Thursday 18 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
مقالات
 
حكمت شيخ سليمان دير عطية في سورية: حب الناس يصنع عجائب  
تموز-آب (يوليو-اوغسطس) 2002 / عدد 52-53
 عندما تهم بالسفر براً مغادراً دمشق باتجاه مدينة حمص، وعلى بعد 90 كيلومتراً من العاصمة السورية، تمر ببلدة تحتضنها جبال القلمون وترتفع حوالى 1400 متر عن سطح البحر. انها دير عطية، التابعة ادارياً لمنطقة النبك (ريف دمشق)، وهي أصبحت مثالاً رائعاً في سورية ونموذجاً للبلدة الحضارية. حتى الذين لم ترَ أعينهم واقعها الجديد سمعوا عن الجهود التي بذلت فيها، ولا تزال تبذل، ولاقت التشجيع من الناس ومن الهيئات الرسمية.
كانت البداية مشروع التشجير الحراجي والمثمر في الأراضي التابعة للبلدة. وكانت الامكانات محدودة وثقة الناس في نجاح المشروع ضعيفة. والسبب أن المنطقة شبه صحراوية، ومعدل أمطارها لا يتجاوز 130 مليمتراً سنوياً. الا أن الاصرار والعزيمة في سبيل تطويع الطبيعة لخير الانسان أعطت ثمارها بعد سنوات. واليوم، عندما تمر بالبلدة، تشعر وكأنك في منطقة لم تعهدها سابقاً. وتلفت انتباهك كثافة الاشجار وتنظيم الحدائق والشوارع والاحياء السكنية.
بعد مشروع التشجير، الذي لا يزال مستمراً بخطوات أوسع، نفذت مشاريع خدمية ارتقت بالبلدة الى مصاف البلدات الحديثة في العالم، علماً أن نسبة كبيرة من سكانها عاشت في بلدان الاغتراب في الأميركتين وأوروبا واوستراليا. فتم بناء مستشفى ضخم مجهز بأحدث التقنيات الطبية والكوادر الاختصاصية. وشيدت المدينة الرياضية وصالتها المغلقة ومسبحها، فساهمت بجعل الرياضة ممارسة جماهيرية.
وانصب الاهتمام على تأمين الماء النظيف لكل الناس وللأراضي الزراعية. وهو يضخ بشكل مقنن. ولقد رفع شعار جميل في البلدة يقول: "لسنا بخلاء الا في استهلاك الماء".
وتم تشييد أحد أضخم وأجمل المراكز الثقافية في سورية. كما أقيم متحف دير عطية الذي يحتوي الآن على كل ما يمت بتاريخ المنطقة وطرق عيش انسان القلمون القديم. وأعيد ترميم المباني القديمة في البلدة، مع اهتمام خاص بالمساجد والكنائس. وأنشئت جمعية سكنية لذوي الدخل المحدود تؤمن لهم المساكن بأسعار شبه رمزية. وأعيد بناء 250 مسكناً قديماً للأهالي المحتاجين.
ونظمت الشوارع وزرعت الأشجار، حتى في المناطق التي لم تسكن بعد. وغدت الشجرة كائناً قيماً في هذه البلدة، لا يسمح لاحد بالاساءة اليها. ولقد سمعت من البعض أنهم يعتبرون الأشجار والورود كأولادهم.
وأنجز مشروع رائع في مجرى السيل الذي كان بؤرة للقمامة على امتداد ثلاثة كيلومترات، قاطعاً البلدة من غربها الى شرقها. فقد تم تحويله الى حديقة عامة وغابة تمتلئ بالاشجار الحراجية والزهور وأماكن للهو الأطفال واستراحة للأهالي. وبني سد في أعلى المجرى لتجميع مياه الأمطار.
هذه هي دير عطية التي أصبحت وجهاً حضارياً في مواجهة الظروف القاسية. وانجازاتها الرائعة تحققت من خلال العمل الشعبي. انها عبرة إنسانية في حب الناس للطبيعة وحبهم بعضهم لبعض.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
حكمت شيخ سليمان دير عطية في سورية: حب الناس يصنع عجائب
رسنه وراه عودة كابول الى العالم
"البيئة والتنمية" (بالي) المحاسبة البيئية: فشل تجربة بوبال
"البيئة والتنمية" (نيروبي) العالم سنة 2003
فاروق الباز نظرة من الفضاء
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.