يتزامن صدور هذا العدد مع إعلان تقرير الاستطلاع البيئي الذي أجرته مجلة "البيئة والتنمية" في جميع مناطق العالم العربي، وجاءت نتائجه رسالة الى الحكومات العربية بأن الجمهور يجد حالة البيئة سيئة ويدعو الى عمل سريع لانقاذها. هذا التقرير يعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع شركائنا في الاستطلاع، برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، وينشر في يوم واحد في جميع الصحف اليومية المتعاونة مع "البيئة والتنمية". وقد يكون هذا أول عمل بيئي يتولاه الجمهور على مستوى العالم العربي كله. والأهم من هذا، إيصال آراء الناس الى المسؤولين عبر وسائل الاعلام العربية، في حملة يدعمها تلفزيون المستقبل الفضائي ببرامج تستمر أسبوعياً، وتخصص لعرض نتائج التقرير وبحث الوضع البيئي العربي في ضوئها.

وفي هذا العدد أيضاً نعلن عن مؤتمر مخصص للآثار البيئية لصناعة النفط، يعقد في البحرين بداية أيار (مايو) المقبل، وتشارك فيه "البيئة والتنمية" كمجلة رسمية. وسيحتوي العدد المقبل على ملف خاص عن النفط والبيئة. وهذا موضوع مهم وخطير، لم يحظ قبلاً بمعالجة جدية، مع أننا نعيش في منطقة تعتمد في معظم دخلها على إنتاج النفط.

ونأمل أن يكون مؤتمر البحرين مدخلاً لفتح حوار في العمق حول الأبعاد البيئية لصناعة النفط، ومشاركة الدول الصناعية المستخدمة للنفط في دفع فاتورة التنظيف البيئي في الدول المنتجة. كما لا بد من تحديد مسؤوليات شركات الإنتاج والنقل والتصنيع النفطي في مجال حماية البيئة وحسن ادارة الموارد.

ونتابع في هذا العدد الحملة الرائدة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية للمحافظة على المياه، والتي تتوج هذا الشهر بندوة تقام في الرياض تحت عنوان "ترشيد استخدام المياه وتنمية مصادرها". واللافت في هذه الندوة أن مفهوم إدارة المياه لم يعد محصوراً في توفير الاستهلاك، وهو ضروري، لكنه تعدى هذا الى الادارة المتكاملة التي تضع تنمية مصادر المياه في أولوياتها. فترشيد استخدام المياه لا يكون بالاقتصاد فقط، بل بتطوير موارد المياه على نحو يؤمن الاستدامة. "البيئة والتنمية" ستكون أيضاً هناك، للمشاركة كمجلة رسمية للندوة، والمساهمة في حوار عربي جدي حول إدارة الموارد وحماية البيئة.