اعتبر رئيس مجلس أمناء جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، الأمير خالد بن سلطان، أن "الإرهاب المائي أخطر بكثير من الإرهاب السياسي"، مبدياً تخوفه من هذا الإرهاب الذي قد يدخل بعض الدول في حروب حول المياه الشحيحة. وأضاف خلال إعلانه أسماء الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه أن السعودية من أفقر دول الشرق الأوسط مائياً، مؤكداً على ضرورة وضع سياسات لترشيد الاستهلاك وتنمية الموارد المتاحة، وإضافة موارد مائية جديدة تقليدية وغير تقليدية، مشيراً الى أن ذلك يتطلب تكثيف البحوث العلمية الجدية.
وسوف يقام حفل تسليم الجائزة عشية المؤتمر الدولي السادس للموارد المائية والبيئة الجافة الذي تنظمه الجائزة وجامعة الملك سعود ووزارة المياه والكهرباء من 2 إلى 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
فاز بجائزة الإبداع وقيمتها مليون ريال (266 ألف دولار) فريقان من العلماء، الأول فريق الدكتور ايرك وود والدكتور جوستن شفيلد من جامعة برينستون في الولايات المتحدة، الذي توصل إلى اختراع نظام رائد ومتطور لمراقبة ونمذجة وتوقع الجفاف بدقة عالية على النطاقات الإقليمية والقارية والعالمية، ويستخدم هذا النظام حالياً في نظم مراقبة الجفاف حول العالم. والثاني فريق الدكتورة كريستين لارسن من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الذي اكتشف أن أجهزة تحديد إحداثيات المواقع العالمية الجيوديسية القياسية حساسة للتأثيرات الهيدرولوجية، ومن ثم طور تقنية جديدة فعالة وقليلة الكلفة لقياس رطوبة التربة وعمق الثلج والمحتوى المائي النباتي بشكل مستمر وبدقة غير مسبوقة من خلال القياس بالتداخل الانعكاسي في هذه الأجهزة.
أما الجوائز التخصصية الأربع، التي تبلغ قيمة كل منها 500 ألف ريال (133 ألف دولار) ففاز بإحداها الدكتور لاري ميز من جامعة أريزونا الأميركية تقديراً لإنتاجه العلمي الطويل والمتميز في مجال الهيدرولوجيا والمياه السطحية وهندسة الموارد المائية، الذي تمثل مؤخراً في إصدار ثلاثة كتب رائدة في هذه المجالات. كما انه استخدم معرفته الواسعة في تطوير نماذج هيدرولوجية مثلى لحل مشكلتين للمياه العالمية، الأولى في مجال التفريغ الأمثل لمياه السدود في ظروف الفيضانات والثانية في تنمية مساقط المياه في المناطق الحضرية.
وفاز بجائزة المياه الجوفية الدكتور هيسوس كريرا رامرز من معهد التقييم البيئي وأبحاث المياه في برشلونة في إسبانيا، لمساهمته بشكل كبير في تطوير النماذج الهيدرولوجية الرياضية ونمذجة انتقال الماء في أنظمة المياه الجوفية، ونتيجة لذلك توصل إلى تحديد كمي للآليات والحلول الممكنة لمشكلة مهمة على مستوى العالم وهي مشكلة تسرب مياه البحر إلى المناطق الساحلية، وكذلك ملوحة المياه في المناطق شبه القاحلة، كما استطاع بشكل موثوق تقدير مصير الملوثات الطويلة الأجل في النظم البيئية.
وفاز بجائزة الموارد المائية البديلة الدكتور بوليكاربوس فلاريس من المركز الوطني للبحوث العلمية في أثينا عاصمة اليونان، ومنسق مشروع CLEANWATER التابع للاتحاد الأوروبي لتطوير أغشية مركبة مصنوعة من السيراميك ذات خصائص تحفيزية ضوئية لإزالة السموم من المياه بفعالية وكفاءة عالية من خلال الاستفادة من ضوء الشمس.
كما فاز الدكتور وليام بيه من جامعة كاليفورنيا الأميركية بجائزة إدارة الموارد المائية وحمايتها، وقد تم اعتماد الطرق والمناهج والأساليب الرياضية التي طورها لتشغيل نظم الخزن المعقدة المتعددة الأغراض للموارد المائية الكبرى في عدد كبير من البلدان.
وكان مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه أعلن أخيراً عن برنامج منح تشجيعية للبحث العلمي الإبداعي في مجال المياه حول العالم، ليضاف إلى الجوائز التقديرية الخمس التي تقدمها الجائزة منذ انطلاقتها عام 2002.