"الاستعمار البيئي المؤبّد" كان عنوان افتتاحية نجيب صعب في شهر أيار(مايو) 2003. وهي حذرت من الآثار البعيدة المدى لليورانيوم المستنفد، الذي استخدمت منه مئات الأطنان في حروب الخليج، ودُفنت بقايا الآليات المدمرة بقذائفه في الصحراء. وكانت "البيئة والتنمية" قد طرحت الموضوع على غلاف عدد شباط (فبراير) 2001 بعنوان "هل جنود الغرب أغلى من أطفال العرب"، حين أثيرت ضجة حول آثار اليورانيوم المستنفد على جنود القوات الأوروبية والأميركية في كوسوفو والبوسنة، في مقابل تجاهل هذه المشكلة عقب حرب الخليج عام 1991.

أثارت هذه التحقيقات ردود فعل متفاوتة، فنقلتها عنا صحف عربية كثيرة تأييداً، بينما غضب منا البعض فقطع اشتراكاته في المجلة. وقد أوضحنا مراراً أننا، حين نطالب بتنظيف المواقع العربية الملوثة باشعاعات اليورانيوم، فإنما ندافع عن حقوق الشعوب العربية. وتابعنا الحملة في الشهور الأخيرة، فنشرنا موضوع غلاف عن المستجدات في موضوع اليورانيوم وعرضنا لنتائج أول دراسة على الأرض لقياس مستوى الاشعاعات.

حين قرأنا التصريحات الأخيرة لعضو مجلس الأمة الكويتي النائب باسل الراشد عن الموضوع، شعرنا أن كلامنا في هذه المجلة لا يذهب سدى. فقد طالب الراشد بدراسة الآثار الصحية المحتملة بين عامي 1992 و2002 ومعالجتها. أما كلام وزير البيئة في الحكومة العراقية الموقتة، الذي ننشره في هذا العدد، فهو يؤكد أيضاً ما ذهبنا إليه، حين يدعو إلى استقصاء مستوى الاشعاعات عبر الاراضي العراقية لمعالجة آثارها.

الصحافة الملتزمة تشعر بالرضى حين تساهم في إحداث التغيير نحو الافضل.