Thursday 25 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
اكتشاف انثروبولوجي في المغرب حول جذور التاريخ البشري  
تموز-آب / يوليو-أغسطس 2017 / عدد 232/233
(خاص "البيئة والتنمية")، المغرب - محمد التفراوتي
 
على موقع جبل "إيغود" في إقليم اليوسفية في المغرب كشف علماء الأنثروبولوجيا مكتشفات يعود تاريخها إلى 300 ألف سنة، وذلك بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر Thermoluminescence.
 
اكتشاف موقع جبل "إيغود" أعاد إلى الوراء أصول النوع البشري حوالى 100 ألف سنة أخرى، وكشف عن سيناريو تطوري معقد للبشرية يدمج القارة الأفريقية بأسرها. وقدم هذا الاكتشاف للفكر الانثروبولوجي نظرة متفحصة ومساهمة علمية حددت عمر "هومو سابينس" Homosapiens في 300 ألف سنة في موقع شمال إفريقيا، بدل 200 ألف سنة في موقعي إفريقيا الشرقية "أومو كيبيش" Omo Kibish في أثيوبيا في إفريقيا الشرقية و"فلوريسباد" Florisbad في إفريقيا الجنوبية.
 
وعكف فريق علمي بإشراف كل من الباحثين عبد الواحد بن نصر عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والإتصال في المغرب، وجان جاك أوبلان من معهد "ماكس بلانك" للأنثروبولوجيا المتطورة في ألمانيا على سبر أغوار باطن الموقع في جبل "إيغود" في سياق برنامج بحث بين المعهدين انطلق منذ عام 2004.
 
وتحدث الباحث عبد الواحد بن نصر لمجلة "البيئة والتنمية" عن هذا الفتح العلمي، موضحاً أن الاكتشاف عبارة عن بقايا عظام بشرية تنتمي لفصيلة الإنسان العاقل البدائي، ومجموعات من حجر منحوت كان يشتغل عليه إنسان ما قبل التاريخ، كأدوات حجرية وعظام حيوانية مثل الغزال. كما أن تاريخ المعثورات له أهمية قصوى، على إعتبار أن المختصين وأغلب الباحثين، حتى هذا الوقت، كانوا يعتقدون أن موقع الانطلاق الجغرافي لـ "الهومو سابينس" هو في إفريقيا الشرقية، نظراً لأن هناك بقايا إنسان تعود لتاريخ 200 ألف سنة. وبذلك عادت أفريقيا الشمالية إلى واجهة الأبحاث حول إشكالية "الهومو سابينس"، ما يدفع بالمختصين والعلماء إلى تكثيف البحث في شمال إفريقيا.
 
وقال بن نصر أن موقع البحث في جبل "إيغود" متميز بمعثوراته المتنوعة وبعمره المحدد الآن، حيث عثر فيه على كم مهم من بقايا الانسان التي تمكّن من مقاربة ما يكفي من المعطيات حول ساكنيه في ذلك الوقت، في حين سيمكن عمر المعثورات من رصد مكامن التطور المورفولوجي عند الانسان.
 
ويحظى موقع البحث في جبل "إيغود" في المغرب بالغنى على مستوى البقايا والرفات، إذ يحتوي على أحسن مجموعة من حيث الكم والنوع على المستوى القاري، مما سيمكّن من رصد المرحلة الأولى من تطور "هومو سابينس"، بالمقارنة مع موقعي "فلوريس باد" في إفريقيا الجنوبية و"أومو كيبيش" في إفريقيا الشرقية في إثيوبيا.
 
وتشكّل كل هذه المواقع البحثية في إفريقيا كوكبة واحدة، يضيف الباحث بن نصر، تعود إلى الفترة الأولى من تطور "هومو سابينس" وهي محورية، ذلك أن رأس الحلبة هو المغرب من خلال جبل "إيغود". والمعروف حتى الآن أن "هومو سابينس استوطن إفريقيا إلى حدود 120 ألف سنة أو 100 ألف سنة قبل الحاضر، ومن هناك انطلق إلى باقي العالم عبر بوابة الشرق الأوسط ثم الشرق الادنى والجنوب، وصولاً إلى أوروبا الغربية.
 
وفي معرض حديثه عن مزايا موقع البحث في جبل "ايغود"، أكد الباحث بن نصر أن أهم ميزة تتمثل في قفز عمر الانسان على الأرض وانتقاله من 200 ألف سنة إلى 300 ألف سنة في حياة الانسان البدائي "هومو سابينس"، كما أن مجموعة الحفريات التي كان عددها ست قطع في الجيل الأول من الأبحاث، وصلت إلى 22 في الجيل الثاني من برنامج البحث الجديد الذي انطلق في 2004.
 
وانطلقت أبحاث الجيل الأول في موقع جبل "إيغود" خلال الستينات مع الباحث الفرنسي إميل إنوشي، عن طريق فتح جانب من الجبل وإزالة الصخور والحجر الجيري القديم والكلس ومعدن "الباريت"، ما أدى إلى استخراج أكثر من 2000 طن من الأنقاض لتنكشف الطبقات الأثرية، حيث استثمر الباحث إنوشي بعمق خمسين سنتيمتراً. في حين أجرى الباحث جاك تكسييه حملة أبحاث قصيرة من الحفريات في منطقة محددة، حيث غطى البحث حوالى 5 أمتار مكعبة في الرواسب، أغلبها صلبة جداً، وتم تسجيل 1267 قطعة أثرية. وعثر جاك تكسييه في 31 كانون الثاني (يناير) 1969 على عضد بشري عُدّ آنذاك الرفات الوحيدة من مجموع الحفريات في المنطقة.
 
يشار إلى أن كلمة "هومو" تعني "إنسان" باللغة اللاتينية. ولم يتبق من هذا الجنس سوى نوع الإنسان المعاصر المعروف علمياً باسم الإنسان العاقل الحديث. أما باقي أنواع هذا الجنس فقد انقرضت، إذ لم يعد يعثر إلا على بقايا الانسان المعاصر، الانسان العاقل المستوعب الذي يمتلك لغة وثفاقة.
 
ويذكر أن التقنية الإشعاعية المستعملة في تحديد العمر هي عبارة عن نوع من مقياس جرعة الإشعاع، والذي يعتمد على قياس مدى التعرض للإشعاع المؤين عن طريق معرفة شدة الضوء المرئي الصادر عن بلورة عند تسخينها، وذلك من خلال كاشف. وتعتمد شدة الضوء الصادر على مدى التعرض للإشعاع.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.