هذا الشهر
«الدعم يشجع التبذير وتغيير العادات آتٍ». هذا ما أكد عليه مؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية (افد) حول الاستهلاك المستدام، الذي عقد مؤخراً في بيروت بمشاركة 600 مندوب من 48 دولة، ونوقشت خلاله مضامين تقرير «أفد» لسنة 2015. وقد أوضح التقرير والمؤتمر بالبيانات والأدلة أن الدعم غير المتوازن لأسعار الماء والطاقة والغذاء في المنطقة العربية يشجع على أنماط استهلاكية تتسم بالتبذير والهدر، ولا يساعد بالضرورة على تخفيف العبء عن الفقراء، إذ يذهب نحو 90 في المئة من أموال الدعم إلى الأغنياء. لكن هناك اتجاهاً واضحاً إلى تغيير هذا النمط، بحيث بدأت عدة دول عربية، بما فيها دول خليجية، تطبيق إجراءات إصلاحية لنظام دعم الأسعار. وقد كان لتقارير «أفد» السنوية، خصوصاً حول المياه والطاقة والأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر، أثر كبير في اعتماد هذه الإصلاحات. كذلك ساهم «أفد»، من خلال تقريره حول أثر تغير المناخ على الدول العربية الذي صدر عام 2009، ومشاركة مندوبيه في جميع مراحل مؤتمرات المناخ الدولية لمساعدة المفاوضين، في نجاح الجهود التي أوصلت إلى اتفاقية باريس.
في هذا العدد تغطية لمؤتمر «أفد» حول الاستهلاك المستدام، ولاتفاقية باريس التي تعتبر خطوة قوية نحو تخفيض الانبعاثات الكربونية وإنقاذ البشرية من التأثيرات الكارثية لتغير المناخ. أما موضوع الغلاف فيتناول مواكبة وزارات البيئة العربية لعصر الإنترنت من خلال تقييم لمواقعها الإلكترونية. وفي نموذجين للنقل المستدام، مقال حول ترام دبي الكهربائي، وآخر من ريو دي جانيرو بالبرازيل حيث شبكة حافلات سريعة وتلفريك لمجتمعات منعزلة ومسارات للدراجات الهوائية. وإلى مواضيع وأخبار عربية وعالمية متنوعة، يتضمن العدد كلمة لنائب رئيس البنك الدولي الدكتور حافظ غانم حول مواجهة مشاكل البيئة العربية باستغلال أفضل للموارد. كما كتب أليساندرو غالي وماتيس واكرناغل من شبكة البصمة البيئية العالمية عن «عجز آخر» لليونان هو العجز البيئي إلى جانب العجز المالي. وفي «كتاب الطبيعة» موضوعان مصوران عن حديقة التجارب في عاصمة الجزائر وروائع صور الطبيعة لسنة 2015.
«البيئة والتنمية»
|