"ألف بئر لدارفور" كان عنواناً على غلاف العدد الأخير من "البيئة والتنمية"، كشف للمرة الأولى عن مبادرة عالمية أطلقها العالم فاروق الباز، لري صحراء دارفور وإرواء ظمأ الملايين من سكانها، بحفر آبار لضخ مياه جوفية أثبتت الصور الفضائية وجودها. بعد نشر هذا التحقيق، اهتمت وسائل إعلام عالمية بالموضوع، ومنها شبكة "سي. إن. إن" وهيئة الاذاعة البريطانية، اللتان تحدثتا مع الدكتور الباز حول المبادرة. وتلقفت أوساط دولية هذا الخبر بحماسة، لأن حل مشاكل الجوع والعطش قد يكون المفتاح لحل النزاع في دارفور وما حولها. اللافت أن بعض الجهابذة "المحليين"، ولن نسميهم "الوطنيين"، لم يعلّقوا إلا بمقالات تقول إن الباز لم يكشف جديداً، اذ ان علماء السودان يعرفون، منذ عشرات السنين، بوجود مياه تحت صحراء دارفور.

برافو! لو تم استخدام هذه المعرفة لتزويد دارفور بالمياه، وهو المورد الأهم الذي تفتقر إليه، لكانت تحققت نهضة اقتصادية واجتماعية فيها، ولما كان الملايين قضوا هجرة وجوعاً وقتلاً في حرب عبثية. فالعلم الذي لا ينفع أسوأ من الجهل الذي لا يضر.

نأمل النجاح للمبادرة الرائدة التي أطلقها فاروق الباز، لأنها تضع العلم في خدمة الناس. ولمتابعة الموضوع، ننشر في هذا العدد تحقيقاً مفصلاً عن أثر الحروب على بيئة السودان، جفافاً وتهجيراً وموتاً.