Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كانون الثاني (يناير) 2010جسر الحجر
  • يتسلقون جدار الجسر
  • Ranunculus orbicularis حوذان فقرا
  • Onopordum carduiform أقسون شوكي
  • Rosularia libanotica ورد لبناني
  • Chaerophyllum syriacum سرفل سوري
  • Cephalaria kesruanica زوان كسروان
  • تراث تاريخي طبيعي يمثلة جسر الحجر في كفرذبيان
 تحفة نادرة في كفرذبيان بجبل لبنان يجدر تصنيفها متحفاً طبيعياً لما تحويه من نباتات  نادرة بات بعضها على شفير الانقراض
 
جورج وهنريت طعمه
طرح علينا كثيرون من معارفنا أسئلة متنوعة عن التراث التاريخي والطبيعي الذي يمثله جسر الحجر في كفردبيان. فرأينا من واجبنا أن نلفت نظر المعجبين بهذه التحفة الفريدة إلى ناحيتين إضافيتين قد يعرفهما متتبعو تاريخ لبنان الحضاري: الأولى، بعض ما ورد على لسان الرحّالة الأجانب في القرن التاسع عشر حول الجسر. والثانية، أهمية الموقع من الناحية العلمية كمخزن طبيعي لنباتات وحيوانات يتفرّد بها لبنان أو بضعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط.
من الرحالة الذين زاروا لبنان الدكتور لورتيه، عميد كليّة الطب في جامعة  ليون بفرنسا، الذي حلّ مكان رينان بعد العام 1870 في دراسة آثار لبنان، فزاره مرّتين. يقول لورتيه بعد رحلته الثانية، في مقال نشرته مجلة "حول العالم" (العدد 44) عام 1880: "بعد التمتع بمناظر نهر إبراهيم ومنبعه في مغارة أفقا، كان لا بدّ من زيارة جسر الحجر انطلاقاً من ميروبا الغنية بأشجار الحور واللوز وسواها. تركنا هذه البلدة ظهراً ووصلنا بعد ساعة إلى نبع اللبن الذي يغذي نهر الكلب. أول ما يستوقفك هناك منظر فتحة الجسر الطبيعي القريب من النبع، التي تمتد خمسين متراً بارتفاع يقارب العشرين. يبدو سطح الجسر كأنه عباءة أُلقيت فوق وادٍ عميق فغطّته من منحدر إلى آخر. يُعتبر هذا الجسر من أبهج عجائب الطبيعة في لبنان. فقد تراكمت في مجرى النهر صخور ضخمة اقتطعتها المياه من جوانب الوادي العميق، فانتصبت أكبرهاحجماً وكأنها تتحدّى المياه الجليدية البيضاء كالزبد المتدفقة من أعلى النهر. فلون المياه الأبيض كان ولا ريب سبباً مباشراً في تسمية هذا الجدول "نبع اللبن". وتابع لورتيه: "منطقة الجسر خالية تماماً من البشر، تمرّ بجوارها في الربيع فقط قطعان من الماعز والغنم، وتحلّّق في السماء رفوف من الحمام البرّي اتخذت من فجوات الشير العالي وكهوفه موطناً آمناً تلجأ إليه. إذا عدنا وتمعنّا في فتحة الجسر ودقة أطراف قوسها، لتخيّل إلينا كأنما يد الإنسان نحتتها بعناية فائقة". وبعد زيارة قلعة فقرا القريبة من المكان، عاد الدكتور لورتيه إلى ميروبا ليستأنف رحلته.
في ربيع 1820 زار الباحث الألماني أهرنبرغ جسر الحجر، وتجوَل في جواره. فوجد نبتة عشبية من فصيلة الخيميّات بيضاء الزهر قد يصل طولها إلى 60 سنتيمتراً. ينطلق جذعها من درنة مدفونة تحت الأرض. فأخذ منها ما يسمح بدراستها في بلده. وتبين في ما بعد أنها متفردة، أي خاصة فقط بهذه البلاد، فأطلق عليها اسم  "سرفل سوري" Chaerophyllum syriacum. وقد حُفظت عّينة من هذه العشبة في متحف برلين للعلوم الطبيعية، الذي احترق أثناء الحرب العالمية الثانية.
