقس حار ورطب معظم أيام السنة، ويصعب على الناس في غير هذا الموسم المعتدل المشاركة في الفعاليات التي تقام للمناسبة. وسبب آخر هو أن زيارة أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة لمواقع الثروات الطبيعية في جزر حوار صادف 4 شباط (فبراير) 1997.
شعار يوم البيئة الوطني الأول عام 2004 كان "بالتشجير نعيد للبحرين وجهها الأخضر". يقول خنجي: "الشعار عادة يعني إلقاء بصيص من الضوء على موضوع معين، قد يصعب تنفيذه لأسباب كثيرة، ولكن المهم التحدث فيه خلال فترة قد تمتد سنة أو أكثر، فتكرار الكلام حوله يعيد للأذهان دائماً أن هناك موضوعاً بيئياً لم نتمكن حتى الآن من تنفيذه". ويوم البيئة الوطني يمكن أن يعدّ مناسبة كالعيد، وهو فرصة لجميع البيئيين كي يبرزوا المسائل البيئية ولو في يوم واحد، ويلووا أعناق جميع وسائل الإعلام الى قضيتهم لتنقل أصواتهم الى أكبر قطاع من الجمهور.
تحديات بيئية في البحرين
لعل الناظر إلى البحرين من فوق لا يجد ما يعكر صفو بيئتها، في ما عدا تلك السحابة الصفراء التي تغطي جزءاً كبيراً منها. ولكن من ينزل إلى الأرض يجد أن القضايا البيئية كثيرة ومتشعبة، وليست وليدة اليوم بل تراكمت عبر سنوات طويلة.
المياه مشكلة. فبسبب الاستنزاف المتزايد، سواء من المواطنين أو المصانع أو الزراعة، أصبحت البحرين تعاني من نقص شديد في المياه الجوفية. فلجأت الدولة إلى تحلية مياه البحر، لكن كل الماء المنتج يستهلك، ولا يوجد مخزون، فما الضمانة للأجيال القادمة؟
وبسبب نقص المياه وتملحها وجد الفلاح نفسه يحارب الطبيعة بضراوة. تملح التربة قضى على الكثير من الأشجار وغابات النخيل التي كانت تتميز بها البحرين. والمستثمرون حولوا المزارع الخضراء إلى غابات اسمنت وأراض جرداء لا روح فيها.
يحوي البحر ثروة هائلة من الصعب أن تنضب. ولكن، يتساءل خنجي، "ماذا فعلنا في هذا الجسم المائي الذي يحيط بنا؟ نزلنا بشباكنا وجرافاتنا فاستنزفنا كل تلك الخيرات. قضينا حتى على مخازن السمك والشعاب المرجانية وصغار الأسماك. ولم تسلم السواحل من كل ذلك. ثم وقفنا نذرف الدموع ونولول على البحر وخيراته".
في الماضي، وبسبب وجود الزراعة والأشجار المتناثرة في كل مكان، كان هواء المملكة نقياً الى حد ما. قطعت هذه الأشجار وشيدت مكانها غابات اسمنتية، وقامت المصانع التي ارتفعت مداخنها عشرات الأمتار في عنان السماء، نافثة آلاف الأطنان من الغازات التي تراكمت في صدور البشر. ومرت سنوات قبل أن يقتنع أصحاب المصانع بلزوم استخدام مصفيات في تلك المداخن.
والبحرين، يقول خنجي، من الدول التي لا تنتج غذاءها، لأسباب جغرافية وطبيعية وغيرها، فتستورد كل الغذاء من الخارج، "ولكن أثبتت دراسات كثيرة مدى تلوث الأغذية التي تدخل البلد. فهل تصدت لها الجهات الرسمية؟ أشك في ذلك. وتشير الدلائل إلى أنه في العام 2000 قبل الميلاد كانت المساحات المزروعة نحو 15 ألف هكتار، بينما بلغت الأراضي المزروعة عام 2000 بعد الميلاد نحو 4767 هكتاراً. وبعملية حسابية بسيطة يمكننا القول اننا خسرنا نحو 10233 هكتاراً".
ماذا في يوم البيئة الوطني 2005؟
شعار يوم البيئة في البحرين لهذه السنة هو "عادم السيارات... عادم للحياة". والهدف إلقاء الضوء على الملوثات المنبعثة من السيارة ومدى خطورتها على صحة الانسان والبيئة، وتحديد أدوار الجهات الحكومية والأهلية والفردية في حل هذه المشكلة.
