توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن تجارة الحياة البرية أدّت إلى انخفاض كبير في وفرة الحيوانات في المناطق المحمية وغير المحمية، وهذا يثير مخاوف بشأن تأثير ذلك على التنوع البيولوجي على الأرض.
وقال ديفيد إدواردز، أستاذ علوم الحفظ الحيوي الخاص بحماية التنوع البيولوجي في الأرض في جامعة شيفيلد في بريطانيا، وأحد المشاركين في الدراسة، إن العديد من الحيوانات البرية، مثل الحرباء وآكل النمل الحرشفي، يتم تداولها بانتظام في أسواق الحياة البرية الدولية والمحلية بتجارة تبلغ قيمتها بلايين الدولارات سنوياً، وهذا يؤثر بشكل قوي على التنوع البيولوجي للأرض وقد يهدد حياة الإنسان في السنوات المقبلة، بحسب موقع "مونغابي" الخاص بأخبار العلوم البيئية والطاقة.
وأضاف أن الدراسة توصلت، بعد زيارات ميدانية وفحص لنسب توافر الحيوانات في البيئات المختلفة ومراجعة الدراسات السابقة بهذا المجال، إلى أن تجارة الحياة البرية القانونية وغير القانونية تسببت في انخفاض 61.6 في المئة في أنواع الحيوانات، وانخفاض نسب الحيوانات المهددة بالانقراض إلى 81 في المئة، وهذا مؤشر خطر وينبّه لضرورة وقف تجارة الحيوانات البرية.
وأوضح أوسكار مورتون، وهو طالب دكتوراه في قسم علوم الحيوان والنبات في جامعة شيفيلد، وأحد المشاركين في الدراسة، أن الدراسات السابقة لم تكشف حجم الأزمة لأنها كانت تركّز على نسبة الحيوانات التي يتم تداولها في تجارة الحياة البرية، ولهذا تم التركيز في هذه الدراسة على فحص مدى وفرة أنواع الحيوانات في البيئة التي تعيش فيها.
وأكد أن نتائج الدراسة توصلت إلى أن التجارة الدولية لها تأثير كبير على وفرة الأنواع مقارنة بتأثير التجارة المحلية، مشيراً إلى أنه هناك مخاوف كبيرة من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية الخاصة بتسهيل عملية التجارة بين الصين وآسيا وروسيا وأوروبا، لأنها بذلك تتسبب في توسع تجارة أنواع مختلفة من السلع، ومن بينها الحيوانات، مما يترتب عليه حدوث تهديد واضح للتنوع البيولوجي.
وقال إنه يجب تطبيق تدابير حماية أفضل من الموجودة حالياً للحفاظ على الحيوانات سواء في المناطق المحمية أو غير المحمية، لأن الاستمرار على هذا الوضع سيهدد حياة الإنسان وليس الحيوان فقط. (عن "الشروق" المصرية)