Wednesday 24 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
داميان كارينغتون (غارديان) معضلة النروج القطبية  
تشرين الاول 2011 / عدد 163

السباق للظفر بالثروات الطبيعية في المحيط المتجمد الشمالي تفسره على أفضل وجه حكاية بلدين.

 

البلد الأول قريب الى النرفانا، أي السعادة القصوى. إنه غني ومريح، يتمتع بأعلى مستوى معيشة في العالم وأدنى نسبة من الإجرام. عماله هم الأكثر إنتاجية، وتستهلك سلعه في كل بلد. ومدخراته التي تبلغ 550 بليون دولار هي حالياً أكبر صندوق ثروة مستقل في العالم. هذا البلد هو أيضاً صديق حميم للبيئة. في الداخل، وزير بيئته من حزب الخضر، و95 في المئة من كهربائه لا تصدر أي انبعاثات كربونية (صفر كربون)، ومصائد أسماكه الضخمة تدار بأفضل استدامة عرفتها المحيطات. وفي الخارج، ينفق على حماية غابات المطر في البلدان النامية والفقيرة أكثر من أي بلد آخر.

 

البلد الثاني مختلف تماماً. هو من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم، ويدفع بعمليات التنقيب الى مناطق جديدة محفوفة بالمخاطر، ضارباً عرض الحائط بمشورات مؤسساته التي تتولى الأبحاث البيئية. وهو ينقب عن خامات الفحم والحديد في أحد أكثر الموائل هشاشة في العالم، ويستثمر ثروة في مشاريع الرمال القطرانية القذرة، وهو مصدِّر رئيسي للأسلحة. وقد فشل بشكل مخزٍ في الوفاء بأهدافه لخفض الانبعاثات الكربونية التي تفاقم تغير المناخ. وفي البحار، تفوق أعداد أسماك مزارعه أعداد الأسماك الطليقة، وهي تنشر الأمراض.

 

البلد الأول هو النروج. والبلد الثاني هو النروج. فطموحه الأخضر الذي يحتل موقعاً ريادياً في العالم يناقض الى حد بعيد طمعه بالذهب الأسود الذي يوفر له ثروة يحتل بها موقع صدارة في العالم. هذا التناقض معترف به على أعلى المستويات. «نعم، إنها لمعضلة»، قال لي يوناس غار ستور، وزير خارجية النروج، عندما زرت المنطقة القطبية الشمالية مؤخراً، مضيفاًً: «لكنها لا تقتصر على النروج، إنها معضلة عالمية». فالبلدان القطبية الخمسة، التي سوف تقع تحت سلطتها الوطنية قرابة 80 في المئة من حقوق النفط والغاز والمعادن، تتحكم بالمنطقة. وإذا كانت النروج، البلد المتمتع بأفضل الامتيازات على الأرض، لا تستطيع مقاومة إغراء الثروة الدفينة مهما كانت كلفتها البيئية، فمن يستطيع؟ والأعضاء الآخرون في «مجلس القطب الشمالي»، أي الولايات المتحدة وكندا والدنمارك وروسيا، ليسوا فقراء معوزين هم أيضاً.

 

إغراءات المنطقة القطبية الشمالية لا تقاوم لثلاثة أسباب. أولاً، ان اقتصاداً عالمياً مدمناً على الوقود الأحفوري بأي ثمن سوف يجد على الدوام تاجراً راغباً في العثور على مطلبه وبيعه إليه بأي ثمن. ثانياً، الطلب القوي على الحديد واليورانيوم والذهب ومعادن أخرى لا يبدو أنه سيخف حتى يتم صنع سلع جديدة من السلع القديمة.

 

ثالثاً، وهذا أبعد أثراً، القيمة الكبرى للمنطقة القطبية الشمالية لا أهمية لها من الناحية الاقتصادية. فالغطاء الجليدي يعكس ضوء الشمس ويبرد الكوكب من دون مقابل. وتحتبس أراضي التندرة كميات هائلة من الميثان النشط الذي هو من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتؤوي محيطات المنطقة بعض أغنى مصائد الأسماك على الأرض، من دون تحميل أساطيل الصيد التي تتولى حصادها أي رسوم. لكن هذه القفار الهشة، الباقية كشاهد على كوكب ما قبل البشرية، ليس لها أكثر من قيمة فلسفية.

 

ان استغلال ذوبان الجليد للتنقيب عن النفط والغاز سيؤدي الى مزيد من الذوبان. ولكن لا مفر من السباق في المنطقة القطبية الشمالية، في عالم يقدر الثروة المعدنية ويستخف بالعالم الطبيعي.


 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.