يقول زكريا خنجي: "لقد غدت السيارة من الضروريات التي لا يستغنى عنها، وخاصة في دول الخليج العربية حيث تستخدم فيها أقل المشاوير ضرورة وأقصر المسافات. لذلك ترهلت الأجساد وتلوثت البيئة بآلاف الأطنان من غازات العادم. فهل نعلم، مثلاً، أننا بقيادة السيارة 15 ألف كيلومتر في السنة نساهم في نفث 1200 كيلوغرام من الكربون في الهواء سنوياً؟ وتستقطع الأراضي التي يمكن تحويلها إلى حدائق ومتنزهات من أجل تحويلها إلى طرق ومواقف للسيارات، خصوصاً في المدن التي تحتاج الى متنفسات خضراء".
من فعاليات يوم البيئة الوطني هذه السنة إلقاء محاضرات في المساجد والمنتديات والجامعات والمدارس لمناقشة مشكلة التلوث من وسائل النقل. وبالتعاون مع شركة نفط البحرين، نظم معرض بيئي في القرية التراثية في متحف البحرين وفي مدينة المنامة. واذ تتزامن المناسبة هذا اليوم مع مواسم التخييم، يقام بالتعاون مع المحافظة الجنوبية معرض في البر ومهرجان في محمية ومنتزه العرين لمدة ثلاثة أيام بمشاركة المخيمين. كما يقام مخيم بيئي على مدى أسبوع كامل وفق برنامج خاص، لتعليم الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 8 سنوات و12 سنة حول المواضيع ذات العلاقة بالبيئة وخصوصاً بيئة البحرين.
وتنظم الهيئة العامة بالتعاون مع إدارة المرور حملة إعلامية لقياس نسبة الملوثات المنبعثة من السيارات ونشرها عبر وسائل الاعلام المختلفة. يقول خنجي: "وربما في نهاية فبراير (شباط) سنقيم ندوة عامة تحت عنوان "عادم السيارات... عادم للحياة" برعاية رئيس الهيئة الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة ندعو فيها الجمعيات الأهلية وطلبة المدارس والوزارات والمجالس البلدية والنيابية والشورى لمناقشة هذا الموضوع عبر أوراق عمل. هذا بالاضافة الى برامج ستقيمها المحافظات والجمعيات الأهلية، والتي نتمنى أن تتزايد عاماً بعد آخر حتى يصبح يوم البيئة الوطني يوماً يمسّ حياة كل مواطن".
كادر
ماذا يمكننا أن نفعل كأفراد لتخفيف ملوثات السيارات
- إخضاع السيارة لصيانة دورية. فقد وجد أن السيارة التي في حالة جيدة تقطع مسافة تزيد 40 في المئة عما تقطعه سيارة من غير صيانة دورية، وتطلق من الهيدروكربونات أقل 42 في المئة، ومن أول أوكسيد الكربون أقل 47 في المئة.
- عدم استخدام السيارة للمسافات القصيرة التي يمكن قطعها سيراً على الأقدام، والذهاب إلى العمل مع بعض الزملاء في سيارة واحدة.
- استخدام باصات النقل العام، على أن تساهم المؤسسة المسؤولة عنها في تطويرها وصيانتها والاعتناء بنظافتها والمحافظة على مواعيدها.
- الاهتمام بضغط الهواء في الاطارات، لأن الضغط الصحيح أكثر أماناً ويوفر نحو 5 في المئة من استهلاك الوقود.
- إطفاء المحرك عند التوقف الطويل والانتظار.
- الحد من السرعة، فعند تجاوز 100 كيلومتر في الساعة يزداد الوقود المستهلك ولا يحترق بشكل كامل وبالتالي تزداد الأدخنة والسموم.
السيارات التي تستخدم أنواعاً بديلة من الوقود، مثل الكهرباء أو الغاز الطبيعي، غدت مطلباً جماهيرياً في كل بقاع العالم. وبدأت الأفكار تتجه نحوه السيارات الهجينة التي تعمل بالوقود وبالكهرباء التي تولدها ذاتياً. وقد بدأت تلقى رواجاً، خصوصاً أن كفاءة استهلاك الوقود في السيارة الهجينة هي حالياً نحو مرة ونصف أكثر من كفاءة السيارات التقليدية، وهي تنفث نحو نصف كمية المخلفات الغازية وخاصة غاز ثاني أوكسيد الكربون.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
روبرت مايلز (سيدني) «تسميد» المحيطات
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.