بعد الحرب، هرع العاملون في علم النبات للتفتيش عن بديل للعيّنات التي احترقت. وبعد جهد ومتابعة حثيثة تمّ العثور في حزيران (يونيو) 1957 على بضع عينات  منها وُزّعت في جنيف وباريس وفي كيو ببريطانيا. وعبثاً حاول الأب موترد، العالم النباتي المعروف المتوفى عام 1972، إيجاد عينات إضافية في ما بعد. لقد اختفت النبتة تماماُ. فالمكان الذي وُجدت فيه يقع بالقرب من جسر الحجر على ارتفاع 1500 متر وقد تحوّل إلى بستان تفاح!
بعد تفتيش استمر عشر سنين، قطعنا الأمل بدورنا من العثور على هذه النبتة، فقررنا اعتبارها منقرضة، ولذا لم نذكرها في كتابنا "فلورا لبنان المصورة" الصادر عن المجلس الوطني للبحوث العلمية سنة 2007. ثم عاودنا التفتيش في أماكن خصبة تقع تحت الجسر، فوجدناها في أيار (مايو) 2008، وأهدينا منها نسخاً إلى متحف باريس للعلوم الطبيعية بعد تزويد متحف المجلس بعيّنات منها. وقد دعوناها بدورنا "سرفل جسر الحجر".
ليس السرفل بالنبتة الوحيدة الخاصة بجسر الحجر. لقد ذكرنا منه 38 نوعاً في كتابنا الأخير، منها 35 نبتة غير معروفة خارج منطقة الشرق الأوسط. أضف إلى كل ذلك عدداً كبيراً من نبتات عيون السيمان وفقرا وقلعة فقرا وبلدة كفردبيان الغنية بنظمها الايكولوجية. ومن نبتات جسر الحجر خمسة أنواع خاصة بلبنان وسورية معاً، لعل أهمها نفل فارياTrifolium farayense ، بالإضافة إلى أربعة أنواع خاصة بلبنان دون سواه من مناطق العالم. وهي:
حوذان فقراRanunculus orbicularis  الموجود أيضاً قرب قلعة فقرا وقرب أرز جاج، وزوان كسروان   Cephalaria kesruanica القليل الوجود بعد اشتداد حركة العمران في تلال العسل فوق موقع الجسر والذي ما زال موجوداً في فاريا، وأوروفيلية جلج Erophila gilgiana وهي نبتة بيضاء الزهر يمتد وجودها إلى تحت غابة القموعة شمالاً، فضلاً عن سرفل جسر الحجر. كما يمكن اعتبار المساحة الواقعة تحت الجسر مخزناً للسرخسيات، وهي نبتات لازهرية تستعمل في الطب الشعبي منذ القدم.
ومن الثدييات، ذكرنا في كتاب "لبونات لبنان البرية" (منشورات الجامعة اللبنانية ،1985)، ثمانية أنواع صغيرة الحجم التقطت على مقربة من الجسر، وهي: الزبابة الشائعة التي تشبه الفأر وتفتك بالحشرات الضارة، والخفاش اللبناني وهو وطواط يصل طوله إلى 13,5 سنتيمتراً مع ذيل طويل، ووطواط عمر الذي التقط أيضاً في حراجل وعمشيت، والأرنب البرّي الخاص بالمنطقة الذي عدد أوصافه أهرنبرغ عام 1833. وفأر البستان المنتشر حول نبع اللبن والذي يخرج من وكره ليلاً، وفأر الحقل الضار بالمزروعات وخاصة في منطقة فقرا، وفأر الأحراج وهو من أصغر الفئران حجماً، وأخيراً عكبر ثلج حرمون الخاص بمنطقتنا والذي نشاهده أحياناً على الثلوج في مطلع الربيع.
لقد سردنا بإيجاز نبتات وحيوانات تعيش تحت الجسر وقربه، للدلالة على أهمية الحفاظ على هذا الموقع واعتباره متحفاً طبيعياً في الهواء الطلق يحفظ أنواعاً هامة للتنوع البيولوجي نعمل لها في لبنان منذ العام 1959. فمنطقة كفرذبيان عزيزة على قلوبنا، ونحن نتردد إليها منذ العام 1968. ولا نشك مطلقاً في أنّ اعتبار منطقة الجسر متحفاً طبيعياً سيضاعف عدد السياح الذين يأتون لزيارة المنطقة في كل فصول السنة ولممارسة هواية التزلج وتسلق الجبال.
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.